يجب أن يكون للأمم المتحدة دور حيوي في إحلال الاستقرار في سورية وإعادة إعمارها: كلمة المملكة المتحدة في مجلس الأمن
كلمة السفيرة باربرا وودورد، المندوب البريطاني الدائم لدى الأمم المتحدة، في جلسة مجلس الأمن بشأن سورية.

أود أن أدلي بثلاث نقاط اليوم.
أولا، مر شهران ونيّف منذ أن تولت السلطات المؤقتة السيطرة على دمشق، معطية الأمل بمستقبل أكثر إشراقا وسلاما للشعب السوري.
وقد تفاءلنا بالجهود التي بُذلت في الأسابيع التي مرت منذ ذلك الوقت، ونرحب بتعهدات السلطات المؤقتة بتشكيل حكومة انتقالية ممثلة للجميع، وتفضي إلى إجراء انتخابات حرة ونزيهة.
كما نرحب بالتواصل بين المبعوث الخاص ومكتبه والسلطات المؤقتة، وخططه للعودة إلى دمشق عما قريب.
مثلما قال المبعوث الخاص، عملية الانتقال السياسي في سورية يجب ألا تفشل.
وفيما يتخذ السوريون الخطوات التالية تجاه عملية سياسية، نتوقع أن نشهد تعيينات في الحكومة الانتقالية، وفي المجلس التشريعي واللجنة التحضيرية المعلن عن تشكيلهما مؤخرا، بشكل يمثل التنوع في المجتمع السوري.
كما نأمل في أن تكون هناك عملية واضحة وجدول زمني لهذه المرحلة التالية في الانتقال، تحترم حقوق جميع السوريين وتكفل سلامتهم.
ثانيا، موقفنا واضح دائما، كما هو موقف آخرين أيضا، بأن يجب أن يرسم السوريون مستقبلهم بأنفسهم، وبأن العملية السياسية يجب أن تكون بقيادة السوريين وبمبادرة منهم.
لكن، مثلما ذكّرَنا كل من المبعوث الخاص بيدرسون ومساعد الأمين العام مْسُويا، من الضروري أن يعزز المجتمع الدولي الدعم، حيث التحديات كبيرة والاحتياجات الإنسانية شديدة.
لذا من الضروري أن تلعب الأمم المتحدة، إلى جانب المجتمع الدولي، دورا حيويا لدعم السوريين لإحلال الاستقرار في البلاد ومن ثم إعادة إعمار بلدهم.
حيث لا يمكن في غضون بضعة شهور فقط معالجة ندوب الصراع والضرر الناجم عنه طوال أكثر من عقد من الزمن.
وفي الأسبوع الماضي رصدت المملكة المتحدة، بالعمل إلى جانب برنامج الأغذية العالمي، ما يفوق 3.7 مليون دولار دعما لمبادرة ’حبوب من أوكرانيا‘ التي تتيح لأوكرانيا مساعدة من هم في أشد حاجة للمساعدة وتخفيف المعاناة في سورية.
لذا فإننا نؤيد الدعوة من المبعوث الخاص بأن علينا أيضا انتهاز هذه الفرصة لتوسيع جهود التعافي المبكر، ودعم برامج مستدامة لتمكين السوريين من توفير الغذاء لأنفسهم، واستمرار الكهرباء، وخلق فرص عمل، وبناء مستقبل أفضل.
وأخيرا، نرحب بزيارة المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى دمشق في 8 فبراير.
فهذه خطوة إيجابية.
علينا استغلال هذه الفرصة لدعم منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وسورية لإعلان ما بقي من برنامج الأسلحة الكيميائية منذ أيام الأسد، وتدميره لأجل أن تنعم سورية باستقرار وأمن أكبر.