قصة إخبارية عالمية

فرانك بيكر: اتفاقية التعاون الأمنية مع الكويت تحميها من الإرهاب

قال السفير البريطاني لدى الكويت بأن لدى الكويت ’تاريخ طويل من المشاركة السياسية ومثال قوي لديمقراطية جذورها عميقة‘

تم نشره بموجب 2010 to 2015 Conservative and Liberal Democrat coalition government
Frank Baker, UK Ambassador to Kuwait

Frank Baker, UK Ambassador to Kuwait

فيما يلي نص المقابلة الصحفي مع السفير البريطاني لدى الكويت، فرانك بيكر:

أنت الآن سفير لبريطانيا في الكويت منذ 3 أعوام، ما التطورات التي شهدتها العلاقات الكويتية البريطانية في هذه الفترة، وكيف ترى مستقبل الكويت ودور المملكة المتحدة فيه؟

بالنسبة للعلاقات الثنائية، شهدت السنوات الثلاث الماضية تحولا كبيرا. فمجموعة الزيارات والفعاليات التي أقمناها معا، بداية باحتفالات 50/20 وتتويجا بزيارة الدولة التي قام بها الأمير إلى لندن العام الماضي، قد نشطت العلاقات بطريقة لا يمكن أن تكون إلا ايجابية لكلا بلدينا.

ورغم كل ما نسمعه من أنباء متشائمة عن مستقبل الكويت، سواء اقتصاديا أو سياسيا، فأنا ما زلت متفائلا بشدة. فالكويت تواجه تحديات مثل أي بلد، ولكن لديها الكثير في صالحها - تاريخ طويل من المشاركة السياسية ومثال قوي لديمقراطية جذورها عميقة، وجيل جديد من الكويتيين المتعلمين تعليما عاليا والقادرين على تشكيل مستقبل بلدهم، والثروة التي لديهم لتمكنهم من فعل ذلك.

قام سمو أمير الكويت بزيارة دولة إلى المملكة المتحدة في شهر نوفمبر 2012. ما هي النتائج الرئيسية للزيارة؟ وما الاتفاقيات التي تم توقيعها نتيجة لهذه الزيارة ؟

زيارة الأمير كانت مناسبة رائعة أكدت عمق ومتانة العلاقات بين الأسرتين البريطانية والكويتية الحاكمة، وكل ما صاحبها من مراسم واحتفالات متوقعة من زيارة دولة كاملة. لكن بجانب علاقات الصداقة المتينة التي تجمع بين بلدينا، فلقد قمنا أيضا بانجاز أعمال كبيرة.

حيث أننا أسسنا مجموعة توجيهية مشتركة تجتمع كل ستة أشهر وتستعرض جوانب العلاقات الثنائية في جميع المجالات، وسوف تظهر أهمية هذه المجموعة في دفع أهدافنا المشتركة للأمام خلال الأشهر والسنوات القادمة. كما وقعنا اتفاقية بشأن التعاون الأمني تهدف إلى مساعدة الكويت في حماية نفسها من الإرهاب وأي تهديدات للبنية التحتية الوطنية الهامة والحساسة في البلاد. وعلى الصعيد التجاري، تم توقيع صفقة رئيسية مع شركة “أميك” البريطانية لتولي الاستشارات بشأن إدارة مشروع المصفاة الجديدة، وأتى توقيع الصفقة بعد فترة قصيرة من الزيارة. هذه الاتفاقيات الثلاثة هي مجرد نبذة بسيطة عن الأعمال المنجزة.

ما مدى أهمية الكويت لدى الوزراء البريطانيين؟

مهمة جدا. فهذا واضح من خلال عدد الوزراء البريطانيين الذين زاروا الكويت منذ عام 2010. حيث أتت الحكومة البريطانية الحالية واضعة نصب أعينها إنعاش العلاقات مع الحلفاء التاريخيين في الخليج كأحد أهدافها الرئيسية. وقد لعبت الكويت دورا محوريا في ذلك، وزيارة أمير الكويت ليست سوى مثال واحد من ضمن أمثلة كثيرة عن مدى العلاقات القوية والمستمرة بين بلدينا.

