خطاب

أهيب بكل المعنيين تسهيل وصول المساعدات الإنسانية في سورية

مداخلة وزير شؤون الشرق الأوسط أليستر بيرت خلال الاجتماع الوزاري لمجموعة أصدقاء الشعب السوري

تم نشره بموجب 2010 to 2015 Conservative and Liberal Democrat coalition government
The Rt Hon Alistair Burt

أرحب بمبادرة زميلي وزير الخارجية فابيوس باستضافة هذا الاجتماع المهم هنا اليوم، وإتاحة الفرصة لرئيس الائتلاف الوطني أحمد الجربا لشرح رؤيته لسورية الجديدة.

لقد اجتمعنا أنا ووزير الخارجية (ويليام هيغ) بالائتلاف في لندن بوقت سابق من الشهر الحالي، ومرة أخرى هنا في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأكدنا تماما دعمنا السياسي والعملي لهم في هذين الاجتماعين وأعاود الآن تأكيد دعمنا مجددا.

أود أن أشير إلى ثلاث نقاط موجزة:

أولا، التوصل لحل سياسي يفضي لعملية ديموقراطية يكون لكافة السوريين دور فيها لا يمكن أن يتحقق بدون وجود معارضة معتدلة. فرؤية المعارضة لأجل أن تكون سورية لكافة السوريين، وبمشاركة كاملة وبالمساواة بين كافة أطياف المجتمع السوري وبحماية القانون هي الرؤية الصحيحة. وعلينا جميعا أن نتكاتف لضمان تقديم كل المساعدة التي يحتاجها من يكافحون لأجل أن تصبح هذه الرؤية واقعا على الأرض بمواجهة الهجمات من النظام والتهديد من الجماعات الإرهابية المتطرفة.

لقد علق الشعب السوري ما بين مطرقة نظام وحشي من جهة وسندان المتطرفين من جهة أخرى. وإنه لمن الإساءة والإهانة حقا لنا جميعا هنا، والأهم إنها إساءة وإهانة للشعب السوري، الخروج بفكرة مقارنة نظام يحفظ الاستقرار من جهة ومتطرفين وإرهابيين من الجهة الأخرى. من الضروري أن نؤيد بكل وضوح المعارضة المعتدلة التي هي أمامنا اليوم.

ثانيا، كما أنه من الضروري أن يعمل المجتمع الدولي على ضمان تدمير ترسانة سورية من الأسلحة الكيميائية سريعا. ولابد من وجود عواقب قوية متفق عليها دوليا في حال عدم التزام سورية بذلك.

إن استخدام الأسلحة الكيميائية جريمة حرب. ولابد من محاسبة المسؤولين عن هذه الاعتداءات.

لكن كما قال معالي الرئيس، يجب ألا يعتقد أحد بأن التركيز مؤخرا على الأسلحة الكيميائية يعني بأننا نسينا المعاناة الفظيعة التي يبتلي بها الأسد شعبه بالوسائل التقليدية، أو الحاجة العاجلة للتوصل لحل سياسي لإنهاء الصراع. بل علينا انتهاز هذا التقدم الدبلوماسي الحاصل لتحديد تاريخ لاجتماع جنيف 2 ولدعم المعارضة لتهيئة الظروف لأجل الخروج بنتيجة ناجحة.

وبالتالي فإنني أرحب بالضمانات التي قدمها الرئيس الجربا برسالته لمجلس الأمن في 19 سبتمبر، والتي يؤكد بموجبها التزام الائتلاف الوطني بحضور اجتماع جنيف 2، وإدانته لاستخدام الأسلحة الكيميائية ومطالبته بتخلص سورية منها.

وأخيرا، الشعب السوري بحاجة عاجلة للمزيد من المساعدات الإنسانية، لكن الأموال في حملة الأمم المتحدة للإغاثة بشأن سورية في العام الحالي أقل من المطلوب، والمنظمات الإنسانية غير قادرة على الوصول إلى الكثير من المواطنين الذين بحاجة للمساعدة. ستواصل المملكة المتحدة قيادة الجهود الدولية لمواجهة الاحتياجات الإنسانية على الأرض. كما أن علينا جميعا الاهتمام بحالة التعاطف والإحباط بالدول التي تستضيف اللاجئين، وإدراك تأثير هذا الكابوس المتواصل عليهم وعلى شعوبهم.

لقد أعلنا يوم أمس عن تقديم مبلغ إضافي قدره 100 مليون جنيه استرليني كمساهمة من بريطانيا لحملة الإغاثة في الأمم المتحدة. وبذلك نكون قد قدمنا أكثر من 500 مليون جنيه استرليني من المساعدات الإنسانية حتى الآن. وهذه أكبر مساهمة على الإطلاق نقدمها لمعالجة مثل هذا الوضع. ويوم الثلاثاء استضفنا اجتماعا مع الشركاء ووكالات الأمم المتحدة لمناقشة ما الذي مازلنا بحاجة لعمله، ويوم أمس شارك الاتحاد الأوروبي والأردن باستضافة اجتماع ركز على تسهيل وصول المساعدات والتمويل.

نتوقع أن يتم تخصيص ما يصل إلى مليار دولار إضافي خلال الأسبوع الجاري. واسمحوا لي أن أحثكم على النظر بما يمكنكم تقديمه علاوة على ذلك للمساهمة بحملة الإغاثة. كما أننا بحاجة لتكثيف حث الآخرين على فعل المزيد، إلى جانب تركيز الجهود الدولية بعقد اجتماع تستضيفه الأمم المتحدة بأسرع وقت بشأن تخصيص المساعدات.

كما أننا نهيب بكم ممارسة الضغوط على كافة المعنيين لتسهيل دخول المساعدات داخل سورية، بما في ذلك بتأييد بيان قوي من رئاسة مجلس الأمن حول تسهيل دخولها المساعدات.

المملكة المتحدة ستواصل قيادة الجهود الدولية لوضع نهاية لمعاناة الشعب السوري.

تاريخ النشر 27 September 2013