خطاب

تصريح وزير الخارجية للبرلمان بشأن الشرق الأوسط

تناول التصريح تحرير العراق من داعش، وزيارة رئيسة الوزراء إلى العراق والأردن، والوضع في اليمن، والخلافات بين قطر وجيرانها في الخليج، ونتائج زيارته إلى عمان وإيران والإمارات، وتدخلات إيران في المنطقة.

تم نشره بموجب 2016 to 2019 May Conservative government
FCO

أود أن أدلي بتصريح حول زيارتي إلى الشرق الأوسط التي عدت منها صباح اليوم.

إنها مرحلة هامة بالنسبة للمنطقة: فمن جهة لدينا بريق أمل، حيث تكاتفت عشرات الدول لكسر قبضة داعش المهلكة في العراق وسورية.

وقد كان للقوات المسلحة البريطانية دور نفتخر به في الحملة العسكرية التي حررت ملايين الناس - ويوم السبت أعلنت الحكومة العراقية تحرير كامل أراضيها من داعش.

وخلال زيارتها الناجحة إلى العراق في الشهر الماضي، أعربت رئيسة الوزراء عن شكرها للجنود والجنديات البريطانيين الذين ساعدوا في هزيمة داعش على الأرض.

وفي الأردن، أكدت التزام بريطانيا التام بسلام واستقرار واحد من أقوى حلفائنا في المنطقة.

إلا أن الهزائم التي تكبدها داعش تتصادف مع تصعيد خطير في القتال في اليمن، حيث تتكشف أمامنا الآن واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

وصباح اليوم عدت من أول زيارة لي كوزير للخارجية إلى سلطنة عمان والإمارات وإيران. كان الغرض من جولتي هذه بحث استجابة بريطانيا - دبلوماسيا واقتصاديا - للأزمة في اليمن.

تؤمن الحكومة تماما بأن السبيل الوحيد لإنهاء هذا الصراع المأساوي هو التوصل لحل سياسي.

وجلالة السلطان قابوس، الذي اجتمعت به يوم الجمعة، يتفق معي تماما في هذا الوضع. فقد بحثت مع جلالة السلطان تفاصيل المأساة في اليمن الذي تشترك معه السلطنة بحدود طولها 180 ميلا.

كما اتفقت أنا وجلالة السلطان على أهمية تسوية الخلافات بين قطر وجيرانها، وأسعدني أن أرى المضي قدما في عقد قمة مجلس التعاون الخليجي في الكويت في الأسبوع الماضي.

ومن مسقط توجهت إلى طهران، حيث اجتمعت بكبار المسؤولين، بمن فيهم الرئيس روحاني، ونائب الرئيس صالحي، ووزير الخارجية جواد ظريف.

وقد أثرت بصراحة المواضيع التي يختلف فيها بلدانا من حيث المصلحة والنهج، لكن مع ذلك محادثاتنا كانت بنّاءة. وقد كان آخر فصل في علاقات بريطانيا مع إيران قد فُتح بالتوصل للاتفاق النووي في يوليو 2015.

كما شددت في كل اجتماع حضرته على الأهمية الكبيرة التي تعلقها المملكة المتحدة على الحفاظ على هذا الاتفاق.

فلِكي ينجا الاتفاق النووي، يجب على إيران مواصلة تقييد برنامجها النووي تماشيا مع ما ينص عليه الاتفاق - والوكالة الدولية للطاقة الذرية قد تحققت من التزام إيران حتى الآن - كما يجب على الأطراف الأخرى احترام جانبها من هذا الاتفاق عن طريق مساعدة الشعب الإيراني على التمتع بالفوائد الاقتصادية لمعاودة التواصل مع العالم.

يعلم هذا المجلس بالدور المعرقل الذي تلعبه إيران في أنحاء المنطقة، بما في ذلك في سورية واليمن. ومحادثاتنا بهذا الشأن كانت صريحة وبنّاة، رغم أن ليس بإمكاني أو إمكان نظرائي الإيرانيين زعم أننا توصلنا لاتفاق بشأن كافة المواضيع.

