بيان شفوي للبرلمان

تصريح رئيس الوزراء في مجلس العموم بشأن اعتداءات إيران على إسرائيل: 15 إبريل 2024

أدلى رئيس الوزراء ريشي سوناك بتصريح في مجلس العموم بشأن اعتداءات إيران على إسرائيل، حدد فيه ثلاث خطوات حيوية: الحفاظ على استقرار المنطقة، والاستثمار في حل الدولتين، وضرورة إنهاء الصراع في غزة.

السيد الرئيس، قبل أن أبدأ، أود التعبير عن التعازي القلبية، وأنا على ثقة أيضا تعازي المجلس ككل، بوفاة والدك. لقد كان من العمالقة حقا ليس فقط في هذا المجلس، بل أيضا في المجلس الآخر.

كذلك أود الإعراب عن تضامني مع أصدقائنا الأستراليين في أعقاب الهجمات المروعة والعقيمة التي وقعت في سيدني مؤخرا. تعازينا ومواساتنا لجميع المتضررين.

في صباح يوم السبت، سعت إيران إلى جر الشرق الأوسط إلى أزمة جديدة. حيث أطلقت وابلا من الصواريخ والمُسيّرات الهجومية التي عبرت أجواء العراق والأردن تجاه إسرائيل. حجم الاعتداء، وحقيقة كونه موجها بشكل مباشر تجاه إسرائيل، غير مسبوق. كان ذلك تصعيدا متهورا وخطيرا. ولو أنه نجح لكانت تداعياته على أمن المنطقة وعدد الإصابات بين المواطنين الإسرائيليين كارثية، لكنه لم ينجح.

ودعما للإجراء الدفاعي الذي اتخذته إسرائيل، انضمت المملكة المتحدة إلى جهود دولية بقيادة الولايات المتحدة، إلى جانب فرنسا وشركاء في المنطقة، اعترضت جميع الصواريخ تقريبا، وأنقذت حياة الناس في إسرائيل وفي الدول المجاورة لها. فقد أرسلنا مزيدا من طائرات تايفون التابعة لسلاح الجو الملكي إلى المنطقة في سياق عملياتنا الحالية للتصدي لداعش في العراق وسورية، ويمكنني التأكيد بأن قواتنا دمرت عددا من المسيّرات الإيرانية. كما قدمنا دعما مهما من الاستخبارات والاستطلاع والمراقبة لشركائنا. وعرّض طيارونا حياتهم للخطر لأجل حماية الأبرياء والحفاظ على السلام والاستقرار. وقد تحدثتُ في وقت سابق اليوم مع سلاح الجو الملكي: إنهم الأفضل من بين أفضل القوات الجوية، وأعلم أن جميع أعضاء المجلس يشاطرونني التعبير عن الامتنان لهم.

بهذا الاعتداء، أظهرت إيران مرة أخرى نواياها الحقيقية. فهي عازمة على زرع الفوضى في المنطقة – وعازمة على زيادة زعزعة استقرار الشرق الأوسط. هدفنا هو دعم الاستقرار والأمن لأن ذلك هو العمل الصحيح للمنطقة، ولأن على الرغم من كون منطقة الشرق الأوسط تبعد آلاف الأميال عنا، فإنها تؤثر تأثيرا مباشرا على أمننا وازدهارنا هنا، لذا فإننا نعمل عاجلا مع حلفائنا سعيا لخفض تصعيد الوضع ولمنع مزيد من سفك الدماء. نريد أن نرى حكمة المسؤولين في المنطقة، ونحن نستغل كل جهودنا الدبلوماسية لأجل تلك الغاية.

ويوم أمس تحدثتُ مع نظرائي من قيادات دول مجموعة السبع. إننا متحدون في إدانتنا لهذا الاعتداء. وقد بحثنا اتخاذ مزيد من التدابير الدبلوماسية التي سوف نعمل معا لأجل تنسيقها في الأيام القادمة. كما سأتحدث قريبا مع رئيس الوزراء نتنياهو للتعبير عن تضامننا مع إسرائيل في مواجهة هذا الاعتداء، ولبحث سبل منع التصعيد. يجب على جميع الأطراف ضبط النفس.

إجراءاتنا تعكس استراتيجيتنا الأوسع في الشرق الأوسط، والتي سبق وأن طرحتها في مجلس العموم. وأعتقد أن أمامنا ثلاث خطوات حيوية لوضع المنطقة على مسار أفضل. أولا، علينا الحفاظ على استقرار المنطقة في مواجهة فاعلين عدائيين، بما في ذلك في البحر الأحمر، وعلينا ضمان أمن إسرائيل. هذه المسألة غير قابلة للنقاش، وهي شرط أساسي لإحلال السلام في المنطقة. تحظى إسرائيل بدعمنا التام في مواجهة التهديدات التي شهدناها خلال عطلة نهاية الأسبوع هذه.

