خطاب

الجهود غير المقبولة تجاه منع وصول المساعدات تؤثر على الأطفال في أنحاء العالم

تقريبا نصف جميع الحالات الموثقة لمنع دخول المساعدات الإنسانية في 2022 كانت في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة. واليوم يعاني الأطفال الفلسطينيون معاناة لا تُعقل.

مداخلة السفير جيمس كاريوكي في اجتماع مجلس الأمن بشأن الأطفال في النزاع المسلح:

مجموعة “الأطفال والنزاع المسلح” هي أداة مهمة لإحراز تقدم في حماية أكثر سكان العالم عرضة للأذى، والمملكة المتحدة ملتزمة بدعم عمل الممثلة الخاصة للأمين العام ومكتبها.

أود اليوم التأكيد على ثلاث نقاط:

أولا، منع دخول المساعدات الإنسانية يؤثر على الأطفال في أنحاء العالم. وقد أشارت الأمم المتحدة إلى وقوع نحو أربعة آلاف انتهاك خلال 2022. وتوجد مؤشرات واضحة على أن ذلك الرقم قد ارتفع خلال 2023. ففي السودان، المملكة المتحدة يساورها القلق حيال العقبات أمام إدخال المساعدات بسبب كل من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، الأمر الذي أدى إلى معاناة الشعب السوداني، بما في ذلك الأطفال، من الجوع. وفي أوكرانيا، ما زالت روسيا تعيق قدرة منظمات الإغاثة على الوصول إلى المناطق التي تقع تحت سيطرتها مؤقتا. كذلك توجد عقبات شديدة مستمرة أمام وصول المساعدات في شمال اليمن بسبب الحوثيين.

ثانيا، تقريبا نصف جميع الحالات الموثقة لمنع دخول المساعدات الإنسانية في 2022 كانت في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة. واليوم يعاني الأطفال الفلسطينيون معاناة لا تُعقل. وقد راعنا نبأ مقتل سبعة من موظفي منظمة المطبخ المركزي الدولي في الأول من إبريل، ويقلقنا بشدة سماع تقارير تفيد باستمرار إسرائيل في منع الأونروا من دخول شمال غزة. سوف نواصل مطالبة إسرائيل بحماية موظفي الإغاثة، وتيسير دخول منظمات الإغاثة سريعا وبلا عراقيل لتوزيع المساعدات للأطفال الأكثر عرضة للأذى، بمن فيهم الأطفال في شمال غزة الذين باتوا على شفا المجاعة.

ثالثا، تدعو المملكة المتحدة جميع أطراف الصراع للالتزام بالقانون الدولي الإنساني المعمول به، بما في ذلك تسهيل والسماح بدخول المساعدات الإنسانية سريعا وبلا عراقيل إلى المدنيين المحتاجين إليها، والكثير منهم أطفال.

مجموعة العمل المعنية بالأطفال والنزاع المسلح في مجلس الأمن لها دور أساسي. ونحن ندعو جميع أعضاء المجلس لمضاعفة الجهود لأجل الوصول سريعا إلى إجماع حول استنتاجات مجموعة العمل المعنية بالأطفال والنزاع المسلح، واضعين جانبا مصالحهم السياسية لإعطاء الأولوية لمساعدة الأطفال الأكثر عرضة للأذى.

كما ندعو إلى مضاعفة الجهود لتطبيق القرار رقم 2664، لضمان توفير وضوح لمساعدة موظفي الإغاثة ومقدمي الخدمات المرتبطين بهم في تقديم المعونة للناس الأكثر حاجة للمساعدة.

الأطفال لم يكونوا أبدا مسؤولين عن الحروب، لكنهم أكثر من يعاني من آثارها، بما في ذلك منع وصول المساعدات إليهم. ويلزم على هذا المجلس، وجميع أطراف النزاع، بذل كل ما في استطاعتهم لحماية الأطفال.

تاريخ النشر 3 April 2024