بيان خطي للبرلمان

عملية السلام في الشرق الأوسط: زيارات وزارية

أطلع الوزير بالخارجية، أليستير بيرت، البرلمان على تفاصيل زيارته وزيارة وزير الخارجية إلى الشرق الأوسط.

تم نشره بموجب 2010 to 2015 Conservative and Liberal Democrat coalition government
Alistair Burt

أود أن أطلع المجلس على آخر تطورات عملية السلام في الشرق الأوسط، وذلك بعد زيارتي أنا وزيارة وزير الخارجية إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة.

يظل البحث عن سلام في الشرق الأوسط أولوية عالمية عاجلة خلال عام 2013. وفي مطلع هذا العام أوضحنا الضرورة القصوى لأن تتولى الولايات المتحدة، ومن ورائها المجتمع الدولي، زمام الأمور لإعادة تنشيط عملية السلام. إن مجريات الربيع العربي، سيما الخطر النابع من الصراع في سورية، تجعل حاجة لإحراز تقدم أكثر إلحاحاً. ومن هنا فإننا نثمن وبحق روح الريادة التي تظهرها الولايات المتحدة، وخاصة وزير الخارجية جون كيري، تجاه هذا الموضوع. وتقف بريطانيا بكل عزم وراء هذه الجهود الهادفة لإحياء مسيرة السلام. ونحن على اتصال وثيق مع الولايات المتحدة. ففي 12 يونيو (حزيران) كان وزير الخارجية في واشنطن حيث ناقش مع وزير الخارجية كيري فرص تقدم عملية السلام، وأكد له دعم المملكة المتحدة لما يبذله من جهود.

وقد ذهب وزير الخارجية بزيارة لإسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة يومي 23-24 مايو (أيار) ليعرب عن دعم المملكة المتحدة لجهود الولايات المتحدة الهادفة إلى بدء مفاوضات ذات مصداقية. واجتمع هناك بشخصيات بارزة من كلا الطرفين، بمن فيها رئيس الوزراء نتنياهو والرئيس عباس، ورحب بالتزامهما الواضح بحل الدولتين والعمل من أجل تحقيق السلام للشعبين الإسرائيلي والفلسطيني. وبين وزير الخارجية للجانبين الحاجة الملحة لكليهما لإظهار روح قيادة شجاعة وحاسمة والمشاركة بصورة جدية في الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة. وأوضح وزير الخارجية بأنه لا يوجد بديل معقول لمبادرة الوزير كيري.

وحدد وزير الخارجية التزام المملكة المتحدة بمتابعة التفاوض حول حل الدولتين. نريد رؤية دولة فلسطينية ذات سيادة وفاعلة وقادرة على البقاء، وتكون متصلة الأراضي، ارتكازا إلى حدود عام 1967 مع تبادل متفق عليه للأراضي، وتعيش بسلام وأمن بمحاذاة إسرائيل تنعم بالسلام والأمن وجيرانها الآخرين في المنطقة، مع كون القدس عاصمة مشتركة لكلتا الدولتين، والتوصل لحل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين. حل تنعم فيه الدولتان بشراكات تفضيلية مميزة وعلاقات تجارية معزَّزة مع الاتحاد الأوروبي.

وشدَّد وزير الخارجية أيضا على قلق المملكة المتحدة من النشاط الاستيطاني الإسرائيلي وما يشكله من خطر على حل الدولتين. وقد زار عائلة بدوية في منطقة E1 بالضفة الغربية، حيث استمع إلى ما يخلفه الاحتلال الإسرائيلي من آثار على التجمعات السكانية الفلسطينية المستضعفة، ومن بينها خطر هدم المنازل ومشكلة عنف المستوطنين.

وبعد ذلك ذهبت أنا بزيارة لإسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة بين 11-13 يونيو (حزيران) للتأكيد على قوة دعمنا لجهود الولايات المتحدة وأولوية بدء مفاوضات جدية. والتقيت في إسرائيل بوزيرة العدل وكبيرة المفاوضين تسيبي ليفني، ووزير العلاقات الدولية والشؤون الاستراتيجية يوفال شتاينيتز، والمبعوث الخاص لرئيس الوزراء نتنياهو، اسحق مولخو. وفي رام الله اجتمعت بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الوزراء رامي الحمد الله (الذي قدم استقالته بعد ذلك)، كما ذهبت بزيارة أخرى إلى قرية النبي صالح في الضفة الغربية. وزرت أيضا غزة وجنوب إسرائيل كي أطلع عن كثب على ما تخلفه القيود المفروضة على الحركة والتنقل من تبعات على معيشة الناس العاديين، وحقيقة ما تواجهه العائلات التي تعيش في خوف من الهجمات الصاروخية. إن موقفنا واضح، وهو أن هناك حاجة ملحة لإيجاد حل لمشاكل غزة، وأنه يجب رفع القيود الاقتصادية، كما أن أي حل تفاوضي لقيام الدولتين لا بدَّ وأن يشمل غزة - ذلك أن غزة جزء أساس وجوهري من دولة فلسطينية مستقبلية.

لقد أوضحنا، أنا وزير الخارجية، لشركائنا الإسرائيليين والفلسطينيين بأن استمرار الوضع الراهن ليس مرغوبا ولا عمليا. وكما قال الوزير كيري، فإن جمود الوضع هذا اليوم لن يبقى هو نفسه في الغد. فالوقت ينفد ونحن نسابق الزمن لتحقيق حل الدولتين بينما يستمر التدهور في الوضع على الأرض. لكن أي بديل آخر سيكون أكثر صعوبة. فلا وجود لشيء اسمه “حل” الدولة الواحدة، بل هناك واقع الدولة الواحدة فقط الذي لا يمكن أن يحقق التطلعات القومية المشروعة لأي من الشعبين.

إن الطرفين، ونحن معهما، نواجه حاليا خيارا هو: إما أن نتحرك باتجاه السلام، بدعم قوي من المنطقة والمجتمع الدولي عموما، أو أن نواجه مستقبلا غامضا ومحفوفا بالخطر. ولهذا السبب ستواصل الحكومة فعل كل ما تستطيع لدعم جهود الولايات المتحدة. وفي السياق ذاته، سنبحث في مسألة خطوات دعم محددة يمكن للاتحاد الأوروبي اتخاذها، وذلك خلال اجتماع مجلس الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي في 24 يونيو (حزيران). ولسوف نواصل العمل بشكل نشط مع الولايات المتحدة والإسرائيليين والفلسطينيين، ومع شركائنا الدوليين الآخرين ومن بينهم جامعة الدول العربية، لتحقيق سلام قبل أن تتلاشى فرصة حل الدولتين.

المزيد من المعلومات

تابعنا باللغة العربية عبر فيسبوك

تابعنا باللغة العربية عبر تويتر @UKMiddleEast

تابع كافة أخبارنا باللغة العربية

تاريخ النشر 24 June 2013