خطاب

رفض تمديد الهدنة يُنذر بتقويض الأساس الذي أقيم من أجل التفاوض على تسوية سلمية في اليمن

مداخلة سفير المملكة المتحدة جيمس كاريوكي خلال جلسة إحاطة في مجلس الأمن الدولي بشأن اليمن.

UK Ambassador James Kariuki speaks at the UN Security Council

شكرا، السيد الرئيس. اسمحوا لي أن أشكر المبعوث الخاص غروندبرغ، ومساعدة الأمين العام السيدة مسويا، على إحاطتيهما القويتيْن، وعلى العمل الدؤوب الذي يقومان به مع فرقهما لأجل الشعب اليمني.

بعد ستة أشهر من سلام نسبي، فإنه من المخيب للآمال حقاً عدم تمديد الهدنة في اليمن.

فقد أدى تقدّم الحوثيين بمطالب متطرفة جديدة في الأيام الأخيرة من المفاوضات إلى إعاقة قدرة المبعوث الخاص على الوصول إلى اتفاق.

وكما سمعنا اليوم، فإن من شأن ذلك أن يعرض للخطر الجسيم الفوائد الملموسة التي جلبتها الهدنة للشعب اليمني. ففي الأشهر الستة الأخيرة، تمكن اليمنيون من العيش بقدْرٍ أكبر من الأمان، والسفر بحرية أكبر من أي وقت مضى منذ اندلاع الحرب، وتدفق النفط إلى الحديدة بكميات أكثر بأربع مرات من العام الماضي بأكمله، وتمكن عشرات الآلاف من اليمنيين من السفر جواً من صنعاء لزيارة أحبائهم أو تلقي العلاج الطبي الحيوي في الخارج. ولا بدّ أن تظل حماية هذه التدابير من الأولويات.

إن المملكة المتحدة تدعو الأطراف إلى مواصلة العمل بهذه الإجراءات، والعودة إلى طاولة المفاوضات لتوسيع نطاق هذه الفوائد، على النحو المبين في اقتراح الأمم المتحدة. ذلك يشمل، لأول مرة منذ سنوات، دفع رواتب الممرضات والمعلمين وغيرهم من موظفي الخدمة المدنية التي كسبوها بشق الأنفس؛ وفتح طرق في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك فتح طرق في تعز؛ والمزيد من الرحلات الجوية التجارية إلى عدد أكبر من الوجهات؛ وزيادة تسهيل تدفق الوقود إلى الحديدة.

بل إن هناك المزيد مما سيخسره اليمن، ذلك أن رفض تمديد الهدنة يهدّد بانهيار الأساس الذي أقيم للوصول إلى تسوية سلمية مُتفاوض عليها. وإن وضع حدٍّ لهذه الحرب الرهيبة يعتمد عليها.

لكن باب تمديد الهدنة لا يزال مفتوحا. ومن خلال إحاطة المبعوث الخاص غروندبرغ يبدو واضحاً مدى تفاني الأمم المتحدة لأجل تحقيق هذه النتيجة. والمملكة المتحدة تعاود تأكيد دعمها الكامل لهذه الجهود.

أودّ أيضاً أن أغتنم هذه الفرصة للإشادة بزيارة مساعدة الأمين العام السيدة مسويا إلى المنطقة. إذ إن من الضروري أن يستفيد المجتمع الدولي من دروس التقييم الإنساني الأخير المشترك بين الوكالات، ليس في اليمن وحسب، بل على الصعيد العالمي. وإننا نشيد بالعمل المستمر الذي يقوم به العاملون في المجال الإنساني لتقديم الدعم المنقذ لحياة الناس. غير أن إنهاء الصراع هو وحده الكفيل بتوفير الإغاثة الدائمة التي يحتاجها الشعب اليمني.

وفي هذه اللحظة الحساسة، فإن ما يدعو للتفاؤل هو عدم العودة للحرب بعد. ونحث جميع الأطراف على الامتناع عن الاستفزازات. إنهاء الهدنة ستكون له عواقبه وخيمة.

حان الوقت الآن للأطراف لإظهار القيادة، والعمل لصالح الشعب اليمني، والاستمرار في هذا المسار نحو السلام الدائم.

تاريخ النشر 13 October 2022