خطاب

المملكة المتحدة تعارض جميع الإجراءات أحادية الجانب التي من شأنها أن تجعل تحقيق سلام إسرائيلي-فلسطيني أكثر صعوبة: كلمة المملكة المتحدة في مجلس الأمن

كلمة المنسق السياسي البريطاني فيرغوس إيكرسلي خلال إحاطة بمجلس الأمن الدولي حول عملية السلام في الشرق الأوسط.

Political Coordinator Fergus Eckersley speaks at the UN Security Council

شكراً لك السيد الرئيس، كما ونشكر المنسق الخاص على ما أدلى به في إحاطته الإعلامية.

لقد شهد العام الماضي مقتل أعداد كبيرة من الفلسطينيين والإسرائيليين، وتفاقم معدلات عنف المستوطنين، وظهور جماعات فلسطينية مسلحة جديدة. ولسوء الحظ، بدأ عام 2023 أيضاً بالعنف وعدم الاستقرار. وانطلاقاً من هذا الواقع، ذهب وزير شؤون الشرق الأوسط البريطاني لورد أحمد بزيارة في وقت سابق من هذا الشهر إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة. حيث شدّد هناك على دعم المملكة المتحدة لحل الدولتين، وحثّ الطرفيْن، بدعم من المجتمع الدولي، على بذل كل ما في وسعهما لخفض التصعيد، واستعادة الهدوء، وإعادة بناء الثقة.

في سبيل تحقيق هذه الغاية لا بدّ أولاً أن تُظهر الأطراف، من خلال تصريحاتها وسياساتها، التزاماً صادقاً بالسلام والأمن لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين، وبحل الدولتين. فهذه هي الطريقة الوحيدة لإنهاء الصراع والحفاظ على هوية إسرائيل اليهودية والديمقراطية، وتحقيق التطلعات الوطنية الفلسطينية. إن المملكة المتحدة تعارض جميع الإجراءات أحادية الجانب التي من شأنها أن تجعل تحقيق السلام أكثر صعوبة، سواء اتخذها الجانب الفلسطيني أو الإسرائيلي، بما في ذلك الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الإسرائيلية ضد السلطة الفلسطينية، والتي أعلنت عنها في 6 يناير/كانون الأول الجاري.

ثانياً، تدعو المملكة المتحدة جميع الأطراف إلى الاستمرار في الحفاظ على الوضع الراهن التاريخي في الأماكن المقدّسة في مدينة القدس. وخلال زيارته هذه، توجّه لورد أحمد إلى باحة الحرم الشريف/جبل الهيكل، وأكد على التزام المملكة المتحدة الراسخ بالوضع الراهن والعمل مع الأطراف المعنية لضمان سلامة جميع الزائرين. ومن جهتنا، نثمِّن دوْر الأردن المهم كوصيٍّ على الأماكن المقدسة في القدس.

ثالثا، نحث القادة من كلا الجانبيْن على تعزيز ثقافة التعايش السلمي. إنّ تخريب أو تدنيس 30 قبراً من القبور المسيحية في مقبرة بروتستانتية على جبل صهيون هذا الشهر إنّما يشير إلى مخاطر زيادة الانقسام على أسس عرقية ودينية. ونحن ممتنون لجميع الأطراف لإدانتهم السريعة لهذه الأعمال المروِّعة. وبصفتها مدافعة عن حرية الدين أو المعتقد للجميع، تحث المملكة المتحدة على احترام جميع المدافن والأماكن المقدسة التي يجب التعامل معها بكرامة واحترام.

وأخيراً، يجب على إسرائيل ممارسة أقصى درجات ضبط النفس في استخدام الذخيرة الحية عند حماية مصالحها الأمنية المشروعة. ففي الأسابيع الثلاثة الأولى من هذا العام، قتلت قوات الأمن الإسرائيلية 14 فلسطينيا، من بينهم 3 أطفال.

ما زال بالإمكان استعادة الاستقرار وتأمين السلام، لكن هذا يتطلب من جميع الأطراف بذل جهود في عملية تُفضي إلى تجسيد حل الدولتين. والمملكة المتحدة على استعداد لدعم هذه الأهداف المهمة.

تاريخ النشر 18 January 2023