تقرير الشركة

ليبيا - دولة مثيرة للقلق: آخر تحديث في 31 ديسمبر 2014

تاريخ التحديث 21 January 2015

تم نشره بموجب 2010 to 2015 Conservative and Liberal Democrat coalition government

أي أحداث تقع بعد 31 ديسمبر 2014 سيشار إليها في تقارير لاحقة.

شهدت أوضاع حقوق الإنسان في ليبيا تراجعا خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة. ويرجع ذلك إلى القتال المستمر في أنحاء البلاد وإلى الوضع السياسي المتفاقم سوءاً.

في 23 ديسمبر، نشرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، بالتعاون مع مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، تحديثاً فصليا للمسائل المثيرة للقلق فيما يتعلق بحقوق الإنسان والقانون الإنساني في ليبيا. وقد ألقى التقرير الضوء على حقيقة أن ما تتعرّض له حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي من انتهاكات وإساءات إنما هو نتيجة العنف بين الجماعات المسلّحة، وذلك يشمل سقوط مئات القتلى ونزوحا جماعيا وأزمة إنسانية في العديد من المناطق.

ووفق تقديرات الأمم المتحدة هناك 120,000 اضطروا للنزوح داخل البلاد في غرب ليبيا في الرّبع الأخير من السنة، وبالتالي عانوا من نقصٍ في العناية الطبية ومن شُحّ بالمواد الغذائية. هذا إضافة إلى مقتل عدد من الأشخاص وإصابة آخرين بجراح. ورغم صعوبة التحقق من صحّة الأرقام، إلا أن الأمم المتحدة تعتقد بأن 1,000 شخصٍ قتلوا وأصيب 500 أثناء احتدام القتال في ورشفانه، كما قُتل 170 شخصا آخر في القتال الذي دار في جبال نفوسة. هذا إلى جانب سقوط عدد من القتلى نتيجة القصف العشوائي من الجانبين، بما في ذلك القصف الجوي.

وفي شرق البلاد، استمرَّ القتال الضاري في بنغازي بين قوات الجيش الوطني الليبي وتحالف مجلس شورى ثوار بنغازي. ويفيد تقرير للأمم المتحدة بأن 450 شخصا تقريبا قد قُتلوا في الفترة ما بين منتصف أكتوبر وحتى منتصف ديسمبر نتيجة للمعارك. كما تلقّت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا تقارير حول قيام الطرفيْن بعمليات قصف عشوائي، وكذلك ضربات جوية شنها سلاح الجو في سياق عملية الكرامة (نفّذتها القوات الموالية للواء حفتر ضد الجماعات الإسلامية المسلحة في بنغازي). وأدى القتال الضاري إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية وتسبَّب في نقص الغذاء والماء. ولحقت أضرار بعدد من المستشفيات أثناء القتال الذي تخلّله قصف بالصواريخ، وتحدث عدد من العاملين في مرافق طبية مختلفة في بنغازي عن تلقيهم لتهديدات ضدهم. وتحدثت التقارير أيضا عن وقوع عدد من حالات قطع الرؤوس في درنة، واغتيالات وعمليات اختطاف وقتل عنيفة لعدد من المصريين المسيحيين الأقباط في سرت.

وفي الجنوب، أفادت الأمم المتحدة بأن قتالاً بين جماعات مسلحة من الطوارق والتبو، وبخاصة في أوباري منذ شهر أكتوبر، قد تسبّب في مقتل 140 شخصا.

وأشار التقرير الفصلي للأمم المتحدة إلى ارتفاع عدد الاعتداءات الموجهة، واغتيال واختطاف نشطاء حقوق الإنسان، والعاملين في منابر الإعلام والنشر، وشخصيات عامة أخرى في طرابلس. واشتملت الاعتداءات على مهاجمة دور ومنشآت الإعلام. وقد بات الكثير من الليبيين يخشون التعبير عن آرائهم تحسّبا من خطر الانتقامات العنيفة. وفي 14 أكتوبر نشرت منظمة العفو الدولية تقريراً حول انتهاكات الميليشيات أبرزت فيه ارتفاعا بعدد حالات اختطاف المدنيين. وورد في تقرير المركز الليبي لحرية الصحافة أن عام 2014 كان أسوء الأعوام بالنسبة لحرية الصحافة في ليبيا. أما منظمة مراسلون بلا حدود فقد صنفت شرق ليبيا كواحد من بين أخطر خمسة مناطق في العالم بالنسبة للصحفيين.

