خطاب

زخم إيجابي تجاه السلام والاستقرار في اليمن

مداخلة السفيرة باربرا وودورد في جلسة إحاطة مجلس الأمن للأمم المتحدة بشأن اليمن

Ambassador Barbara Woodward

اسمحوا لي أن أبدأ كلمتي بأن أعرب عن جزيل الشكر للمبعوث الخاص ووكيل الأمين العام لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية لما قدماه من إحاطة، وإلى الأمم المتحدة بوجه عام لما تبذله من جهود موصولة ترمي إلى ضمان إرساء السلام طويل الأمد والدائم في اليمن.

ونرحب بالأثر الإيجابي على حياة الشعب اليمني الذي تَحقَّق بفضل استمرار جهود الحد من العنف، نتيجةً للهدنة، وما أُحرز من تقدم في تدابير بناء الثقة.

سيادة المبعوث الخاص، نحن نرحب بالعملية متعددة المسارات التي حدَّدتَها، وبالمقترحات التي قدمتها السيدة مسويا للتعافي الاقتصادي. فالهدنة وتدابير بناء الثقة من الخطوات الأولى المهمة؛ إلا أن ضمان استدامة السلام، كما سبق أن تناقشنا بشأنه، سيقتضي التوجُّه الطَموح والتقدم في معالجة مجموعة كبيرة من المسائل، من بينها ما يتعلق بالمسارين الاقتصادي والعسكري، وكذلك بفتح الطرق في جميع أنحاء اليمن.

كما أننا نرحب بالأخبار التي واتتنا بأن لجنة التنسيق العسكري تنوي عقد اجتماعات شهرية لمعالجة الأحداث الرئيسية المثيرة للقلق.

وأود أن أسلط الضوء على ثلاثة أمور باعثة على القلق، وهي تحديداً:

الأمر الأول أن المملكة المتحدة لا يزال القلق يساورها بشأن أثر استمرار غلق الطرق حول تعز على العمل الإنساني، وأثره الاجتماعي والاقتصادي على نطاق أعم. سيادة المبعوث الخاص، نحن نردد دعواتك إلى جميع الأطراف للتنسيق من أجل الوصول إلى اتفاق في أقرب وقت ممكن بهدف فتح الطرق الرئيسية وجني الفوائد المترتبة على ذلك.

والأمر الثاني معني بإزالة الألغام؛ إذ إننا نرحب بانخفاض عدد الإصابات بين المدنيين التي جرى الإبلاغ عنها منذ أن بدأت الهدنة. ولكن كما ذكرتَ، سيادة المبعوث الخاص، فإن الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة تحصد أعداداً متزايدة من أرواح المدنيين، ومن بينهم الأطفال.

وسيؤدي تعزيز قدرة وصول المساعدات الإنسانية إلى تمكين بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحُديدة من حماية بعض من أكثر اليمنيين حاجة للمساعدة؛ لذلك فإننا نُلح في طلبنا إلى جميع الأطراف بأن تدعم جهود إزالة الألغام في جميع أنحاء اليمن.

والأمر الثالث متعلق بانعدام الأمن الغذائي. فالنمو العالمي في أسعار السلع، كما أشرتما إليه، يعني تفاقم انعدام الأمن الغذائي، واستفحال الجوع، وانتشار المجاعة في اليمن. كما أن أسعار الغذاء وصلت إلى أعلى مستوياتها. لذلك، فإننا نردد دعوة السيدة مسويا إلى جميع الجهات المانحة بأن تضمن إتاحة التمويل على الفور، بغية إنفاقه على وجه السرعة لتخفيف المعاناة.

وأخيراً، فإن المملكة المتحدة لا تزال أيضاً قلقة بشأن التهديد الذي تمثله ناقلة النفط صافر، ومن نقص التمويل اللازم لعملية الطوارئ التي تضطلع بها الأمم المتحدة.فعدم اتخاذ إجراء بشأن الناقلة صافر سيكون باهظ الثمن.

وقد تعهدت المملكة المتحدة بالمساهمة بخمسة ملايين دولار أمريكي دعما لخطة الأمم المتحدة، ونهيب بالدول الأخرى أن تلتزم بالتمويل لسد الفجوة المتبقية وقيمتها 20 مليون دولار أمريكي، وذلك لإتاحة البدء في العملية الطارئة لتفادي خطر وقوع أضرار إنسانية وبيئية عميقة الأثر.

وختاماً، سيدتي الرئيسة، فإننا نحث الأطراف على الاستمرار في إبداء القيادة الشجاعة لتعزيز الزخم الإيجابي، وذلك لضمان تحقيق التقدم ومنح الأولوية لبسط السلام وإرساء الاستقرار في اليمن. وكما قال المبعوث الخاص، فإن هذه أفضل فرصة للسلام تهيأت منذ سنوات.

تاريخ النشر 11 July 2022