خطاب

إحراز تقدم تجاه السلام والازدهار والديموقراطية في السودان

مداخلة السفيرة باربرا وودورد، في جلسة إحاطة بمجلس الأمن بشأن بعثة يونيتامس في السودان، ترحب فيها بالتقدم الذي يحرزه رئيس الوزراء حمدوك وحكومته على طريق إحلال السلام والازدهار والديمقراطية.

Sudan (UN Photo)

اسمحوا لي أن أبدأ بتوجيه الشكر للممثل الخاص بيرثيس، ووكيل الأمين العام السيد كهاري، والسيدة خير على ما عرضوه في كلماتهم.

يواصل رئيس الوزراء حمدوك وحكومته إحراز تقدم على طريق إحلال السلام والازدهار والديمقراطية. ولا بدّ لنا من التنويه بأهمية تشكيل مجلس وزراء جديد يضم الموقّعين على اتفاق جوبا للسلام، وإصلاح سعر الصرف، والتصديق على اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب، وتعاون الحكومة مع المحكمة الجنائية الدولية. وكما سمعنا من السيدة خير اليوم، فإن للمجتمع المدني والنساء والشباب دوراً حيوياً في مختلف جوانب العملية الانتقالية. ونتطلع في هذا السياق إلى تأسيس المجلس التشريعي الانتقالي الذي تحصل فيه النساء على حصةٍ نسبتها 40% من المقاعد.

إن المملكة المتحدة تقف على أهبة الاستعداد للعمل مع حكومة السودان بينما تواصل عملية انتقالها إلى الديمقراطية. وكان وزير الخارجية دومينيك راب قد أعلن خلال زيارته للخرطوم في يناير عن نية المملكة المتحدة تقديم تمويل مؤقت في شكل قرض قصير الأجل يبلغ 456 مليون دولار للمساعدة في سداد ديون مستحقة على السودان لبنك التنمية الأفريقي. هذا بالإضافة إلى 55 مليون دولار تبرعت بها المملكة المتحدة بالفعل إلى برنامج دعم الأسرة في السودان.

كما ترحب المملكة المتحدة بوصول كل من الممثل الخاص بيرثيس، ونائب الممثل الخاص للأمين العام لو ندياي، واللذين تأخر وصولهما شهوراً من الزمن. ونرحب كذلك بما بدأ من التعاون بين حكومة السودان وبعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (يونيتامس).

إننا ندرك أن نجاح المرحلة الانتقالية في السودان يتطلب جهوداً متواصلة في عدد من المجالات، وبالتالي فإن من الضروري للغاية أن تعمل الحكومة مع لبعثة يونيتامس، بما في ذلك فريقها القطري المتكامل، لتحديد المجالات ذات الأولوية للبعثة لتقديم الدعم بما يتماشى مع التفويض الممنوح لها. ومن أجل تسخير الإمكانات الكاملة للدعم الذي يمكن للبعثة أن تقدّمه، فإننا نحث حكومة السودان على الإسراع في العمل مع الأمم المتحدة لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق الخاص بوضعية وصلاحيات هذه البعثة.

ولقد قدمت المملكة المتحدة 500,000 دولار من التبرعات إلى بعثة يونيتامس، وبهذا كنا أول دولة عضو تفعل ذلك، ونشجع الآخرين على تقديم الدعم لجهود البعثة كي تقوم بدورها في دعم جهود حكومة السودان.

وبينما أقدمت حكومة السودان على اتخاذ العديد من الخطوات للتغلب على التحديات التي تواجه البلاد، فما زالت أمامها عقبات كبيرة. فلا يمكننا تجاهل ما جرى من تصاعد في العنف الطائفي في دارفور خلال الأشهر الأخيرة. فقد نزح من أهل دارفور في 2021 عدد أكثر ممن نزحوا في عام 2020 كله. كما يقلقنا تدمير موقع سابق آخر لبعثة يوناميد في 23 فبراير، بعد تسليمه إلى حكومة السودان.

إننا نؤيد دعوة الأمين العام للحكومة كي تسارع إلى تنفيذ الخطة الوطنية لحماية المدنيين، واتفاق جوبا للسلام، والجهود الأخرى الرامية إلى منع العنف والحد منه بين فئات المجتمعات المحلية. كما ندعو حكومة السودان إلى تأمين المواقع التي سلمتها لها الأمم المتحدة حتى يمكن استخدامها لتوطيد السلام في جميع أنحاء دارفور.

وأودّ أيضاً أن أكرر دعوتنا لأولئك الذين ما زالوا خارج عملية السلام للانخراط فيها دون شروط مسبقة، والعمل سريعا لأجل إتمام المفاوضات الهادفة إلى التوصل لاتفاق سلام شامل.

وأخيراً، تواصل المملكة المتحدة مراقبة الوضع عن كثب على الحدود السودانية الإثيوبية. وإننا ندعو كلا الجانبين إلى الدخول في حوار لمنع المزيد من التصعيد الذي قد تكون له تداعيات كبيرة على السلام والأمن الإقليميين.

تاريخ النشر 9 March 2021