خطاب

ضمان التوفير العادل للقاحات كوفيد-19 في المناطق المتضررة من الصراع وانعدام الأمن

وزير الخارجية يقترح في مجلس الأمن قرارا جديدا بشأن وقف إطلاق النار في جميع مناطق الصراع مؤقتا وتنسيق جهود توزيع لقاحات كوفيد-19.

UNSC (UN Photo)

أصحاب السعادة، يسرني ويشرفني جدا مخاطبة هذا الاجتماع الأول لمجلس الأمن بشأن اللقاحات.

أعتقد أنه من الصواب وضع ثقل مجلس الأمن ونظام الأمم المتحدة عموما وراء القضاء على هذه الجائحة الفظيعة.

ما زال الفيروس يزداد انتشارا في أنحاء العالم، وظهرت سلالات جديدة منه وأسرع انتشارا، والتي بدورها تسببت في زيادة العدوى بالفيروس في أغلب المناطق. لكن باتت أمامنا الفرصة لمكافحة الفيروس بفضل إقرار استخدام اللقاحات المضادة له والبدء في حملات التطعيم.

فأخيرا يمكننا القول حقا بأننا نرى النور في نهاية النفق، أو على الأقل نرى النور يقترب منا. لكن لا بد وأن تكون الجهود عالمية.

لكن لا يمكن اعتبار الجائحة تحت السيطرة في أي مكان في العالم إلى أن تصبح تحت السيطرة في كل مكان، وعلينا أن ننظر إلى أنفسنا كفريق يعمل معا في مواجهة عدو قاتل مشترك.

ذلك هو واقع كفاحنا. لن يكون أي بلد آمنا من الفيروس إلى أن نصبح جميعا آمنين منه.

ذلك يعني بالنسبة لنا أن علينا العمل لأجل ضمان توفير اللقاحات في جميع أنحاء العالم – بما في ذلك في المناطق التي يصعب الوصول إليها، بما فيها مناطق الصراع وغيرها من المناطق التي ينعدم فيها الأمن.

حيث نحن نعلم في الوقت الحالي بأن أكثر من 160 مليون شخص في أنحاء العالم معرضون لخطر استبعادهم من حملات التطعيم بسبب الصراع وعدم الاستقرار.

وبالتالي أمامنا تحدي حقيقي في مواجهة النقص وتأمين الإمدادات من اللقاحات، ومن ثم توفيرها للجميع على الأرض.

لكن تحقيق ذلك يواجه العديد من التحديات – من تأمين طرق شاملة للوصول للمجتمعات لأغراض إنسانية، وحتى إدارة سبل تخزين اللقاحات.

والتغلب على جميع تلك التحديات، والتحدي المركب الذي تشكله يتطلب تعاونا وطنيا وإقليميا ودوليا أكبر، وأن تلعب الأمم المتحدة دورا أساسيا في التنسيق لأجل الجمع بين تلك الجهود.

إن وقف إطلاق النار محلياً ضروري لإتاحة توفير لقاحات منقذة للأرواح. كما إنه ضروري لحماية جميع العاملين الشجعان في الرعاية الصحية والإغاثة الإنسانية في ظروف صعبة للغاية في مناطق الصراع، والذين يحرصون على تقديم المساعدة الحيوية المنقذة للأرواح لمن هم في أشد حاجة إليها.

لقد استُغل وقف إطلاق النار فيما مضى لتطعيم المجتمعات الأكثر حاجة للقاحات، وما من سبب يمنعنا من فعل ذلك، وما من سبب يمنع تكاتفنا - بكل الإرادة التي يمكننا حشدها، للتغلب على التحديات. فقد شهدنا ذلك فيما مضى في حملات التطعيم ضد شلل الأطفال في أفغانستان، وهذا مجرد مثال واحد.

وبالمثل، أعتقد بأن تعليق أو تأجيل حملات التطعيم الروتينية ضد أمراض غير كوفيد أثناء هذه الجائحة يعتبر مسألة أخرى تثير قلقنا جميعا، وبالتالي يجب ألا يؤدي التطعيم ضد كوفيد إلى تأخير برامج التطعيم الأخرى تلك: بل يجب أن تسير حملات التطعيم المختلفة يدا بيد.

لقد أصدر مجلس الأمن في الأول من يوليو من السنة الماضية قراره رقم 2532 بشأن مكافحة كوفيد-19 في البلدان الأكثر حاجة للمساعدة، وتوجد حاجة الآن إلى إجراء آخر يتخذه المجلس للمطالبة بوقف إطلاق النار في كل مكان خصيصا لإتاحة تقديم التطعيم ضد كوفيد في المناطق المتضررة بشدة من الصراع. لهذا السبب نقترح قراراً جديداً لينظر فيه مجلس الأمن.

من المتوقع أن يبدأ مرفق كوفاكس في توزيع اللقاحات في الشهر الجاري. ونحن نفتخر باستضافتنا لإطلاق هذه المبادرة خلال القمة العالمية للقاحات التي استضفناها في شهر يونيو الماضي – كما نفتخر بكوننا واحدة من أكبر المانحين لتحالف غافي للقاحات والتحصين. وسوف نواصل تقديم دعمنا هذا.

من خلال المطالبة بوقف إطلاق النار لغرض التطعيم، والمطالبة بأن تشمل خطط التطعيم ضد كوفيد-19 جميع الشعوب الأكثر عرضة لخطر الإصابة به، بمن فيهم اللاجئون، فإن أمامنا فرصة من خلال هذا القرار ومجلس الأمن بالمساعدة في توزيع اللقاحات على المجتمعات الأكثر حاجة للمساعدة في العالم.

حيث من شأن هذا القرار أن يساعد في فتح المجال تماما أمام أفراد الفرق الإنسانية والطبية. كما يساعد في حمايتهم بينما يؤدون عملهم الصعب هذا.

لذا أود أن أختتم كلمتي، نيابة عن المملكة المتحدة، بالإهابة بجميع أعضاء مجلس الأمن للتأييد السريع والتام للقرار.

لقد بذل علماؤنا جهودا هائلة في تطوير اللقاح. وعلينا أن نعمل معا الآن لإيصال اللقاحات إلى المجتمعات التي يصعب الوصول إليها.

لا يمكننا أن ندير ظهورنا بينما يُحرم من يعيشون في مناطق الصراع من الحماية الضرورية والحيوية من هذا الفيروس.

أمامنا جميعا في هذا المجلس فرصة – وأعتقد بأن يقع على عاتقنا واجب أخلاقي – للعمل الآن.

تاريخ النشر 17 February 2021
تاريخ آخر تحديث 17 February 2021 + show all updates
  1. Added translation

  2. First published.