لكي نتمكن من تسوية الصراع في اليمن، يجب على الحوثيين التوقف عن إطلاق صواريخ تجاه السعودية، وبالتأكيد يتذكر المجلس استهداف مطار الملك خالد الدولي في الرياض - وهو المطار السعودي المعادل لمطار هيثرو في لندن - بصاروخ باليستي أُطلق من اليمن في 4 نوفمبر.

وقد ضغطت على نظرائي الإيرانيين لأجل ممارسة نفوذهم لضمان إنهاء هذه الاعتداءات العشوائية الخطيرة.

ومن حيث القضايا الثنائية، بحثت خلال زيارتي الأولى إلى إيران محنة مزدوجي الجنسية المعتقلين خلف القضبان. وقد حثثت على الإفراج عنهم حيثما هناك أسباب إنسانية تستدعي ذلك.

هذه قضية معقدة تتعلق بأشخاص تعتبرهم إيران من مواطنيها - وإنني لا أرغب في بإعطاء آمال زائفة.

لكن اجتماعاتي في طهران كانت مجدية. وبينما أنني لا أعتقد بأن من مصلحة الأشخاص المعنيين أو أحبائهم أن أدلي بتصريحات مستمرة بهذا الشأن، يمكن للمجلس أن يطمئن بأننا سوف نبذل كل الجهود الممكنة لتأمين الإفراج عنهم.

كما أثرت مع السيد ظريف المضايقات التي يتعرض لها الصحفيون العاملون مع القسم الفارسي في هيئة بي بي سي، وعائلاتهم داخل إيران.

وأثرت كذلك موضوع سجل إيران عموما بمجال حقوق الإنسان، بما في ذلك كون عدد من يعدمهم النظام بالنسبة لتعداد سكان إيران يتجاوز تقريبا النسبة في أي بلد آخر في العالم.

لكن علينا أن نكون مستعدين لأن تكون لنا علاقات إيجابية مع إيران حيثما يكون ذلك ممكنا - مثلا بتشجيع التبادلات العلمية والتعليمية والثقافية.

بعد ذلك توجهت إلى أبو ظبي لعقد محادثات يوم أمس مع قيادات الإمارات، مع التركيز على الحرب في اليمن. وقد اتفقنا على ضرورة فتح ميناء الحديدة بالكامل أمام المساعدات الإنسانية والسلع التجارية، حيث هذا الميناء يستقبل أكثر من 80 بالمئة من واردات اليمن.

واتفقنا كذلك على ضرورة إحياء العملية السياسية، مع إدراكنا إلى أن اغتيال الرئيس السابق، علي عبد الله صالح، على يد الحوثيين قد يتسبب في أن يصبح القتال أكثر انقساما.

وبحثنا أفضل السبل للتصدي لخطر إطلاق صواريخ من اليمن، ورحبنا بالتحقيق الذي تجريه الأمم المتحدة بشأن منشأ الصواريخ التي تم إطلاقها.

إن قلقنا حيال المعاناة التي لا توصف في اليمن يجب ألا تعمي أبصارنا عن واقع أن تسوية قتال بهذا الحجم والتعقيد سوف يستغرق وقتا ويتطلب صبرا - والنجاح في ذلك غير مضمون - لكن فرصة تحقيق تقدم ممكنة فقط بالتواصل مع كافة القوى في المنطقة، بما فيها إيران، وفقط بتحريك المجموعة الفريدة من صداقات بريطانيا في الشرق الأوسط.

إنني عازم على المضي قدما في هذه المهمة، مع إدراكي للمأساة الإنسانية في اليمن، وسوف أجتمع مع زملائي الخليجيين والأمريكيين مجددا في أوائل السنة الجديدة.

Updates to this page

تاريخ النشر 11 December 2017