خطاب

"لا بد وأن يكون هدفنا هو تحقيق العدالة لكافة ضحايا داعش"

وزير الخارجية: إن كل ما يطمح إليه داعش، وهدفه في الحياة، هو بث التفرقة وسفك الدماء وزرع بذور الكراهية. ونحن متحدون في قتالنا ضد إرهابيي داعش، وأعتقد أن علينا أن نتحد في تقديمهم للعدالة.

Picture of Boris Johsnon

كلمة وزير الخارجية، بوريس جونسون، حول تقديم داعش للعدالة، وذلك في الاجتماع الوزاري خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها 71.

اسمحوا لي أن أبدا بتسليط الضوء على الوضع الراهن. لقد فشل داعش في تأسيس “الدولة” التي كان لديه طموح كبير بتأسيسها؛ دولة خلافة في العراق وسورية.

لقد تعرضوا للاجتثاث في ميدان المعركة، وخسروا نحو نصف الأراضي التي كانوا يسيطرون عليها في العراق، ونحو خمس الأراضي التي كانوا يسيطرون عليها في سورية. وآلاف الناس يعربون عن سرورهم لتحريرهم من قبضة داعش. لكن للأسف أينما دُحر داعش، يخلف وراءه ندبات هائلة في المجتمعات التي تحررت من قبضته: من تعذيب ومذابح واغتصاب واستعباد بالجملة للأقليات.

وبالتالي أريد اليوم أن أشير إلى نقطة بسيطة لا شك فيها. في أعقاب ارتكاب هذه الجرائم، أعتقد أننا ملزمون جميعا بضمان تحقيق العدالة.

وإنني أعرب عن امتناني الكبير لوزيريّ الخارجية البلجيكي والعراقي لعقد هذا اللقاء المشترك، لأنني أعتقد بأننا ملزمون بفعل ذلك من منطلق واجبنا تجاه من عاشوا كل تلك المعاناة.

إن كل ما يطمح إليه داعش، وهدفه في الحياة، هو بث التفرقة وسفك الدماء وزرع بذور الكراهية. ونحن متحدون في قتالنا ضد إرهابيي داعش، وأعتقد أن علينا أن نتحد في تقديمهم للعدالة.

لقد اتفقت مع زميلي العراقي، إبراهيم الجعفري، بأننا سوف نقدم اقتراحا بشأن أن تتولى الأمم المتحدة قيادة هذه الحملة. وكخطوة أولى حيوية، نتوقع أن ندعو الأمم المتحدة للبدء في العملية الهامة لجمع وحفظ الأدلة والبراهين حول جرائم داعش.

ونعتقد أن من الضروري منذ البداية أن يساند أكبر عدد ممكن من الحكومات هذه الحملة، ويسرني أن أرى هذا العدد ممن حضروا هذا اللقاء اليوم، وكذلك من الضروري أن يساند هذه الحملة أيضا أكبر عدد ممكن من المنظمات غير الحكومية.

كما إن من الضروري أن يكون الناجون من فظائع داعش – وكذلك من يمثلونهم – محور هذه المبادرة، ويسرني جد أن لدينا هنا اليوم من يمثلونهم.

أود أن أوضح تماما بأن من الضروري أن تركز هذه الحملة على داعش حصريا. إن من الواجب محاسبة فاعلين آخرين في المنطقة – في سورية والعراق وليبيا – لكنني أعتقد أن هناك سبلا أخرى من خلال جهات أخرى يمكنها محاسبتهم.

لا بد وأن يكون هدفنا هو تحقيق العدالة لكافة ضحايا داعش: العرب السنة والشيعة الذين مازالوا يعانون في ظل حكمه القاتل؛ والأقليات الذين يستهدفهم داعش بشكل وحشي؛ والضحايا في مناطق أخرى في الشرق الأوسط؛ وبالطبع كل من تعرضوا للأذى أو قُتِلوا نتيجة اعتداءات إرهابية في أوروبا وغيرها، وكذلك هنا في الولايات المتحدة.

لقد بدأ العمل بالفعل بهذا الصدد في عدد من الدول، بما فيها المملكة المتحدة. لكننا نعتقد بأن آن الأوان لإطلاق حملة دولية حقا، وآمل أن تتفقوا معي في ذلك.

يجب ألا يساورنا أي وهم بأن تحقيق ذلك سوف يستغرق الكثير من الوقت، ويتطلب الكثير من الصبر، لكني أعتقد بأن في حال نجحنا في ذلك، يمكننا تذكير العالم بالدافع وراء كفاحنا هذا. إنه الانتصار في النهاية لقيمنا المبنية على الوحدة والتعاطف والتسامح في مقابل رسالة الكراهية التي يبثها داعش. لكن فوق كل شيء، دافعنا هو انتصار العدالة لكل من عانوا بسبب داعش.

تاريخ النشر 19 September 2016