قصة إخبارية

إيران واليمن وداعش وميانمار وكوفيد-19 وتغير المناخ: بيان مشترك

وزراء الخارجية الفرنسي والألماني والبريطاني والأمريكي بحثوا برنامج إيران النووي، والحرب في اليمن، وخطر داعش المتجدد في العراق وسورية، وجهود القضاء على كوفيد-19، ومعالجة تغير المناخ.

بيان صادر عن وزراء خارجية فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية:

عقد وزراء خارجية فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة (الدول الأوروبية الثلاث) والولايات المتحدة اجتماعاً افتراضياً، للمرة الثانية بهذا الشكل منذ تولي وزير الخارجية الأمريكي بلينكن مهام منصبه، لمناقشة موضوع إيران وغيره من القضايا الملحة. وأكدوا مجدداً على المكانة المركزية للشراكة بين جانبيّ الأطلسي في التصدي للتحديات الأمنية والمناخية والاقتصادية والصحية وغيرها من التحديات التي يواجهها العالم.

فيما يتعلق بإيران، أعرب الوزراء عن اهتمامهم الأمني الأساسي المشترك بالحفاظ على عدم الانتشار النووي وضمان ألا تتمكن إيران على الإطلاق من تطوير سلاح نووي. وفي هذا السياق، كان إبرام خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) إنجازاً رئيسياً للدبلوماسية متعددة الأطراف. وقد رحبت الدول الأوروبية الثلاث بعزم الولايات المتحدة المعلن على العودة إلى الدبلوماسية في التعامل مع إيران، وكذلك استئناف حوار متعمق تسوده الثقة بين الدول الأوروبية الثلاث والولايات المتحدة. وأكد الوزراء رغبتهم القوية في مواصلة مشاوراتهم وتنسيقهم، بما في ذلك مع الصين وروسيا، بشأن هذه القضية الأمنية الرئيسية، مدركين دور الممثل السامي للاتحاد الأوروبي كمنسق للجنة المشتركة.

كما أكد الوزراء هدفهم المشترك المتمثل في عودة إيران إلى الامتثال الكامل لالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي. وأكد الوزير بلينكن بأن، كما قال الرئيس بايدن، إذا عادت إيران إلى الامتثال الصارم لالتزاماتها بالاتفاق النووي، فإن الولايات المتحدة ستفعل نفس الشيء وتكون مستعدة للدخول في مناقشات مع إيران لتحقيق هذه الغاية.

وفي هذا السياق، دعا الوزراء إيران إلى عدم اتخاذ أي خطوات إضافية، وخاصةً فيما يتعلق بتعليق البروتوكول الإضافي وبأي قيود على أنشطة التحقق التي تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إيران. والوزراء متحدون في التأكيد على مدى خطورة قرار تقييد حرية زيارة ممثلي الوكالة الدولية للطاقة الذرية للمنشآت النووية، ويحثون إيران على النظر في عواقب مثل هذا العمل الخطير، لا سيما في هذا الوقت الذي تتجدد فيه الفرصة الدبلوماسية. وجددوا دعمهم الكامل للدور المهني والحيادي للوكالة الدولية للطاقة الذرية ومديرها العام، وما يقومون به من جهود لتنفيذ عمليات المراقبة والتحقق الضروري من التزامات إيران النووية بموجب الاتفاق النووي.

كذلك أعرب الوزراء عن مخاوفهم المشتركة بشأن الإجراءات الإيرانية الأخيرة لإنتاج يورانيوم مخصب بنسبة تصل إلى 20% وكذلك معدن اليورانيوم. فلا يوجد مبررٌ مدني معقول لفعل ذلك. حيث يعدّ إنتاج معدن اليورانيوم خطوة أساسية تجاه تطوير سلاح نووي.

وقد رحبت الدول الأوروبية الثلاث ببادرة عودة الولايات المتحدة وإيران إلى الامتثال للاتفاق النووي. وأكد الوزراء عزمهم عندئذ على تعزيز الاتفاق النووي، ثم التعاون مع الأطراف الإقليمية والمجتمع الدولي عموماً لمعالجة الهواجس الأمنية الأوسع المتعلقة ببرامج الصواريخ الإيرانية ونشاطها في المنطقة. وأعرب الوزراء عن التزام دولهم بالعمل معاً لتحقيق هذه الأهداف.

