خطاب

إنهاء تفويض الإغاثة عبر الحدود سيؤدي إلى قطع آخر شريان حياة لملايين السوريين المحتاجين في الشمال الغربي من البلاد

مداخلة السفيرة باربرا وودوورد، المندوبة الدائمة للمملكة المتحدة لدى الأمم المتحدة، في إحاطة مجلس الأمن بشأن سورية.

Ambassador Barbara Woodward

شكراً لك، السيد الرئيس، وأشكر الأمين العام والمتحدثين في إحاطة اليوم.

بينما نبدأ المداولات حول آلية إيصال المساعدات عبر الحدود، فلا بدّ أن تكون للاحتياجات الإنسانية مكانة الصدارة والأولوية في عملية صنع قرارنا.

فهناك 13.4 مليون شخص بحاجة إلى المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء سورية. وهذا عددٌ يفوق تعداد سكان لندن أو موسكو.

لقد اجتمعنا قبل سبع سنوات لإصدار القرار 2165، الذي أجاز آلية إدخال المساعدات عبر الحدود. وكما سبق لنا أن سمعنا في فبراير/ شباط من سونيا كوش من منظمة إنقاذ الأطفال، ومن الدكتورة أماني بلّور في مارس/ آذار، فقد أدّت الألية إلى إنشاء نظام حيوي يمكن من خلاله إيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع السوريين أينما كانوا.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، كتبت 27 من المنظمات غير الحكومية العاملة في سورية إلى مجلس الأمن مطالبة بتمديد فترة التفويض لضمان استمرار تقديم الغذاء والمأوى والحماية وغيرها من الخدمات المنقذة للحياة.

وقد بيّنت الأمم المتحدة مراراً وتكراراً تداعيات عدم تجديد التفويض: سوف يتوقف برنامج التطعيم الذي تديره الأمم المتحدة، وينتهي تقديم المساعدات الغذائية التي يستفيد منها 1.4 مليون شخص شهريا، وستتوقف المواد الطبية بالغة الأهمية التي ساعدت في تقديم 10 ملايين معالجة طبية خلال عام 2020.

إن وقف تفويض دخول المساعدات عبر الحدود سيؤدي إلى قطع آخر شريان حياة إلى داخل البلاد لملايين السوريين المحتاجين في الشمال الغربي.

ولا يزال النقاش مستمراً حول مسألة مرور المساعدات عبر خطوط التماس. واسمحوا لي أن أكون واضحة هنا: المملكة المتحدة تدعم جميع الجهود المبذولة لتحسين عبور خطوط التماس.

وعلينا أن ندرك أثر إغلاق معبر اليعربية في الشمال الشرقي، حيث ارتفعت الاحتياجات بنسبة 38% منذ يناير/ كانون الثاني 2020. وتواجه المرافق الصحية الآن عجزا مزمنا بالأدوية مثل الإنسولين والمسكنات والعقاقير المستخدمة في علاج الأمراض المزمنة.

كما كان لإغلاق معبر باب السلام في الشمال الغربي تأثير هائل مماثل. حيث أصبحت المساعدات تُنقل الآن عبر خطوط السيطرة والعديد من نقاط التفتيش. كما إن الغارات الجوية على المناطق التي تواجه الصراع ألحقت أضراراً بالمستودعات، ودمّرت شاحنات تحمل إمدادات الإغاثة الإنسانية. وإذا كان بالإمكان إيصال إرساليات الإغاثة سالمةً إلى أهدافها، فإنها تصل دائماً متأخرة، وغالباً ما تمتدّ مدة التأخير إلى ثلاثة أسابيع.

وبالتالي فإن بدون تمديد فترة آلية عبور الحدود، لا يمكننا معالجة الأزمة المتنامية في وصول المواد الغذائية، ولا التغلب على وطأة وباء كوفيد-19 والوفاء بمتطلبات قرار مجلس الأمن رقم 2565 لضمان الحصول العادل على اللقاحات.

لهذا السبب، فإننا ما زلنا نصرّ على ضرورة أن تكون مقاربتنا تجاه هذا التفويض، أو هذه المسألة، من واقع الاحتياجات الإنسانية، وتجديد التفويض الخاص بمعبر باب الهوى، وإعادة التفويض الخاص بمعابر باب السلام واليعربيّة. وسيعدّ أي شيء أقل من ذلك بمثابة تقصيرٍ منا في تحمّل مسؤوليتنا تجاه 13.4 مليون سوري لا يزالون بحاجة إلى المساعدة.

تاريخ النشر 23 June 2021