ثانيا، علينا الاستثمار بعمق أكبر في حل الدولتين. وذلك هو ما دأبنا على فعله على مدى الشهور الستة الماضية - بما في ذلك بالعمل بشكل وثيق مع السلطة الفلسطينية - حتى يمكنها، حين يحين الوقت المناسب، توفير حوكمة أكثر فعالية في غزة والضفة الغربية. ومن المهم للغاية أن شركاء آخرين في المنطقة ساعدوا بالفعل في منع اعتداء أسوأ في عطلة نهاية الأسبوع. وهذا يُذكّرنا بمدى أهمية محاولات تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول المجاورة لها، وهي تحمل آمالا ثمينة للمنطقة.

ثالثا، لا بد للصراع في غزة أن ينتهي. حماس، التي تدعمها إيران، هي التي بدأت هذه الحرب. أرادت ليس فقط القتل، بل أيضا زعزعة استقرار المنطقة كلها. وفي عطلة نهاية الأسبوع هذه، رفضت حماس أحدث اتفاق بشأن الرهائن، وهو اتفاق يوفر سبيلا للوصول إلى وقف إطلاق النار. من حق إسرائيل، بل ومن واجبها، القضاء على التهديد الذي يشكله إرهابيو حماس والدفاع عن أمنها. وأود أن أكون واضحا في قولي بأن لا شيء مما حدث خلال 48 ساعة الماضية يؤثر على موقفنا بشأن غزة. فالآثار الفظيعة التي يتعرض لها المدنيون مستمرة بالتفاقم – الجوع، واليأس، والخسائر في الأرواح على مستوى مروع. يريد البلد بمجمله أن يرى نهاية لسفك الدماء، وأن يرى دخول مزيد من المساعدات الإنسانية. الزيادة مؤخرا في دخول المساعدات أمر إيجابي، لكنها مع ذلك لا تكفي. نريد أن نرى فتح مزيد من المعابر لفترات أطول لإدخال الإمدادات الحيوية.

وأود هنا انتهاز هذه الفرصة للإشادة بموظفي الإغاثة البريطانيين الثلاثة الذين فقدوا حياتهم في غزة: جون تشابمان، وجيمس كيربي، وجيمس هندرسون. لقد كانوا أبطالا. وأطفال غزة الذين كان هؤلاء الأبطال يخاطرون بحياتهم لأجل إطعامهم يحتاجون إلى هدنة إنسانية فورية تفضي إلى وقف إطلاق نار مستدام وطويل الأمد. فذلك هو أسرع سبيل لإخراج الرهائن وإدخال المساعدات، ووقف القتال. الإسرائيليون والفلسطينيون يستحقون على حد سواء أن يعيشوا بسلام وكرامة وأمن، وكذلك الحال بالنسبة لشعوب المنطقة كلها.

في الختام، أقول بأن الاعتداء يوم السبت لم يكن عمل شعب، بل عمل نظام طاغية، وهو يمثل الأخطار التي نواجهها اليوم. والروابط بين تلك الأنظمة متنامية. تل أبيب لم تكن الهدف الوحيد للمسيرات الإيرانية يوم السبت؛ حيث بوتين أيضا يستخدمها ضد كييف وخاركيف. ومن كان الصوت الوحيد الذي دافع عن إيران يوم أمس، ساعيا إلى تبرير أفعالها؟ إنها روسيا.

التهديدات للاستقرار متنامية، ليس في الشرق الأوسط وحسب، بل في كل مكان، ونحن نتصدى لتلك التهديدات، مرة تلو الأخرى، بقيادة قواتنا البريطانية. لهذا السبب شارك طيارونا في العملية خلال عطلة نهاية الأسبوع. ولهذا السبب دأبنا على حماية أجواء العراق وسورية منذ عقد من الزمن. ولهذا السبب يدافع بحّارتنا عن حرية الملاحة في البحر الأحمر ضد الاعتداءات المتهورة التي تنفذها ميليشيات الحوثيين التي تدعمها إيران. ولهذا السبب أيضا يتواجد جنودنا على الأرض في كوسوفو وإستونيا وبولندا وفي غيرها من الدول. ولهذا السبب كذلك كان لنا السبق في دعم أوكرانيا، وسوف نواصل دعمها مهما طال الأمر. وحين يهدد معادون مثل روسيا أو إيران السلام والازدهار، سوف نتصدى لهم دائما، مستعدين للدفاع عن قيمنا ومصالحنا، متكاتفين مع أصدقائنا وحلفائنا. أعهد إلى المجلس بهذا التصريح.

تاريخ النشر 15 April 2024