العالم سوف يحاسب قيادة قوات الدعم السريع عن الجرائم التي ترتكبها قواتها: كلمة المملكة المتحدة في مجلس الأمن
كلمة السفير جيمس كاريوكي، القائم بالأعمال في بعثة المملكة المتحدة لدى الأمم المتحدة، في جلسة مجلس الأمن بشأن السودان.
المملكة المتحدة دعت إلى تقديم موعد هذا الاجتماع اليوم، إلى جانب الجزائر وسيراليون والصومال وغويانا والدنمارك، لأننا نشعر بقلق بالغ حيال تكثيف العنف في الفاشر، وأثاره المدمرة على المدنيين.
سوف أتناول ثلاث نقاط.
أولا، نطالب قواد الدعم السريع بالامتثال تماما لالتزاماتها بموجب القانون الدولي لحماية المدنيين.
إن الأنباء الواردة عن الفظائع، بما فيها الاستهداف بالقتل، عادة على أساس عرقي، إلى جانب التعذيب والعنف الجنسي والعنف ضد النساء والفتيات، هي أنباء مروعة.
ومثلما قالت وزيرة الخارجية يوم أمس، العالم سوف يحاسب قيادة قوات الدعم السريع عن الجرائم التي ترتكبها قواتها.
عليها التصرف الآن لوقف هذا العنف ضد الأبرياء.
ثانيا، يجب على قوات الدعم السريع وقف كل اعتداءاتها على موظفي الإغاثة والبنية التحتية المدنية.
فكما سمعنا، ما زال موظفو الإغاثة يتعرضون للاعتداء عليهم، ووردت أنباء مروعة عن عمليات إعدام في مستشفى الولادة السعودي في الفاشر، إلى جانب قتل متطوعين في الهلال الأحمر السوداني يحملون هويات واضحة في شمال كوردوفان.
في حال التحقق من ذلك، فإن هذا الاستهداف المتعمد لموظفي الإغاثة يمكن اعتباره انتهاكا خطيرا للقانون الدولي الإنساني.
نهيب بالطرفين التعاون تماما مع الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الإنسانية، ورفع القيود المفروضة على الحركة، وتوفير ضمانات أمنية لإتاحة دخول المساعدات إلى مدينة الفاشر وتوزيعها فيها.
ويجب أن يتمكن المدنيون من مغادرة المدينة بأمان، وأن تتوفر لهم مساعدات منقذة للحياة بلا أي عقبات.
كما نطالب الجيش السوداني بضمان أن يظل معبر أدري مفتوحا، لتوفير ممر آمن للمدنيين وتيسير إيصال المساعدات الإنسانية.
وأخيرا، ما من حل عسكري لهذه الحرب. واستمرار القتال لن يؤدي سوى لزيادة عمق الأزمة وإطالة المعاناة.
يجب على قوات الدعم السريع وقوات الجيش السوداني وقف القتال، وتطبيق هدنة إنسانية، والعودة إلى العملية السياسية. ونحن نهيب بجميع الدول الأعضاء التي لديها نفوذ على الطرفين الضغط عليهما لممارسة ضبط النفس، ودعم الجهود الرامية لعودتهما إلى الحوار.
والمملكة المتحدة مستمرة في دعم جهود الشركاء الإقليميين والدوليين، بمن فيهم اللجنة الرباعية، لتأمين وقف إطلاق النار، وإحراز تقدم في مسار موثوق تجاه السلام.
كما نهيب بجميع الأطراف التواصل بشكل بنّاء مع هذه العمليات، وإعطاء الأولوية لاحتياجات الشعب السوداني.
المجلس بحاجة إلى إرسال رسالة قوية وموحدة تعكس ما نشترك به من قلق وعزم.
وبهذا الصدد، أرحب بالاتفاق على البيان الصادر عن المجلس صباح اليوم.
المعاناة في أنحاء السودان يجب أن تنتهي.