قصة إخبارية

أليستر بيرت يتحدث عن الأوضاع في مصر

قال أليستر بيرت: إن من الأهمية بمكان أن تستطيع جميع الأحزاب السياسية المشاركة في الانتخابات مستقبلا.

تم نشره بموجب 2010 to 2015 Conservative and Liberal Democrat coalition government
Foreign Office Minister Alistair Burt

تحدث وزير شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أليستر بيرت، عن الأوضاع في مصر أثناء مقابلة أجرتها معه هذا الصباح قناة سكاي الإخبارية.

عندما سئل عما قاله رئيس الوزراء الأسبق توني بلير بأنه لا خيار أمامنا سوى التعامل مع الحكومة التي يدعمها الجيش في مصر، قال السيد بيرت:

اعتقد أن تعليقات توني بلير تعكس تماما ما دأب ويليام هيغ على قوله هذا الأسبوع، في عبارته الرائعة حقا: ‘هذا هو الموجود ولا مناص من قبوله’. ووراء ما شهدناه من أحداث خلال الأيام القليلة الأخيرة أسباب معقدَّة ومعروفة تماما، وقد نتجت عن انهيار في العملية السياسية في مصر، واستقطاب بين الحكومة السابقة وبين المعارضة على مدى فترة طويلة من الزمن، وذلك رغم جهود حثيثة شاركنا فيها نحن أيضا للجمع والتوفيق بين السياسيين في وقت تراجع فيه الاقتصاد وتوقف اتخاذ القرارات.

وقد أفرز ذلك استقطابا شديداً ووضعا في منتهى الاحتقان، وعليه بات من الضروري أن نتقدم بأسرع ما يمكن باتجاه تشكيل حكومة مدنية وإجراء انتخابات.

وحين سئل عما قاله توني بلير بأن هناك شكلا ما من أشكال الشرعية لما حدث في مصر نظرا لممارسات السيد مرسي ونظرا لأعداد الناس الذين نزلوا إلى الشوارع، باعتبار ذلك كله شكلا مختلفا من الديموقراطية، قال السيد بيرت:

ما حدث هو شكل من التدخل العسكري المختلف عن ذاك التدخل التقليدي المتوقع، لأن العلاقة بين الجيش والسياسيين في مصر علاقة معهودة. فالجيش لعب دورا في إزاحة الرئيس السابق مبارك من خلال امتناعه عن اتخاذ إجراءات ضد الناس في الشوارع… ولكننا هذه المرة نرى في الشوارع أيضا أناسا يتظاهرون تأييدا للرئيس السابق مرسي، وعليه فهي عملية سياسية مختلفة تماما، ومن هنا فإن من الواضح تماما أن الجيش يحاول البقاء على نوع من الحياد حرصا منه على الأمن وتفادي العنف.

غير أن على الجيش الآن ألاّ يتخذ إجراءات تبيِّن أنه يحاول التحيز إلى طرف دون الآخر في الانتخابات المقبلة، ولا بدَّ له من الإفراج عمَّن اعتقلوا لأسباب سياسية إذا ثبت أنهم لم يحرِّضوا على العنف. وإذا كان الجيش هو الوصي على حماية الشعب، فإن عليه الآن أن يؤمِّن اتخاذ الخطوة التالية لأنه من الضروري أن تتمكن جميع الأحزاب السياسية، بما فيها الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة، من خوض الانتخابات المقبلة.

وحين سئل عما سيكون عليه موقف المملكة المتحدة في حالِ انتُخب الإخوان المسلمون مرة أخرى، وعما إذا كان على الحكومة البريطانية أن تقول للجيش أنه لا يستطيع أن يتدخل هذه المرَّة مهما كانت النتيجة، قال السيد بيرت:

لقد عملنا مع الحكومة السابقة. وقبلنا انتخاب الرئيس مرسي قبولا مطلقا، فقد كانت انتخابات حرة ونزيهة بكل المقاييس. إلا أن ما حدث بعد ذلك هو السبب، وكانت عملية الاستقطاب التي تسببت بها الحكومة حيث بدت في بعض الأحيان أنها لا تستوعب حقيقة أن مجرد الفوز بالانتخابات ليس كافيا، وأنه لا بد من نظام حكم تشارك فيه المعارضة التي بدت هي الأخرى أحيانا وكأنها تسعى إلى الاستقطاب بدلا من أن تكون جزءا من العملية.

