خطاب

الانتقال من حفظ السلام إلى بناء السلام في السودان

المملكة المتحدة ترحب بتبني قرار يحدد سبل الانسحاب المنتظم والآمن للبعثة المختلطة للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في دارفور (يوناميد)، كما ترحب بالتزام حكومة السودان القوي بتحمل مسؤولياتها بالكامل، وتحثها على تطبيق خطتها الوطنية لحماية المدنيين سريعا.

UNAMID (UN Photo)

ترحب المملكة المتحدة بتبني هذا القرار، والذي يحدد سبل الانسحاب المنتظم والآمن للبعثة المختلطة للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في دارفور (يوناميد). فقد أكد مجلس الأمن، بتبنيه لهذا القرار، أهمية سلامة وأمن قوات حفظ السلام، كما مضي في عملية الانتقال من حفظ السلام إلى بناء السلام في دارفور.

لكن يؤسفنا عدم تبنّي قرار أكثر حكمة يمكّن قوات يوناميد من مواصلة تقديم الدعم للحكومة السودانية وشعب دارفور خلال مرحلة انسحابها، بموجب حالات سابقة في مجلس الأمن بشأن انسحاب قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.

حيث استمر تكليف قوات حفظ السلام في كل من هاييتي وساحل العاج وليبيريا وسيراليون وتيمور الشرقية حتى نهاية انسحابها. فموقف الحكومة السودانية، وتوصيات الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، ولاحقا موقف بعض أعضاء هذا المجلس، منع المجلس من اتباع تلك الحالات السابقة. وبالتالي، سوف ينتهي تكليف بعثة يوناميد في 31 ديسمبر، على الرغم من استمرار تواجد نحو 7,000 من أفراد القوات و900 مدني على الأرض في دارفور. لكن كل ما في استطاعتهم عمله هو حزم حقائبهم وانتظار مغادرتهم لدارفور.

وبالنظر إلى حجمها وموقعها في السودان، سيكون انسحاب بعثة يوناميد مختلفا عن أي انتهاء لعمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة مؤخرا. وهذا التحدي اللوجستي الهائل من المرجح أن يصطدم بمزيد من التعقيد بسبب جائحة كوفيد-19. وعلاوة على ذلك، هناك سابقة مثيرة للقلق بشأن تسليم مواقع وممتلكات بعثة يوناميد التي تعرضت للسلب، وبالتالي أصبحت بلا فائدة للسلطات المحلية ولأهالي دارفور.

لقد طلبت حكومة السودان إنهاء تكليف بعثة يوناميد. وبالتالي أمامها الآن مسؤولية، على المستويين الوطني والمحلي، للتعاون تماما مع الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي خلال مرحلة انسحاب قوات يوناميد وتصفية مهامها. وبالتالي تحث المملكة المتحدة الحكومة على اتخاذ جميع الخطوات اللازمة لضمان مغادرة بعثة يوناميد وأفرادها ومعداتها التي تمتلكها من دارفور بشكل متنظم وآمن. كما ندعو حكومة السودان إلى ضمان سلامة مواقع فرق يوناميد التي سوف يتم تسليمها، والتي لن تستخدمها بعثة الأمم المتحدة للمساعدة الانتقالية المتكاملة في السودان (يونيتامس) أو الفريق التابع لها في البلاد، وذلك تماشيا مع الاتفاقيات القائمة، وضمان استخدامها حصريا لأغراض مدنية لصالح أهالي دارفور.

على ضوء انتهاء مهام يوناميد، فإن المسؤولية عن حفظ الأمن، وخصوصا حماية المدنيين في دارفور، تقع الآن على عاتق حكومة السودان وحدها. وكما يتبين من ارتفاع حالات العنف مؤخرا في دارفور، تلك لن تكون مهمة سهلة. وترحب المملكة المتحدة بالتزام حكومة السودان القوي بتحمل مسؤولياتها بالكامل، وتحثها على تطبيق خطتها الوطنية لحماية المدنيين سريعا. وإضافة إلى ذلك، نحث جميع الأطراف على الامتثال لكافة التزاماتها بموجب اتفاق السلام في جوبا، وضمان تطبيقها بالكامل. وبمجرد أن تتولى بعثة يونيتامس مهامها بالكامل، سيكون باستطاعتها أن تلعب دورا هاما في دعم السلطات السودانية لتنمية قدراتها على حماية المدنيين. وبهذا الصدد، ندعو حكومة السودان للتعاون تماما مع الأمم المتحدة بينما تسعى إلى إطلاق عمليات يونيتامس سريعا، وضمان أن تكون عملية الانتقال من يوناميد مستدامة.

بينما يحدد هذا القرار مسارا واضحا للانسحاب السلمي المنتظم لبعثة يوناميد، والانتقال إلى يونيتامس، لا نعتقد بأن يجب أن تعتبر هذه سابقة في انسحاب قوات حفظ السلام مستقبلا. وتأميل المملكة المتحدة، حيثما أمكن، أن يتمكن المجلس، والأمم المتحدة، من العودة إلى اتباع أفضل الممارسات في توفير قوات حفظ السلام، بحيث يستمر تكليفها إلى حين انتهاء انسحابها لضمان الانتقال الآمن والمستدام من حفظ السلام إلى بناء السلام.

تاريخ النشر 22 December 2020