بيان شفوي للبرلمان

بيان وزير الخارجية حول الوضع الراهن في سورية

وزير الخارجية بوريس جونسون يرد اليوم (26 فبراير/شباط) على سؤال عاجل في مجلس العموم حول الأوضاع الطارئة في الغوطة الشرقية.

Foreign Secretary Boris Johnson addresses the House of Commons

أشكر السيد نائب منطقة بارو وفيرنيس على إثارته هذه القضية الحيوية. خلال سبع سنين من إراقة الدماء، أودت الحرب في سورية بحياة 400,000 شخص وشردت 11 مليوناً عن بيوتهم، وتسبّبت بمأساة إنسانية على نطاق لم يُعرف له مثيل في أي مكان من العالم.

إن على هذا المجلس ألا ينسى أبداً أن نظام الأسد - وبمساعدة وتحريض من روسيا وإيران - قد تسبّب بالقدر الهائل من هذه المعاناة. وتعكف قوات الأسد الآن على قصف منطقة الغوطة الشرقية حيث يعيش 393,000 شخص تحت الحصار، متحمّلين ما أصبح تكتيكاً يحمل سمات النظام، والذي يتم بموجبه تجويع المدنيين وقصفهم حتى الاستسلام.

ومن مهازل الأمور أنه سبق لروسيا وإيران أن أعلنتا في شهر مايو/أيار من العام الماضي اعتبار الغوطة الشرقية “منطقة خفض تصعيد” ووعدتا بضمان وصول المساعدات الإنسانية إليها.

لكن واقع الأمر هو أن نظام الأسد سمح بدخول قافلة واحدة فقط من قوافل الأمم المتحدة إلى الغوطة الشرقية هذه السنة - واقتصرت هذه المساعدات على نسبة صغيرة فقط من سكان المنطقة. وقد لقي المئات من المدنيين مصرعهم في الغوطة الشرقية خلال الأسبوع الماضي فقط، ولعلّ المجلس لاحظ ورود التقارير المقلقة عن استخدام غاز الكلور.

إنني أدعو إلى إجراء تحقيق كامل في هذه التقارير، ومحاسبة أي شخص يتبيّن أنه مسؤولٌ عن استخدام أسلحة كيميائية في سورية.

خلال عطلة نهاية الأسبوع، بحثت الوضع مع نظيري التركي مولود جاويش أوغلو، وسعد الحريري رئيس وزراء لبنان. وفي وقت سابق اليوم تحدثت مع سيغمار غابرييل، وزيرة الخارجية الألمانية، وسوف أجري في الأيام القادمة محادثات مع نظراء أوروبيين آخرين ومع الأمين العام للأمم المتحدة.

لقد انضمت بريطانيا إلى حلفائنا من أجل حشد التأييد في مجلس الأمن للمطالبة بوقف إطلاق النار في كل أنحاء سورية، والسماح فورا بوصول المساعدات الطارئة إلى جميع من يحتاجون إليها.

وقد تبنى مجلس الأمن الدولي بالإجماع يوم السبت الماضي، وبعد مراوغات من روسيا، القرار رقم 2401 الذي طالب “جميع الأطراف بوقف القتال دون تأخير” والسماح بوصول “المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومستدام ودون أي عوائق”، إضافة إلى “الإخلاء الطبي للحالات الحرجة من مرضى ومصابين”.

لقد قبلت الجماعات المسلحة الأساسية في الغوطة الشرقية وقف إطلاق النار، غير أنه جاء في التقارير أن طائرات نظام الأسد الحربية ما زالت حتى اليوم تقصف أهدافاً في المنطقة، والأمم المتحدة لم تتمكن من إيصال أي مساعدات. إنني أذكِّر المجلس بأن مئات الآلاف من المدنيين يعانون من الجوع في الغوطة الشرقية على بعد أميال قليلة عن مخازن الأمم المتحدة المكدّسة بالأغذية في دمشق. يجب على نظام الأسد أن يسمح للأمم المتحدة بدخول هذه المواد التموينية، عملا بالقرار 2401، وإننا نتطلع إلى روسيا وإيران لضمان حدوث ذلك بما ينسجم ووعودهما.

لقد دعوت السفير الروسي إلى وزارة الخارجية ليشرح خطط بلاده الخاصة بتطبيق القرار 2401. كما أنني أصدرت التعليمات إلى بعثة المملكة المتحدة لدى الأمم المتحدة كي ترتب لعقد اجتماع آخر لمجلس الأمن حتى يناقش رفض نظام الأسد لإرادة الأمم المتحدة، وتطبيق وقف النار دون تأخير. إن ضمان وضع نهاية للمذبحة في سورية لا يمكن أن يتحقق إلا بتسوية سياسية فقط، وأعتقد بإمكان تحقيق مثل هذه التسوية إذا توفرت الإرادة.

ويقف مبعوث الأمم المتحدة الخاص، ستيفان دي مستورا، على أهبة الاستعداد لمواصلة المحادثات في جنيف، كما أن المعارضة مستعدة هي أيضا للتفاوض بشكل واقعي ودون شروط مسبقة. لقد وقف المجتمع الدولي وقفة موحدة على طريق حل ورد في قرار الأمم المتحدة رقم 2254، وأعربت روسيا عن رغبتها في تحقيق حلٍّ سياسي تحت رعاية الأمم المتحدة.

واليوم، لا أحد يقف في طريق التقدم سوى نظام الأسد. إنني أهيب بروسيا أن تستغل كل ما عندها من نفوذ لحمل نظام الأسد إلى طاولة المفاوضات واتخاذ الخطوات اللازمة لتحقيق السلام الذي يحتاجه الشعب السوري حاجة ماسة.

تاريخ النشر 26 February 2018