خطاب

كلمة رئيس الوزراء خلال زيارته إلى لبنان

أثنى رئيس الوزراء في كلمته على جهود لبنان الذي يحمل عبء اللاجئين الهاربين من سورية وأكد التزام بريطانيا ببذل قصارى جهدها للمساعدة في تعزيز أمن لبنان.

PM with Prime Minister of Lebanon

شكرًا للرئيس تمام سلام على حفاوة الاستقبال. يسرّني أن أكون بينكم في زيارتي الأولى إلى لبنان. لقد أردت أن أحضر إلى هنا كي أرى بنفسي التحدّيات الهائلة التي تواجه لبنان الذي يحمل عبء اللاجئين الهاربين من سورية، ولأفهم كيف يمكن أن نساعدكم أكثر.

وكانت هذه مناسبة سمحت لي بأن أتحدّث إلى الرئيس تمام سلام بشأن سبل تعزيز العلاقات بين بلدينا. اسمحوا لي أن أقول بضع كلمات عن الموضوعين.

أولًا، فيما يتعلق بالعلاقات الثنائية. رئيس الوزراء تمام سلام، أنتم تضطلعون بمهمّة صعبة جدّا في ظروف حالكة. والمملكة المتحدة تقف إلى جانب لبنان وإلى جانب كل من يعمل على بناء استقرار وأمن لبنان. تريد المملكة المتحدة أن ترى لبنان بلداً آمنا ومستقرا ومزدهرا. وقد ناقشنا الحاجة إلى انتخاب رئيس جديد، وأنا أشارككم الرأي بأن لبنان بأمس الحاجة إلى رئيس ليتمكّن من السير قدمّا، رئيس يقود البلاد ويمثّلها دوليا ويكون شريكا للذين يريدون أن يساعدوا لبنان، مثلما تفعل المملكة المتحدة، ويريدون العمل معكم ومع القادة السياسيين اللبنانيين لدفع التوافق السياسي وتخطّي الظروف الصعبة التي تواجه بلدكم.

كما ناقشنا خطر التطرّف الإسلامي الذي يواجهه بلدينا والجهود الأخرى التي يمكننا بذلها للعمل معا للتغلب على هذا الخطر. لا شكّ أن الخطر هنا محدق بشكل أكبر بوجود داعش على مسافة 60 كم من الحدود، لهذا السبب فإن المملكة المتحدة عازمة على بذل قصارى جهدها للمساعدة في تعزيز أمن لبنان. وقد سبق وأن درّبنا أكثر من 5,000 جنديّ لبناني وساعدنا في بناء مجموعة من أبراج المراقبة على الحدود الشماليّة مع سورية. واليوم يمكنني أن أعلن استمرار التزامنا هذا تجاه لبنان، وتقديم الدعم المناسب حيثما لزم لتدريب وتجهيز وإرشاد الجيش اللبناني.

أما فيما يتعلق بموضوع اللاجئين، فاسمحوا لي أن أثني على كرم وصمود الشعب اللبناني الذي أمّن المأوى لجيرانهم السوريين منذ أكثر من أربع سنوات. وقد ذهبت هذا الصباح لزيارة سهل البقاع لأرى بنفسي حسن الضيافة، وقد التقيت شخصيا عددا من اللاجئين السوريين الذين ستستقبلهم المملكة المتحدة. أدرك أنّ الأزمة الإنسانيّة في سورية تلقي بثقلها الكبير على لبنان وخدماته العامة ومدارسه ومساكنه.

لهذا السبب قدمت المملكة المتحدة حوالى 300 مليون جنيه استرليني مساعدة إلى لبنان منذ بدء الأزمة، من غذاء ومأوى ودعم طبّي. وسوف نحرص على إنفاق 29 مليون من أصل مبلغ 100 مليون جنيه الذي رصدناه مؤخّرا هنا في لبنان لمساعدته على تحمّل العبء. وسنحرص خصوصا على ضمان بذل قصارى جهدنا من أجل تأمين التعليم الذي يستحقّه الأطفال اللبنانيون والسوريّون على حدّ سواء. فهذا أمر حيوي من أجل مستقبلهم ومستقبل المنطقة. وطريقة استقبال الشعب اللبناني للأطفال السوريين في مدارسهم تدعو للفخر وتستحق دعما كاملا وغير محدود من المجتمع الدولي.

وهذا ما دعانا لاستثمار حوالى 30 مليون جنيه استرليني هنا في التعليم، وأعلن اليوم أننا سوف نضاعف التزامنا الحالي ليصل إلى 20 مليون جنيه سنويا على مدى 3 سنوات القادمة لنساعد الأطفال السوريين في المدارس الحكومية. بينما نستمرّ في تأمين مجموعة الكتب المدرسيّة كاملة لكل تلميذ في المدارس الحكومية ممن تتراوح أعمارهم بين 6 إلى 15 سنة. كما سنتابع استخدام المعونات البريطانيّة لدعم المجتمعات اللبنانيّة – للمساعدة في حماية الوظائف وبناء الطرقات وتحسين توفير المياه.

كانت هذه زيارة مهمّة. فقد كانت فرصة لي للتحدث إلى رئيس الوزراء سلام بشأن التحديات التي تواجه لبنان، ولأطلع على الجهود التي تبذلها المملكة المتحدة للمساعدة في حماية لبنان من خطر داعش، ولأطلع على المساعدات المقدمة للاجئين والمجتمعات في لبنان وما يمكن للمجتمع الدولي عمله أيضا لتقديم الدعم. وكانت زيارتي أيضا فرصة للقاء اللاجئين الذين سيعاد توطينهم في بريطانيا، وللتحدّث مع الأطفال الذين يبدأون اليوم سنتهم الدراسيّة بفضل المعونات البريطانيّة التي ننفقها هنا.

لكن الأهم من كل ذلك هو أن زيارتي كانت مناسبة مهمّة لأتوجه بالشكر للشعب اللبناني على كلّ ما يبذله من أجل حمل عبء اللاجئين الهاربين من سورية، ولأكرّر التزامنا ببذل قصارى جهدنا لدعم شعب لبنان واللاجئين السوريين خلال الأشهر المقبلة.

تاريخ النشر 14 September 2015