خطاب

تبرير روسيا لاستخدامها الفيتو بشأن سورية مجرّد أوهام

بيان ريتشارد كروكر، السفير البريطاني لدى الجمعية العامة للأمم المتحدة، في جلسة للجمعية العامة حول استخدام روسيا حقَّ النقض (الفيتو) لعرقلة جهود مجلس الأمن الرامية لحماية السوريين المحتاجين للإغاثة.

Richard Croker

إن استخدام حق النقض (الفيتو) مسؤولية جسيمة. وعليه، يجب عدم الاستهانة في استخدامه. وقد كانت المرّة الأخيرة التي انفردت فيها المملكة المتحدة في استخدام الفيتو ضد قرار في مجلس الأمن قبل خمسين عاما.

وعندما نتفاوض على القرارات، يكون هدفنا هو التوصل إلى اتفاق. وعند الضرورة، تكون الحجج هي الفيصل في كسب الأصوات، بدلاً من استخدام الفيتو لعرقلة عمل المجلس.

لكن للأسف لا ينسحب هذا الأمر على روسيا. فلقد استخدمت روسيا الفيتو 17 مرة منذ عام 2011 لعرقلة جهود المجلس لحماية المواطنين السوريين. هذا بالإضافة إلى المرات العديدة الأخرى التي استخدم فيها الروس الفيتو ضد قرارات من بينها ما كان لحماية أنفسهم بعد غزوهم غير القانوني لأوكرانيا.

استخدام روسيا للفيتو سبع عشرة مرَّة هو سبب أساسي لإخفاق المجتمع الدولي في حماية الشعب السوري من نظام الأسد - وهو إخفاق أدى إلى النّيْل من مكانة المجلس وإضعافه، ولا بدّ بالتالي أنه يُثقل على ضميرنا مجتمعين.

وانفراد روسيا باستخدام الفيتو لمنع صدور قرار إنساني بشأن آلية يعتمد عليها 2.4 مليون شخص لهو أمر فظيع حقاً.

فقد وصلت الاحتياجات الإنسانية في سورية إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق. وقد سمعنا مراراً وتكراراً، من الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية، أن تجديد آلية إدخال المساعدات عبر الحدود لمدة 12 شهرا كان مسألة ضرورية لتوفير اليقين اللازم في عمليات تلبية الاحتياجات الإنسانية.

التفسير الذي سمعناه من روسيا اليوم هو محض أوهام، بما في ذلك قولهم الهزلي بأن المملكة المتحدة ومعها الولايات المتحدة وفرنسا حالت دون الموافقة على النص الذي اقترحته هي. لنكن واضحين حيال حقيقة ما جرى - فقد أيّد نصهم المقترح عضوٌ واحدٌ فقط من أعضاء المجلس. وهكذا فإن تأييد صوتيْن بعيد جدا عن المطلوب، وهو تسعة أصوات لإجازة الاقتراح. ولا يمكن لأي قدر من التضليل أن يغير حقيقة أن عضواً واحداً فقط في المجلس اختار تسييس هذه المسألة. لقد تعاملت المملكة المتحدة مع هذه المفاوضات كما فعلنا في كل عام منذ 2014 - على أساس الاحتياجات الإنسانية، والاحتياجات الإنسانية فقط.

إننا نشيد بالقائمتيْن على صياغة القرار، النرويج وإيرلندا، لجهودهما في تأمين قرار من شأنه أن يحافظ على شريان الحياة الإنساني الحيوي هذا رغم التعنت الروسي – إذ حصل القرار على تأييد 13 صوتاً. وينبغي لنا أن نكون واضحين بأن، بموجب القرار 2642، نية المجلس هي الإبقاء على العمل بهذه الآلية لمدة 12 شهراً.

ستواصل المملكة المتحدة دعم جهود الأمم المتحدة لتنفيذ خطتها للاستجابة الإنسانية، وندعو الدول الأخرى الأعضاء في الأمم المتحدة إلى أن تحذو حذونا.

في الختام، وكما قلنا مراتٍ عديدة من قبل، فإن العملية السياسية الصادقة هي الوسيلة المستدامة الوحيدة لإنهاء المعاناة في سورية.

تاريخ النشر 21 July 2022