كما دعا الوزراء إيران إلى إطلاق سراح جميع رعايانا المحتجزين بشكل تعسفي ولم شملهم بعائلاتهم. وأعربوا كذلك عن قلقهم العميق إزاء استمرار الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في إيران.

وتتطلع الدول الأوروبية الثلاث والولايات المتحدة إلى التنسيق مع الشركاء من أجل العمل معاً لتحقيق هذه الأهداف الرئيسية.

كذلك أعرب الوزراء عن عزمهم المشترك على العمل على تهدئة التوترات في منطقة الخليج. وشددوا بشكل خاص على الحاجة الملحة لإنهاء الحرب في اليمن، مع التأكيد على التزامهم الراسخ بأمن شركائهم في المنطقة. فيما يتعلق باليمن، اتفق الوزراء على العمل معاً بشكل وثيق لدعم جهود مبعوث الأمم المتحدة الخاص غريفيثس لوضع نهاية للحرب، ومعالجة الأزمة الإنسانية. وأعربوا عن قلقهم من هجوم الحوثيين الأخير على مأرب واعتداءاتهم على البنية التحتية المدنية في السعودية، داعين الحوثيين وجميع الأطراف اليمنية إلى الانخراط بشكل بناء في العملية السياسية.

وفيما يتعلق بالعراق، كرر الوزراء إدانتهم لهجوم 15 فبراير الصاروخي في إربيل. وأعربوا عن أسفهم لسقوط ضحايا وعن تعازيهم لعائلاتهم وللشعب العراقي، وأكدوا عدم التسامح مطلقا مع الهجمات على أفراد ومرافق الولايات المتحدة والتحالف الدولي وحلف الأطلسي. وجدد الوزراء دعمهم للحكومة العراقية.

وفي إطار مناقشة التحدي المتجدّد الذي يشكله تنظيم داعش، التزم الوزراء مجدداً بمواصلة الجهود الحيوية لاستهداف خطر داعش في العراق وسورية والقضاء عليه، بما في ذلك جهود التحالف الدولي لهزيمة داعش المؤلف من 83 عضوا. كما شددوا على الأهمية المتزايدة لتنسيق الجهود لاستهداف التهديد الذي تشكله فروع وشبكات داعش في جميع أنحاء العالم.

اتفق الوزراء أيضا على التنسيق عن كثب لمواجهة التحديات العالمية التي تشكلها الصين، فضلاً عن الحاجة إلى التعاون حول سلسلة من القضايا، بما في ذلك تغير المناخ.

بالنسبة إلى ميانمار، أدان الوزراء الانقلاب العسكري. ودعوا القادة العسكريين إلى رفعٍ فوري لحالة الطوارئ، وإعادة السلطة إلى الحكومة المنتخبة ديمقراطياً، والامتناع عن العنف، والإفراج عن جميع المعتقلين ظلماً، واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون.

كذلك اتفق الوزراء على أهمية تعزيز حلف الأطلسي، والتأكد من أنه في وضع يمكّنه من التعامل مع الحقائق الاستراتيجية الراهنة، بناءً على توصيات “مجموعة التفكير” المنبثقة عن حلف الناتو.

واتفق الوزراء على أهمية التعاون الدولي القوي ومتعدد الأطراف للقضاء على جائحة كوفيد-19، والنهوض معا من تداعياتها بشكل أفضل. واستعرضوا الجهود المبذولة بشأن الاستجابة العالمية، بما في ذلك دعم التوزيع السريع للقاحات في أنحاء العالم، عبر آليات أهمها مرفق كوفاكس.

أيضا اتفق الوزراء على العمل بشكل عاجل لمعالجة أزمة المناخ، قبل انعقاد المؤتمر 26 للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية المتعلقة بتغير المناخ في غلاسغو في شهر نوفمبر. واتفقوا على الحاجة إلى عمل جماعي ضخم لتنفيذ اتفاق باريس، بما في ذلك ضمان عدم ارتفاع درجة الحرارة بأكثر من 1.5 درجة مئوية. وأعربوا عن تطلعهم إلى قمة المناخ لزعماء العالم التي تعتزم الولايات المتحدة استضافتها، بوصفها منتدى مهماً لتعزيز الطموح المناخي.

تاريخ النشر 18 February 2021