خطاب

تجديد الاتفاق في يناير القادم سيكون ضروريا لتلبية الاحتياجات الإنسانية للشعب السوري

مداخلة السفير جيمس كاريوكي خلال جلسة إحاطة في مجلس الأمن بشأن سورية تحدث فيها عن حالة عدم اليقين التي تسبب بها خفض تفويض الأمم المتحدة لإدخال المساعدات عبر الحدود من 12 شهرا إلى 6 شهور.

James Kariuki

شكرا السيد الرئيس.

كذلك أتوجه بالشكر للمبعوث الخاص غيير بيدرسون ومساعد الأمين العام ميوسا لما قدماه من إحاطات مثيرة للقلق.

اسمحوا لي أن أضم صوتي لأصوات الأخرين للترحيب بزميلنا الإيرلندي الجديد في المجلس، السفير فيرغل ميثن.

إن المملكة المتحدة مستمرة في وقوفها إلى جانب الشعب السوري في رغبته بالوصول إلى حل مستدام للصراع السوري. وكما قلنا في مرات عديدة، السبيل الوحيد لتحقيق ذلك هو التطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي 2254. ذلك يشمل: وقف إطلاق النار في جميع أنحاء البلاد؛ والسماح بدخول المساعدات دون عراقيل؛ والإفراج عن المعتقلين قسريّاً؛ وتوفير الظروف المناسبة للعودة الطوعية للاجئين بأمان وكرامة؛ وإجراء انتخابات حرة ونزيهة بموجب دستور جديد.

والجهود المتواصلة التي يبذلها المبعوث الخاص بيدرسون لتطبيق القرار 2254 تحظى بدعمنا التام.

من المخيب للأمل استمرار النظام السوري في عرقلة المحادثات بشأن الإصلاح السياسي والدستوري. كما يخيب أملنا أن روسيا استغلت تداعيات عدوانها في أوكرانيا كذريعة لتقويض إحراز تقدم سياسي في سورية، وذلك بالتشديد على أن محادثات اللجنة الدستورية بقيادة ومبادرة السوريين يجب ألا تُجرى بعد الآن في جنيف.

وبينما يواصل النظام السوري الفشل في مسؤوليته بأن يحترم الحقوق الأساسية للسوريين، وتلبية احتياجاتهم، أو المشاركة في العملية السياسية، فإن الوضع الإنساني في سورية مستمر في التدهور.

حيث يحتاج حاليا 14.6 مليون سوري لمساعدات إنسانية – أي أكثر من 67% من السكان، و12 مليون يواجهون انعدام الأمن الغذائي بشكل حاد هذه السنة. تدرك المملكة المتحدة بأن التعافي المبكر ضروري لمعالجة الاحتياجات الإنسانية. وهذا ينعكس فيما نقدمه من دعم. حيث التمويل الذي نقدمه قد ساعد في إعادة تأهيل شبكات المياه، وتوفير تدريب زراعي، ومساهمات لرعاية الماشية والإنتاج الزراعي، وتدريب لموظفين ومنح لشركات صغيرة للمساعدة في توفير فرص العمل.

لكن المساعدات الإنسانية، وخاصة إدخال المساعدات عبر الحدود، تظل شريان حياة للملايين. ومن خلال خفض تفويض الأمم المتحدة من 12 شهرا إلى 6 شهور، تسبب القرار 2642 بحالة من عدم اليقين للأمم المتحدة وشركائها، الأمر الذي انعكس على العمليات الإنسانية وبرامج التعافي المبكر، وهي أولوية تشاركنا بها روسيا صراحة، إلى جانب أعضاء المجلس الآخرين.

وبالتالي فإننا ندعو جميع أعضاء مجلس الأمن للعمل معا لأجل ضمان تجديد التفويض في شهر يناير القادم لتلبية الاحتياجات الحيوية للشعب السوري. حيث إن التسبب بمزيد من عدم اليقين، أو قطع شريان الحياة هذا في وسط الشتاء، سيكون له أثر كارثي على ملايين الناس.

تاريخ النشر 29 August 2022