خطاب

"لن نتوقف أبدا في جهودنا لوقف استخدام الأسلحة الكيميائية"

مداخلة المندوب البريطاني الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير ماثيو رايكروفت، بعد التصويت في مجلس الأمن بشأن الأسلحة الكيميائية في سورية.

Sir Matthew Rycroft KCMG CBE

في الشهر الماضي شعرت بخيبة أمل بسبب عرقلة روسيا لتمديد تكليف آلية التحقيق المشتركة. ويوم أمس شعرت بخيبة أمل شديدة لأن، حتى بعد بذل جهود مكثفة بهدف التوصل لاتفاق، استخدمت روسيا الفيتو مجددا ضد محاولة أخرى معقولة لتجديد تكليف هذه الآلية. هذا الفيتو حطم أملي بشدة في تحديد المسؤولين عن استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية ومحاسبتهم.

لكنني الآن بكل صراحة مصدوم للغاية لرفض روسيا للاقتراح المعقول جدا الذي قدمته اليابان للطلب من الأمين العام والمدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية النظر في هيكلية وطريقة عمل آلية التحقيق المشتركة. هذا الفيتو الثالث في غضون شهر واحد يكشف بوضوح، إن لم يكن بديهيا بالفعل، عزم روسيا على حماية حليفها السوري، ومهما تسبب ذلك من ضرر على حظر استخدام الأسلحة الكيميائية، وعلى النظام العالمي ككل القائم على القواعد، وعلى سمعة روسيا نفسها.

لقد وافق هذا المجلس بالإجماع على تشكيل آلية التحقيق المشتركة باعتبارها أنسب آلية للتحقيق في مزاعم استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية. وقد حققت هذه الآلية منذ تأسيسها العديد من النجاحات. وأبدى أعضاؤها الخبراء المتمرسون حيادية تامة في عملهم. وأجرت الآلية تحقيقاتها بكل احتراف وكفاية ودقة. وتوصلت إلى أن النظام السوري مسؤول عن الاستخدام الصارخ والمتكرر للأسلحة الكيميائية ضد شعبه، وبشكل متهور ومميت على نحو متزايد. كما توصلت الآلية إلى أن داعش مسؤول عن استخدام أسلحة كيميائية في سورية. إن الفشل في تجديد تكليف آلية التحقيق المشتركة يعني الفشل في كشف الحقيقة وراء تصرفات كل من استخدموا أسلحة كيميائية في سورية.

إن أولئك من بيننا الملتزمين بصيانة النظام العالم لن يتوقفوا عن الجهود المبذولة لوقف استخدام الأسلحة الكيميائية، وتحديد المسؤولين عن استخدام هذه الأسلحة البغيضة ومحاسبتهم. سوف نواصل عملنا، ليس فقط لتحقيق العدالة لمن عانوا بسبب استخدام هذه الأسلحة الفظيعة، بل كذلك لردع من يفكرون باستخدامها مستقبلا.

تاريخ النشر 18 November 2017