خطاب

حماية السوريين وسط انتشار وباء كوفيد-19

مداخلة السفير جيمس روسكو في جلسة مجلس الأمن بشأن الوضع الإنساني في سورية: "لمكافحة كوفيد-19 بفعالية في سورية، لا بد وأن يكون وقف إطلاق النار في إدلب دائما".

UN Security Council briefing on Syria prior to COVID-19 outbreak, March 2020 (UN Photo)

المملكة المتحدة تعرب عن امتنانها لوكيل الأمين العام لوكوك والمبعوث الخاص لسورية بيدرسون لما قدماه من إحاطة. لقد أعطى كل منهما تحذيرا صريحا بشأن الوضع في سورية، والآثار المروعة التي قد تنتج عن انتشار كوفيد-19 في بلد أنهكته 10 سنوات من الصراع. والمملكة المتحدة تشاطرهما ذلك القلق العميق بشأن الآثار الكارثية المحتملة التي قد تترتب عل انتشار كوفيد-19.

بالطبع، إن ما يفاقم هذا الخطر هو سنوات من تدمير المرافق الصحية من قبل روسيا والنظام. وكما قيل من قبل، نحو نصف المنشآت الطبية التي كانت قائمة في سنة 2011 قد دُمِّرت – وهو وضع فظيع لمواجهة هذه الأزمة. ونحن نتطلع قدما لقراءة تقرير لجنة التحقيق التابعة للأمين العام بشأن بعض تلك الإجراءات.

لقد استمعنا لما قاله السيد لوكوك حول الوضع الإنساني اليائس في شمال غرب سورية مع دخول الصراع عامه العاشر. حيث 6.2 مليون نازح داخلي معرض لخطر شديد. ونحو مليون نازح منهم يعيشون في أوضاع سيئة للغاية في شمال غرب سورية، كما سمعنا من السيد لوكوك، ويعتمدون على المساعدات التي تدخل عبر الحدود. كما سمعنا بأن أكثر النازحين عرضة للخطر هم النساء والأطفال، وما يبعث على الأسى بشكل خاص هو الاستماع لما قيل عن التداعيات على السكان. لهذا السبب أعلنت المملكة المتحدة مؤخرا تقديم تمويل جديد قدره 100 مليون دولار دعما للاستجابة الإنسانية، وبذلك ارتفع إجمالي التزاماتنا إلى نحو 200 مليون دولار.

ونحن ندرك أن موظفي الإغاثة الذين يواصلون عملهم في أنحاء سورية بمواجهة ليس فقط العنف والترهيب حاليا، بل أيضا الخطر الجديد بسبب كوفيد-19. ونحن نحيي شجاعتهم والتزامهم.

أردت انتهاز هذه اللحظة لأسأل السيد لوكوك: بالإضافة إلى وقف إطلاق النار، الذي دعا إليه بكل وجه حق، ما الخطوات الأساسية التي تحتاج لاتخاذها لمساعدة السوريين لمكافحة كوفيد-19 في سورية؟ واضح جدا أن المساعدات عبر خطوط القتال ليست بديلا فعالا للمساعدات عبر الحدود. فلمكافحة كوفيد-19 من الضروري إيصال المساعدات عبر السبل الأكثر فعالية. ذلك يعني إدخالها عبر الحدود في شمال غرب سورية وشمالها الشرقي، بموجب توصيات الأمين العام التي وردت في تقريره في شهر فبراير. يحتاج المجلس ككل للتفكير بالأثر السلبي للترتيبات الحالية؛ وفي الاستجابة اللازمة طوال الوقت للتصدي لكوفيد-19، علينا أن نواصل ونوسع جهود إيصال المساعدات حين نجري مراجعة لهذه الترتيبات.

لمكافحة هذا الفيروس بفعالية في سورية، لا بد وأن يكون وقف إطلاق النار في إدلب دائما. ولكي يكون وقف إطلاق النار دائما، ولضمان حماية المدنيين وتوفير المساعدات الإنسانية التي يحتاجون إليها، لا بد للأمم المتحدة من مراقبته والتحقق من صموده. وبالتالي نؤيد ونرحب بما دعا إليه السيد لوكوك والسيد بيدرسون لوقف إطلاق النار بشكل تام وفوري في جميع أنحاء سورية لتمكين بذل جميع الجهود اللازمة للتصدي لهذا الفيروس.

لقد دعتنا روسيا في مداخلتها لمساعدة جميع السوريين. وما يحتاجه السوريون حقا أكثر من أي شيء آخر هو وقف إطلاق النار هذا في جميع أنحاء البلاد، وإطلاق عملية سياسية جامعة، وفق ما دعا إليه القرار 2254. وأي شيء دون ذلك يبذله ذوو السلطة والنفوذ في سورية في الوقت الحالي قد يطيح بالسوريين في براثن أزمة صحية جديدة تتسبب بدورها بأزمة عالمية أخرى.

تاريخ النشر 30 March 2020