خطاب

تمديد تفويض آلية إدخال المساعدات عبر الحدود في سورية لمدة 12 شهراً واجب أخلاقي وإنساني

كلمة السفيرة باربرا وودوورد في اجتماع مجلس الأمن الدولي بشأن سورية شددت فيها على أهمية وصول المساعدات الإنسانية الأكيد والمستدام إلى 4.1 مليون شخص في شمال غرب سورية.

Ambassador Barbara Woodward speaks at UN Security Council

شكراً لك السيد الرئيس، والشكر موصولٌ لنائبة المبعوث الخاص السيدة رُشدي، ولوكيل الأمين العام السيد غريفيثس، على إحاطتيهما القيمتين.

الزملاء، كما سمعنا، فقد وصلت الاحتياجات في سورية إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق. ومع استمرار الصراع الدائر منذ 12 عاماً، فإن المملكة المتحدة مستمرة في الاستجابة للاحتياجات الإنسانية. إن تعهدنا في بروكسل بتقديم مبلغ 190 مليون دولار يرفع إجمالي مساعداتنا إلى أكثر من 4.8 مليار دولار حتى يومنا هذا.

وفي العام الماضي، شمل ذلك أيضاً 64 مليون دولار للتعافي المبكر، بما في ذلك ترميم مرافق الري وعقد، دورات التدريب الزراعي، والتأهيل المهني، وتقديم مِنح لمؤسسات الأعمال. ذلك شمل 495 مشروعَ إنعاشٍ مبكر في جميع محافظات سورية الأربع عشرة.

وإنني أتطلع إلى إعلان روسيا مساهمتها في الوقت المحدّد، بعد الإعلان الأخير عن أن روسيا تنفق ملياري دولار سنوياً على مجموعة فاغنر.

ومع استمرار هذا الصراع الممتد منذ 12 عاما، نرى أن هناك ثلاث طرق يمكن لهذا المجلس الاستجابة من خلالها لدعم الشعب السوري.

أولاً، وكما سمعنا، نحتاج إلى وصول المساعدات الإنسانية الأكيد والمستدام إلى 4.1 مليون شخص في شمال غرب سورية.

عندما زرتُ منطقة الحدود التركية-السورية في وقت سابق من هذا الشهر، سمعت من العاملين في المجال الإنساني في الخطوط الأمامية، ومن موظفي الأمم المتحدة ونشطاء المنظمات غير الحكومية والسلطات المحلية، الشكوى ذاتها وهي أنهم بحاجة إلى مزيد من سُبل الوصول إلى المحتاجين ولفترات أطول من الوقت. إننا نرحب بالتقدم المتمثل بعبور قافلة للخط الأمامي الأسبوع الماضي – وهي المرة الأولى منذ شهر يناير/كانون الثاني - ولكن لا شيء يمكن أن يحل محل نطاق وحجم عملية دخول المساعدات عبر الحدود التي لا غنى عنها. ولقد شهدتُ هذا بنفسي. فقد عبرتْ الحدود 60 شاحنة محمّلةً بالإمدادات المنقذة للحياة في يوم زيارتي وحده.

وكما ذكّرنا وكيل الأمين العام غريفيثس، قال الأمين العام مراراً وتكراراً أن تمديد تفويض مجلس الأمن لآلية دخول المساعدات عبر الحدود لمدة 12 شهراً على الأقل هو “واجب أخلاقي وإنساني”، كما أكد بأن جميع المعابر الثلاثة، في باب الهوى وباب السلام والراعي، “ضرورية” لاستجابة فعالة من جانب الأمم المتحدة. وقد أعربت الأمم المتحدة مرارا وتكرارا عن أهمية ما يوفره تفويض مجلس الأمن من يقين وثبات – بما في ذلك للمانحين. لهذا السبب نضم صوتنا إلى الدعوات الموجهة إلى هذا المجلس لتمديد وتوسيع نطاق تفويض إدخال المساعدات عبر الحدود قبل 10 يوليو.

ولنكن واضحين، فهذا ليس موقفا متعنتا، إنه موقف إنساني. ثانياً، يجب أن تتوقف الهجمات على السوريين الأبرياء، ويجب وقف إطلاق النار في جميع أنحاء البلاد.

إن الغارات الجوية العشوائية على سوق الخضار في إدلب هذا الأسبوع، والتي أكدت السلطات السورية ضلوع روسيا فيها، تسبّبت في مقتل 9 مدنيين وإصابة آخرين كثيرين.

إننا نبعث بتعازينا لأسرهم، ومواساتنا وتمنياتنا الصادقة للمصابين.

إن ما حدث يدل على تجاهل تام لسلامة الشعب السوري. وندعو جميع الأطراف إلى الالتزام بالقانون الدولي الإنساني وحماية السكان المدنيين.

وفي الختام، السيد الرئيس والزملاء، نعلم أن السلام المستدام والشامل هو فقط الذي يمكن أن ينهي معاناة الشعب السوري ويحقق الاستقرار في المنطقة.

وقرار مجلس الأمن 2254 هو إطار العمل لتحقيق ذلك. ونحن نرحب بكل الجهود التي تساهم في الوفاء بما وعد به.

إننا ندعو النظام إلى الانخراط بشكل هادف في هذه العملية لتحقيق سلام دائم في سورية.

وكما قالت نائبة المبعوث الخاص نجاة رشدي، “دبلوماسية حقيقية وحلول حقيقية”.

تاريخ النشر 29 June 2023