خطاب

"الشعب السوري يستحق السلام والعدل"

كلمة السفير ليال غرانت رئيس بعثة الأمم المتحدة لدى الأمم المتحدة أمام مجلس الأمن الدولي في نقاش مفتوح حول الشرق الأوسط.

تم نشره بموجب 2010 to 2015 Conservative and Liberal Democrat coalition government
Yamouk

أود التوجه بالشكر للسيد سيري على كلمته التي ألقاها، ولممثلي فلسطين وإسرائيل على مساهماتهما في هذا النقاش. وسوف أركز في مداخلتي على عملية السلام في الشرق الأوسط وسورية.

عملية السلام

إن مستقبل عملية السلام غير يقين. ويتعين على كل من القيادتين الإسرائيلية والفلسطينية انتهاز الفرصة المتضائلة أمامهم والتركيز على الهدف النهائي: حل الدولتين بالتفاوض كنهاية للصراع - وهو حل كل من شعبيهما بحاجة ماسة له.

لقد أكد رئيس الوزراء ديفيد كاميرون في كلمة ألقاها مؤخرا أمام الكنيست الفوائد التي يجلبها السلام، ومن بينها:

  • دولة فلسطينية مزدهرة تعيش جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل تنعم بالأمن والأمان؛
  • وتطبيع العلاقات بين دول المنطقة؛
  • وشراكة خاصة متميزة بين الطرفين والاتحاد الأوروبي.

لكن على النقيض من ذلك، ستكون عواقب تفويت هذه الفرصة وخيمة جدا، على كلا الطرفين، والمنطقة أيضا.

وفيما يتعلق بالإعلان مؤخرا عن المصالحة الفلسطينية، اسمحوا لي أن أعاود تأكيد اعتقاد المملكة المتحدة بأن التوصل إلى سلام دائم يتطلب إنهاء الانقسام بين غزة والضفة الغربية وتوحيدهما تحت السلطة الفلسطينية الملتزمة تماما بالسلام مع إسرائيل. ولطالما أوضحت المملكة المتحدة بأننا سوف نعمل مع أي حكومة فلسطينية تبرهن بأفعالها بأنها ملتزمة بالمبادئ التي حددها الرئيس عباس في القاهرة شهر مايو (أيار) 2011.

وتظل المملكة المتحدة قلقة جدا تجاه زيادة التوترات وأعمال العنف التي تتسبب بسقوط الكثير من القتلى بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ونحن ندين توسع إسرائيل ببناء المستوطنات واستمرارها بهدم بيوت الفلسطينيين، وكذلك استمرار إطلاق المسلحين المتطرفين في غزة للصواريخ إلى عمق الأراضي الإسرائيلية. فكلا هذين الفعلين مخالف للقانون الإنساني الدولي.

كما أن زيادة التوترات في المواقع المقدسة في مدينة القدس مثيرة للقلق. لابد من استمرار الوضع على ما هو عليه واحترامه. ونحن نحث السلطات المسؤولة على الحفاظ على الهدوء وتجنب السماح لمن لديهم أهداف متطرفة بالتحكم بأجواء ما يحدث في المواقع المقدسة.

وأخيرا، اسمحوا لي أن أرحب بما قاله الرئيس عباس عن الهولوكوست. ويجب على المجتمع الدولي ككل الوقوف متحدين بمواجهة من ينكرون الحقيقة الفظيعة لوقوع الهولوكوست.

سورية

الوضع في سورية يزداد سوءا مع مرور الأيام. والنظام يواصل أفعاله دون أي اعتبار لحياة المدنيين واحتياجاتهم الإنسانية وقرار مجلس الأمن رقم 2139. وقد كان الأمين العام للأمم المتحدة واضحا تماما حين قال: يجب على مجلس الأمن اتخاذ إجراء في حال استمرار عدم الانصياع.

والأنباء الموثوقة التي وردت مؤخرا بشأن استخدام النظام في سورية للأسلحة الكيميائية مجددا يثير الشكوك بإيفاء النظام بالتزاماته وبتفكيكه لبرنامجه بالكامل. وقد أثرنا مخاوفنا مع دول أخرى في المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، ونرحب بإعلانها اليوم عن التحقيق بهذه الأنباء.

كما نشيد بجهود البعثة المشتركة من الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية. إلا أن الوضع على أرض الواقع مثير للقلق: تفويت المواعيد النهائية، وغموض بالتصريحات، ومزاعم باستخدام أسلحة كيميائية مؤخرا، وإحراز تقدم محدود في تدمير مرافق إنتاج الأسلحة الكيميائية. وبينما نقترب من انتهاء مرحلة إخراج المواد، سوف يستمر للبعثة المشتركة دور مهم في ضمان إبقاء هذا المجلس على اطلاع تام بشأن الالتزام بالقرار رقم 2118.

الشعب السوري يستحق السلام والعدل. ويتوجب على المجتمع الدولي ضمان أن كل المسؤولين عن ارتكاب جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية سوف يعاقبون على ما فعلوا. وتواصل المملكة المتحدة المطالبة بإحالة الوضع في سورية للمحكمة الجنائية الدولية، وستستمر بدعمها للمعارضة المعتدلة في جهودها لحماية السوريين من النظام ومن الجماعات المتطرفة.

إن إعلان نظام الأسد عن إجراء انتخابات في 3 يونيو (حزيران) 2014 ما هو إلا محاولة ساخرة للاستمرار بدكتاتوريته القاتلة. سوف تجرى الانتخابات في أجواء قصف النظام للمدنيين بينما يعيش مئات الآلاف تحت حصار النظام في ظروف فظيعة. لا يمكن يكون لهذه الانتخابات أي قيمة أو مصداقية حين تجرى في أجواء من الخوف، بينما أن المعارضين السلميين للأسد تعرضوا للاعتقال أو أنهم اختفوا تماما، وملايين السوريين الذين يعيشون في الملاجئ ممنوعين من التصويت.

إن السبيل الواضح لإجراء انتخابات ذات مصداقية يكون عبر تشكيل هيئة حكم انتقالية وفق ما ينص عليه إعلان جنيف. ونحن ندعو نظام الأسد للعودة إلى مفاوضات جنيف والتفاوض على الأساس الذي اقترحه المبعوث الخاص المشترك الأخضر الإبراهيمي لشكل ومواضيع النقاش. ويتحمل كافة أعضاء المجلس مسؤولية العمل لأجل التوصل لحل سياسي عبر التفاوض، وخصوصا مسؤولية ممارسة الضغوط على الأسد للمشاركة في هذه العملية بحسن نية.

تاريخ النشر 29 April 2014