وتزامن هذا باستمرار مع وجود مشكلات اقتصادية خطيرة، ثم إقدام الحكومة على اتخاذ قرارات تتعلق بالدستور، ثم التعيين الأخير للمحافظين ولا سيما محافظ الأقصر الذي أثار جدلا شديدا حوله، لينتهي الأمر كله بانهيار العملية السياسية برمتها.

غير أنني أرى أن علينا أن ننظر إلى الأمر باعتباره جزءا من عملية انتقال طويلة الأمد. ولا أعتقد أن ما يحدث في مصر يشكل دليلا على موت الربيع العربي أو أي شيء من هذا القبيل، بل هو مجرد فصل آخر من مسيرة طويلة الأجل جدا، ولا نعرف أين ستنتهي. سوف تستغرق وقتا طويلا وهذه واحدة من مراحلها. ولكنا إذا أردنا أن يتمخض بعض التقدم عما حدث، فإن الحكومة (البريطانية) تعتقد بأنه من المهم الآن أن يتحرك الجيش باتجاه تشكيل حكومة مدنية تتحرك بدوْرها تجاه إجراء انتخابات مع ضمان عملية سياسية حرَّة، دون توليد شعور بأن اعتقال أعداد كبيرة من أعضاء فريق واحد من فرقاء العملية السياسية هو تحيُّز ضده أو منع له من المشاركة في المستقبل.

وعندما سئل عما إذا كان هناك خوف من أن اعتقال أعضاء، وخاصة من الإخوان المسلمين، سيدفع بأتباع الإخوان إلى القول بأن ما جرى يثبت عدم جدوى الديموقراطية وأنه لا بد من نهج آخر، قال السيد بيرت:

اعتقد أن هذه جدليَّة تحمل في طياتها خطرا شديدا. وأنا لا أرى أن ما حدث من تدخل في الأيام القليلة الماضية يعني بالضرورة أن هذا هو الخيار الآخر الوحيد. غير أن من المؤكد أنه إذا لم يكن واضحا لجميع السياسيين على اختلاف مشاربهم، شريطة ألا يكونوا من المؤمنين بطريق العنف، بأنهم قادرون على المشاركة، فإنني أتوقع عندئذ أننا سنواجه أوضاعا اكثر صعوبة.

وفي مصر التي لم تكن على نحو خاص بلدا طائفيا، من الضروري جدا ألا تصبح المسائل الطائفية التي انبثقت في مصر الآن جزءاً متزايداً من العملية السياسية، ما سيؤدي لمزيد من خطر العنف. وعليه فإن هناك حاجة ماسَّة لأن تشارك جميع الأطراف، بما فيها الإخوان المسلمين الذين أصيبوا بجرح كبير جراء ما حدث، في العملية السياسية منذ الآن، مع التسليم بأن ذلك يستدعي الإفراج عمن اعتقلوا ولم يشاركوا في العنف لضمان أن يكونوا جزءا من العملية.

المزيد من المعلومات

اقرأ لقاء وزير الخارجية في 4 يوليو حول مصر

نصائح وزارة الخارجية بشأن السفر إلى مصر

موقع السفارة البريطانية في مصر

تابع أليستر بيرت على تويتر @AlistairBurtFCO

تابعنا باللغة العربية عبر فيسبوك

تابعنا باللغة العربية عبر تويتر @UKMiddleEast

تابع كافة أخبارنا باللغة العربية

تاريخ النشر 7 July 2013