خطاب

كلمة وزير الخارجية في مؤتمر سورية المنعقد في بروكسيل

بوريس جونسون: جميعنا نشعر بالتواضع أمام المساهمات والتضحيات المقدمة من أصدقائنا الذين تحدثوا اليوم، من لبنان ومن الأردن ومن تركيا، الذين يمثلون قدوة أخلاقية للعالم باستعدادهم لاستقبال ملايين اللاجئين.

Read the ‘Foreign Secretary Statement at Syria Conference in Brussels’ article

أتوجه بالشكر لجميع المشاركين باستضافة هذا المؤتمر اليوم، وتحديدا للاتحاد الأوروبي والسبعين دولة ومنظمة دولية الحاضرين هنا اليوم.

اسمحوا لي أن أبدأ بالقول، كما قال الكثير من الزملاء، بأن من المستحيل أن نتجاهل الهجوم المروع باستخدام الغازات السامة الذي وقع يوم أمس. ورغم أننا لسنا متأكدين بعد، هذا الهجوم يحمل كافة بصمات عمل نظام استخدم الأسلحة الكيميائية مرارا وتكرارا ضد شعبه. واليوم ندعو، إلى جانب أصدقائنا الفرنسيين، إلى عقد جلسة طارئة في مجلس الأمن الدولي.

وعلينا أن نقبل بمفارقة عقد هذا المؤتمر اليوم. نحن جميعنا هنا اليوم لمحاولة جمع علاج مؤقت لسورية يبلغ مئات مليارات الجنيهات، بينما هناك حكومات هنا تدعم نظام الأسد الذي يتسبب بالجراح التي تعاني منها سورية، ويتسبب بها باستخدام أسلحة محرمة دوليا منذ قرن مضى. وشعوبنا ترى تلك المفارقة. وترى ما يحدث. وكما قال سيغمار غابرييل بكل حق، لن تقبل بأن تذهب أموالها بأي شكل من الأشكال للمسؤولين عن ارتكاب هذه الجرائم. لكن في نفس الوقت علينا إدراك حجم المعاناة الإنسانية. حين بدأت إراقة الدماء في 2011 كان تعداد الشعب السوري 20 مليون نسمة، وفي السنوات الست الماضية الغالبية العظمى إما قُتلوا أو أجبروا على النزوح. هناك سوري من بين كل اثنين إما قتل أو نزح. وليس هناك أي صراع في العالم مثل هذا الصراع. لهذا السبب فإن ما نفعله هنا اليوم مهم جدا. آمل أن نتمكن من إحراز تقدم ونحقق أكثر مما تحقق في مؤتمر لندن. وبعد إعلان رئيسة الوزراء في الأسبوع الحالي، تكون الحكومة البريطانية قد رصدت 2.5 مليار جنيه استرليني لمساعدة سورية والمنطقة، وبذلك تكون المملكة المتحدة ثاني أكبر مانح بشكل ثنائي للمساعدات الإنسانية منذ 2012.

جميعنا نشعر بالتواضع أمام المساهمات والتضحيات المقدمة من أصدقائنا الذين تحدثوا اليوم، من لبنان ومن الأردن ومن تركيا، الذين يمثلون قدوة أخلاقية للعالم باستعدادهم لاستقبال ملايين اللاجئين. كما استقبلت دول أخرى في المنطقة وخارجها ملايين كثيرة والعديد من الفارين من المأساة في سورية، وعلينا العمل معا للمساعدة في توفير التعليم وفرص العمل للاجئين كي يتمكنوا من المساهمة في اقتصادات الدول التي تستضيفهم، وإعالة أنفسهم في سورية تنعم بالسلام في نهاية المطاف.

وكي يحدث ذلك، سورية بحاجة لتسوية سياسية تشمل عملية انتقال حقيقية إلى حكومة جديدة، ومهمة إعادة إعمار سورية لا يمكن أن تبدأ قبل انطلاق عملية انتقال حقيقية. نريد أن نرى وقف إطلاق النار حقا، ونريد إدراك أن المحادثات بقيادة الأمم المتحدة تمثل أكثر السبل المؤكدة تجاه السلام، ونحن نؤيد بشدة جهود ستيفان دي ميستورا، بما فيها محادثات جنيف التي انطلقت الأسبوع الماضي.

لكن بينما نحن جالسون هنا في بروكسيل، مازال النظام يمنع الأمم المتحدة من إيصال المساعدات لملايين السوريين، ويحاصر ما يفوق 475,000 شخص بهدف تجويعهم وإرغامهم على الرضوخ. حيث لم يسمح بعبور ولا حتى قافلة واحدة من قوافل الأمم المتحدة إلى شرق الغوطة، وهي منطقة يعيش فيها 400,000 شخص، منذ 29 أكتوبر/تشرين الأول من السنة الماضية. بينما توجد على مقربة منها مخازن الأمم المتحدة التي فيها مواد غذائية وإمدادات طبية.

علينا، مجتمعين، أن نوضح اشمئزازنا من التكتيك الذي يتبناه النظام: الجوع أو الاستسلام. وعلينا تذكير كافة الأطراف بالتزاماتهم التي نصت عليها قرارات عديدة صدرت عن مجلس الأمن بشأن السماح بدخول المساعدات للمحتاجين إليها، أينما كانوا.

إن الشعب السوري اليوم يدفع ثمن فشلنا الجماعي باتخاذ إجراء على مدى السنوات الخمس الماضية والقرارات التي اتخذناها. ليس باستطاعتنا الآن محو تلك الأخطاء، لكن علينا العمل معا لأجل تخفيف المعاناة، ومساعدة الدول المجاورة لسورية، وإعداد سورية للوقت الذي يعود فيه السلام إليها، وذلك لأجل الأجيال القادمة من السوريين، وكذلك لأجل العالم أجمع.

Foreign Secretary Statement at Syria Conference

تاريخ النشر 5 April 2017