خطاب

"علينا عدم القبول بالعودة للوضع الراهن الذي كان سائدا من قبل" في غزة

مداخلة سفير المملكة المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليال غرانت، في جلسة الجمعية العامة حول الوضع في غزة.

تم نشره بموجب 2010 to 2015 Conservative and Liberal Democrat coalition government
Afghan child

المملكة المتحدة هالها العنف في غزة في الأسابيع الثلاثة الماضية. ويؤلمنا جدا مقتل 2000 شخص تقريبا، بمن فيهم ما يفوق 400 طفل، إلى جانب آلاف آخرون أصيبوا نتيجة العنف، بينما مئات الآلاف اضطروا للنزوح. وقد دمرت البنية التحتية الأساسية في غزة، وبات أهاليها يواجهون أزمة إنسانية خطيرة. إننا بحاجة عاجلة لتخفيف معاناتهم، وهذا يتطلب جهودا دولية هائلة ومنسقة والتزاما من كافة الأطراف بعدم استئناف العنف.

لقد شهدنا حدوث بعض التحسن خلال 48 ساعة الماضية. وهناك وقف إطلاق نار مؤقت حاليا، وانسحب الجنود الإسرائيليون من قطاع غزة. وتجري محادثات الآن في القاهرة، ونحن نشيد بجهود الوساطة المصرية في هذه المحادثات. من الضروري جدا تمديد وقف إطلاق النار وأن ينخرط الأطراف في محادثات مجدية تعالج مسببات الأزمة الحالية.

وكي يكون وقف إطلاق النار مستداما من الضروري إبداء سبيل واضح تجاه التغيير في غزة. وعلينا عدم القبول بالعودة للوضع الراهن الذي كان سائدا من قبل. ولابد من كسر دائرة العنف، وتهيئة ظروف جديدة لتحسين حياة أهالي غزة العاديين إلى جانب معالجة الاحتياجات الأمنية المشروعة لإسرائيل. هذا يعني الاتفاق على تخفيف القيود على حركة البضائع والمواطنين من وإلى غزة، ووضع برنامج للنمو الاقتصادي المستدام. كما يعني ذلك عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة ووضع ترتيبات أمنية لمنع إعادة تسليح الجماعات المسلحة.

علينا أن نتعلم من الدروس السابقة ووضع آلية دولية للرصد والتحقق لمتابعة تنفيذ هذا الاتفاق. وعلى المجتمع الدولي أن يكون مستعدا لتوفير المساعدة والدعم اللازمين لكلا الطرفين لضمان ثبوت هذا الاتفاق.

ونحن بحاجة، على الأجل المتوسط، لاتخاذ تدابير عاجلة لتخفيف المعاناة الإنسانية لأهالي غزة. فهناك حوالي نصف مليون فلسطيني تعرضت بيوتهم للدمار أو أنهم أجبروا على النزوح عنها هروبا من القتال. تقدم المملكة المتحدة ما يفوق 25 مليون دولار من المساعدات العاجلة. ونحن نشيد، مثل غيرنا، بالجهود التي لا غنى عنها التي تبذلها منظمة الأونروا على الأرض، وعملها في ظروف صعبة للغاية.

لقد هالنا قصف مدارس تابعة للأونروا في غزة، ما تسبب بمقتل مدنيين أبرياء سعوا لهذه المدارس لتأويهم. وعلينا النظر في كافة الأدلة والتحقق من كافة الوقائع. وبينما أننا قلنا دائما أن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها، فإن دفاعها عن نفسها يجب أن يكون متناسبا وعليها اتخاذ كافة التدابير للحيلولة دون سقوط ضحايا أبرياء. كما أن على إسرائيل الالتزام بأعلى المعايير الممكنة والتحقق مما إذا كانت قواعد الاشتباك المناسبة قد اتبعت، وما إذا كان هناك انتهاكات لقانون حقوق الإنسان الدولي وللقانون الدولي الإنساني.

تاريخ النشر 6 August 2014