تظل مراكز الاحتجاز ومعاملة المحتجزين في ليبيا مصدراً للقلق، لا سيما منها مراكز احتجاز المهاجرين. ومازالت مراكز الاحتجاز تعاني من رداءة الصرف الصحي والازدحام ونقص المواد الطبية. ومازال عدد من مراكز الاحتجاز خارج سيطرة الحكومة، ومن بينها سجون مؤقتة تنفرد الميليشيات بإدارتها. وطرأت كذلك زيادة على عدد الأشخاص الذين يُخطفون بهدف مبادلتهم مع سجناء لدى ميليشيات أخرى: وقد شكا العديد من المحتجزين من سوء المعاملة والتعذيب أثناء وجودهم في مراكز الحجز غير القانوني. وفي بعض المناطق، مثل درنة وبنغازي، شهد نظام الاحتجاز انهياراً تاماً. حيث لا يتوفر الأمن للقضاة والمدَّعين العامين والشرطة القضائية في ظل انتشار ظاهرة الاغتيالات والترهيب والاختطاف، وخاصة فيما يتعلّق بالمحتجزين الذين لهم صلة بالصراع.

ويعمل مبعوث المملكة المتحدة الخاص، جوناثان باول، بشكل وثيق مع الأمم المتحدة للمساعدة في إيجاد تسوية سياسية والتوصل لوقف النار. وتعتبر هذه أولوية لدى المملكة المتحدة.

ولم يكن هناك بدٌ من خفض برنامج عمل المملكة المتحدة في ليبيا انعكاساً للمتغيرات على الأرض. إلا إننا نواصل إدارة أو دعم عدد من البرامج التي تساهم في تحقيق غايات حقوق الإنسان:

  • دعم إزالة الألغام لأغراض إنسانية في سبها؛
  • دعم مشروعين إعلاميين في ليبيا للمساعدة في معالجة التراجع في جودة وتوازن وموضوعية التقارير الصحفية حول الأحداث في ليبيا:
    • مشروع “أخبار للجميع” من ميديا آكشن بهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) لتنظيم دورات تدريب حول فن التحرير والإنتاج للعاملين في منابر الإعلام المختلفة في ليبيا، إلى جانب بث خدمة إخبارية يومية على الإنترنت باللغة العربية لتقديم عرض إخباري منتظم لليبيا، والتخطيط لإنتاج عدد من البرامج الإخبارية وبرامج المقابلات الصحفية وذلك لإطلاع الليبيين بشكل أفضل على ما يجري في الوطن؛
    • مشروع “الميدان لمختبرات التدريب الإعلامي” الذي يديره معهد صحافة الحرب والسلام ساهم في تأسيس مختبرين للتدريب الإعلامي في الجامعات الليبية، ويواصل العمل حاليا، إلى جانب ميديا آكشن التابعة لهيئة بي بي سي، مع الصحفيين الليبيين المتمرنين لنشر المواد الإخبارية الجديدة عبر عدد من المحطات الإذاعية في ليبيا.

وتكمن أهمية المشروعين في أنهما يعملان مع، ومن خلال، متدربين ومتمرنين لضمان استدامة نتائج المشروعين بأكبر قدر ممكن؛

  • دعم منظمة “لا سلام من غير عدالة” غير الحكومية بعمليات العدل الانتقالي في ليبيا، بما في ذلك ما تعلق منها بمحاكمات شخصيات بارزة من نظام القذافي؛ وتوفير الدعم لمنظمات المجتمع المدني في مجال دفاعها عن العدالة الانتقالية وتعاملاتها مع المحكمة الجنائية الدولية؛ ورصد وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان في ليبيا؛
  • دعم منظمة دان تشيرتش إيد غير الحكومية في مجال مساعدة المنظمات النسائية في المجتمع المدني للدفاع عن حقوق المرأة في عملية صياغة الدستور الليبي وعملية الحوار الوطني والمصالحة.

في 10 ديسمبر احتفلت المملكة المتحدة باليوم الدولي لحقوق الإنسان وأطلقت حملة عبر الإنترنت لاقت رواجا دعت فيها إلى احترام الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وقد شاهد الفيديو ما يفوق 700,000 شخص.

السفارة البريطانية مغلقة مؤقتا نظرا للأزمة الأمنية والسياسية. وقد أسست مكتبا مؤقتا لها في تونس. كما أن معظم السفارات الدولية الأخرى نقلت مكاتبها.