قصة إخبارية

جستين غريننغ: يجب ألا يفوت التعليم أي طفل سوري

وزيرة التنمية الدولية تدعو قادة العالم لتغيير حياة جيل من الأطفال السوريين.

Justine Greening calls on world leaders to increase funding for education for Syrian children. Picture: Russell Watkins/DFID

Justine Greening calls on world leaders to increase funding for education for Syrian children. Picture: Russell Watkins/DFID

عشية انعقاد مؤتمر مساعدة سورية والمنطقة في لندن هذا الأسبوع، تدعو وزيرة التنمية الدولية، جستين غريننغ، قادة العالم لانتهاز هذه الفرصة لتغيير حياة جيل من الأطفال الذين تضرروا نتيجة الصراع.

نحو نصف 1.4 مليون من الأطفال السوريين اللاجئين لا تتوفر لهم فرصة التعليم. وفي داخل سورية التحدي أكبر من ذلك بكثير، حيث هناك 2.1 مليون طفل لا تتوفر لهم فرصة التعليم.

وعدم توفر التعليم للأطفال يحرمهم من اكتساب المهارات التي يحتاجونها للمنافسة في سوق العمل غدا، ويزيد خطر لجوء العائلات لاستراتيجية التأقلم السلبي - كالزواج المبكر وتكليف الأطفال بالعمل، ويترك صغار السن عرضة للجنوح إلى الردكلة والتطرف.

إن طموح مؤتمر سورية بسيط: عدم ضياع جيل نتيجة للأزمة. ولا أحد يختلف مع هذا الهدف، لكن هنالك حاجة عاجلة لمزيد من الأموال لتحويل هذا الطموح إلى واقع.

قالت جستين غريننغ:

سيكون مؤتمر سورية فرصة تاريخية لقادة العالم لإحداث تغيير حقيقي ودائم في حياة ملايين الأطفال المتضررين من الأزمة السورية.

يجب ألا يفوت التعليم أي طفل بسبب الأزمة. فهؤلاء أطفال باستطاعتهم العودة يوما لإعادة بناء سورية إن كان العالم على استعداد للاستثمار بهم اليوم.

وقد أعادت المملكة المتحدة بالفعل ربع مليون طفل إلى مقاعد الدراسة وهم يتلقون تعليمهم الآن. إن كان باستطاعة دول أخرى الانضمام لجهودنا، فباستطاعتنا معا تحقيق هدف هذا المؤتمر لإعادة كافة الأطفال السوريين اللاجئين إلى مقاعد الدراسة بحلول نهاية السنة الدراسية الحالية.

إن المساعدات الإنسانية المقدمة من المملكة المتحدة ومانحين آخرين هي بمثابة الفرق بين الحياة والموت بالنسبة للكثيرين، لكن هناك حاجة لمزيد من الطرق المبتكرة لتمويل التعليم على الأجل الأطول، إلى جانب العمل مع القطاع الخاص. ذلك يمكن أن يشمل:

  • توسيع وتحديث المدارس، إلى جانب توفير المواصلات وغيرها من البنية التحتية الحيوية
  • التمويل لتدريب ودفع رواتب مزيد من المعلمين، إلى جانب توفير الكتب المدرسية وغيرها من لوازم التعليم
  • توسيع التعليم غير الرسمي أو البديل لمن هم ليسوا قادرين على الحصول على التعليم الرسمي في المدارس
  • توسيع تعليم الطفولة المبكرة ليحصل الأطفال على تعليم جيد كي يندمجوا اجتماعيا منذ سن مبكرة ويكونوا مستعدين للتعليم الرسمي في المدارس
  • ضمان أن يحقق كل طفل إمكاناته الكامنة بغض النظر عن الجنس أو الجنسية أو القدرة الجسدية
  • الطلب من المدارس أن توفر بيئة آمنة ومتسامحة ومتاحة لجميع الأطفال من كافة المجتمعات

كما يعاني الكثير من الأطفال من آثار سلبية جسدية ونفسية طويلة الأمد نتيجة الأزمة. وبكل بساطة، لن يكون لسورية مستقبل إن أهمل المجتمع الدولي الأطفال السوريين ولم يوقف هذه الآثار المدمرة.

بحلول نهاية شهر يونيو (حزيران) 2015، ساهمت المساعدات البريطانية المقدمة داخل سورية وفي المنطقة في تعليم أكثر من ربع مليون طفل. ففي لبنان، على سبيل المثال، يطبق نظام “النوبة المضاعفة” المبتكر، ما يعني أن باستطاعة عدد أكبر من الأطفال العودة إلى مقاعد الدراسة رغم قلة عدد المدارس. كما تعمل بريطانيا مع الحكومتين الأردنية واللبنانية لتمويل توفير مقاعد للدراسة في المدارس الرسمية والتعليم غير الرسمي، وتوفير الكتب الدراسية ولوازم التعليم، إلى جانب ضمان توفير الرعاية النفسية للأطفال الذين عاشوا صدمات نفسية شديدة.

لقد رصدت المملكة المتحدة أكثر من 1.1 مليار جنيه استرليني، وتلك هي أكبر استجابة إنسانية على الإطلاق لأزمة إنسانية واحدة. وهي ثاني أكبر دولة مانحة بشكل ثنائي بعد الولايات المتحدة. وفي الأردن، تعمل المملكة المتحدة مع الحكومة الأردنية والولايات المتحدة لتنفيذ برنامج وطني كبير لتحسين جودة التعليم في المدارس الحكومية لكل من الأطفال الأردنيين والسوريين. ومن شأن مبلغ 15 مليون جنيه المقدم من وزارة التنمية الدولية البريطانية، إلى جانب ما تقدمه الولايات المتحدة، أن يساعد في تحسين التعليم لأكثر من 400,000 طفل في 3,000 مدرسة.

وإضافة إلى ذلك، تساند وزارة التنمية الدولية البريطانية برنامج اليونيسيف المبتكر في الأردن “مكاني” للوصول للأطفال الأكثر حاجة للمساعدة الذين هم خارج التعليم والذين يعملون بتوفير التعليم غير الرسمي والرعاية النفسية لهم. كما أن برنامج التعليم الذي ترعاه وزارة التنمية الدولية في الأردن يساهم في تدريب المعلمين في المدارس المشاركة بالبرنامج بمجال تقديم الرعاية النفسية للأطفال السوريين اللاجئين الذين واجهوا صدمات نفسية. ويجري تدريب المعلمين كذلك على الانتباه لأي مؤشرات توحي بالحاجة إلى إحالة الطفل المعني إلى السلطات.

لقد رصدت المملكة المتحدة 80 مليون جنيه استرليني لمساعدة لبنان على مدى 5 سنوات، وهي تعمل في شراكة وثيقة مع وزارة التعليم اللبنانية واليونيسيف والبنك الدولي، بمجال السياسات والبرامج على حد سواء، ما حقق نتائج هائلة: حيث يوجد الآن 200,000 طفل سوري في التعليم الرسمي في السنة الحالية. وتعمل المملكة المتحدة أيضا بالشراكة مع البنك الدولي لتقوية نظام المدارس الحكومية، ومع اليونيسيف لتوفير تعليم غير رسمي لأكثر الأطفال حاجة للمساعدة ممن هم خارج التعليم، إلى جانب توفير التدريب المهني والمهارات للشباب.

تاريخ النشر 31 January 2016