خطاب

"لا يمكن إطلاق عملية سياسية دون وقف حقيقي لإطلاق النار"

بوريس جونسون: نظام الأسد هو من أسقط، ويواصل إسقاط، براميل متفجرة على مواطنيه. ويواصل استخدام غاز الكلورين، حسب توثيق منظمة منع الأسلحة الكيميائية في حالتين، فكيف يمكننا الجلوس هنا والسماح بحدوث ذلك؟

75.3 KB

كلمة وزير الخارجية، بوريس جونسون، في قمة مجلس الأمن الدولي بشأن سورية:

لا أعتقد أن شعوب العالم غافلة عما يحدث في سورية. فهي تعلم أن ما يجري هناك ليس مجرد حرب أهلية. إنهم يعلمون بأنها حرب بربرية بالوكالة، وهي صراع تغذيه وتنميه وتسلحه وتحرّض عليه وتطيله وتجعله أكثر بشاعة أفعال وانعدام فعل حكومات متواجدة في هذه القاعة. وتتطلع إلينا هذه الشعوب - من بالغين وعائلات ومن يحملون شهادات جامعية – لنضع جانبا الاختلافات بيننا وأي حس من الأنانية يتعلق بمصالح وطنية استراتيجية، وأن نضع مصلحة الشعب السوري أولا.

ذلك يعني الاعتراف بعدم إمكانية إطلاق عملية سياسية دون وقف حقيقي لإطلاق النار، وأن لا يمكن التوصل لوقف إطلاق نار حقيقي ما لم يكن هناك اتفاق سياسي حقيقي بشأن إمكانية وجود عملية انتقال بعيدا عن حكومة الأسد. ذلك لأن حكومة الأسد هي المسؤولة، ذلك النظام هو المسؤول، عن الغالبية العظمى من 400,000 من القتلى.

إن نظام الأسد هو من أسقط، ويواصل إسقاط، براميل متفجرة على مواطنيه. وهو يواصل استخدام غاز الكلورين، حسب توثيق منظمة منع الأسلحة الكيميائية/الأمم المتحدة في حالتين، فكيف يمكننا الجلوس هنا والسماح بحدوث ذلك؟ غاز الكلورين الوحشي المسبب للحروق والقروح يُسقط على مدنيين أبرياء. أما فيما يتعلق بالقصف الوحشي لقافلة المساعدات والمرافق الطبية الذي شهدناه مؤخرا، فإن جون كيري محق بقوله بأن هناك اثنين فقط متورطان في ذلك. وآمل حقا أن تظهر الحقيقة قريبا جدا بشأن ما حدث.

لكن الأهم من ذلك، حين ندع جانبا تبادل الاتهام، آمل أن نرى بأن محكمة الرأي العالمي لن تواصل تحمل هذه المذابح التي تُرتكب. وأعتقد بأن العالم يتطلع إلينا الآن لنفعل أكثر من مجرد تكرار الحديث المبتذل عن قرار مجلس الأمن 2254، يتطلع إلينا لأن نطبق القرار عمليا ونحرك عملية السلام مجددا، ونستأنف المحادثات مجددا في جنيف. وأعتقد أن هناك مجالا لتطوير الرؤية بشأن مستقبل سورية التي طرحتها الهيئة العليا للمفاوضات لتكون سورية منفتحة وتعددية وديموقراطية وتحترم كافة الأقليات.

وهناك مجال أيضا للوصول لحلول وسط، وعدم وجود الكثير جدا من الخطوط الحمراء. لكن فوق كل ذلك، علينا استغلال هذه الجمعية العامة للحفاظ على الزخم، كل ما تبقّى، في عملية كيري-لافروف، وأشيد مجددا بجهود كل من جون كيري وسيرغي لافروف لتحقيق تقدم بهذا الصدد. يمكننا فعل ذلك، الحاضرون في هذه القاعة يمكنهم فعل ذلك، يمكنهم العمل للتوصل لوقف إطلاق النار، وقد برهنوا ذلك من قبل.

كما يمكنهم تحريك المفاوضات، ويمكننا مقاربة ذلك بروح من التراضي. لا يمكن وجود مفاوضات، والتوصل لوقف إطلاق النار، دون إرادة وحسن نية الحاضرين في هذه القاعة. أعتقد أن ذلك ممكن، وأن هناك مجال للتوصل لحلول وسط. أعتقد أحيانا أن الوضع حاليا كئيب للغاية، لكن أحيانا تكون الساعات في أحلك ظلمتها قبل بزوغ الفجر.

لكن ما أريد حقا أن يفكر به الجميع اليوم هو إن اجتمعنا بعد سنة من الآن مجددا هنا في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وكان حينها القصف مازال مستمرا، ومازال القتل مستمرا، ومازالت المذابح مستمرة في سورية، فإنني أخشى بأن المسؤولية عن ذلك ستقع إلى درجة كبيرة على عاتق من هم ممَثَّلين هنا في هذه القاعة، وفوق كل شيء، تقع على عاتق نظام الأسد وداعميه.

تاريخ النشر 21 September 2016