لقد ذكرت في إحدى مدوناتك أن الكويت لديها مسار “يؤدي مع الوقت إلى دولة تجمع بين مثاليات السياسة الحديثة وتقاليد واحترام ومفهوم الماضي – دولة تماما مثل المملكة المتحدة”. ما الذي تحتاج أن تقوم به الكويت سياسيا واقتصاديا لإتمام هذا المسار؟

ليس لي أن أملي على أصدقائي الكويتيين بما تحتاج بلدهم القيام به. ولكنني أؤمن أن الكويت، مثل المملكة المتحدة، هي بلد بطبيعتها تتمتع بغرائز التفكير الإصلاحي. في بعض الأحيان قد يكون هذا الإصلاح أبطأ مما يرغب البعض، وفي كثير من الأحيان قد يكون نقطة نزاع، ولكن على مدار التاريخ تسير عملية الإصلاح في اتجاه واحد فقط. ورحلة الإصلاح في الكويت، كرحلة الإصلاح في أي بلد آخر، كانت نقطة تحول. في الوقت الحاضر، أرى ايجابية حقيقية على الصعيد الاقتصادي، خاصة في بعض التشريعات التي تدعم نمو القطاع الخاص، وهو أمر حاسم لتنمية أي بلد. والسياسات المتبعة تمثل تحديا وفي بعض الأحيان تكون راسخة في الجذور، ولكنني على يقين هنا أيضا بأننا سنشهد تقدما وتسوية وضبطا للنفس.

مرت الكويت بكثير من الاضطرابات السياسية في الفترة الأخيرة، ماذا يعني هذا بالنسبة للديمقراطية الكويتية؟

أول ما أود الإشارة إليه هو أن الاضطرابات السياسية تمثل جزءا لا يتجزأ من أي ديمقراطية. فالخلاف الصريح وتبادل الأفكار هما أحد النقاط الأساسية والجوهرية لبناء أي مجتمع ديمقراطي.

ولكن كما قلت سابقا، يعتمد الأمر على الكويتيين أن يتوصلوا للاتفاق المناسب لهم، من خلال الحوار والسياسة والاحتجاج ومواجهة الاحتجاج والآليات السليمة التي يمكن من خلالها توصيل صوت الشعب. إن الديمقراطية لا تدور فقط حول الانتخابات، ولكن حول الثقافة والفكر والتعليم والمجتمع المدني. وقد شاهدت في الكويت، في كافة هذه المجالات، بعض السياسات الأكثر حيوية بالمقارنة بأي مكان آخر في العالم، وبعض الشباب الأكثر مشاركة، وأفضل وألمع الأفكار لتغيير عالمهم. هذه الأمور دون شك تشكل حافزا ودافعا لمستقبل الكويت.

استضافت السفارة البريطانية مؤتمرا في الفترة الأخيرة لمناقشة الموازنة بين حرية التعبير عن الرأي والأمن. أين تعتقد تقع هذه الموازنة بالنسبة إلى الكويت؟

نشرت النيابة العامة البريطانية حديثا توجيهات مؤقتة عن هذا الموضوع على وجه التحديد. في المملكة المتحدة، سقف المحاكمة عن الجرائم الخاصة بحرية التعبير عن الرأي على الانترنت مرتفع جدا - فيجب على سبيل المثال أن تشكل هذه الجرائم مضايقة مستمرة أو تحريضا على العنف.

لا يوجد بلدين مثل بعضهما. والهدف من المؤتمر الذي نظمناه هو الاعتراف بالموازنة بين حرية التعبير عن الرأي والقضايا التي تدور على سبيل المثال حول الأمن والتحريض والتشهير. ففي بلد لديه أحد أعلى معدلات استخدام تويتر في العالم، هناك عرضة للشائعات الكيدية والثرثرة وتلطيخ السمعة، وهذه مشكلة حقيقية. وأحد الأسئلة هو ما إذا كانت هذه القضايا تقع تحت القانون الجنائي أو المدني. وهناك سبل لتفادي أو الحد من هذه المشكلة التي لا تعتمد على القانون، على سبيل المثال من خلال التعليم الأفضل أو نزاهة الصحافة أو نشاط المجتمع المدني. كل هذه الأمور تشير إلى جواب بسيط لهذا السؤال - ليس لي أن أحدد أين تقع الكويت من هذه الموازنة، ولكن من المهم أن يكون هناك نقاش عقلاني ومنطقي حول هذا الموضوع، لسماع وجهات النظر المختلفة.

ما ردك على ما يقال حول اهتمام المملكة المتحدة بالعلاقات التجارية أكثر من حقوق الإنسان والإصلاح السياسي؟

لم أسمع شخصيا كويتيين يتهموننا بذلك. ومع ذلك فأنا أختلف جذريا مع هذا الرأي. لطالما كانت المملكة المتحدة وستظل دائما حليفا وصديقا وثيقا للكويت وللشعب الكويتي. ومن هذا المنطلق فإننا نواصل روابطنا الوثيقة في كل المجالات. فنحن ندعم خطة الكويت للتمنية من خلال الخبرات التي يمكن أن تقدمها الشركات البريطانية. كما ندعم القوات المسلحة الكويتية ونساهم في الدفاع عن البلاد. وندعم أيضا مؤسسات الكويت السياسية والمجتمع المدني، ونساعد البلاد في معالجة قضايا حقوق الإنسان كما أظهرنا من خلال المؤتمر الأخير عن حرية التعبير عن الرأي والأمن. ونفعل ذلك دائما من منطلق الصداقة. ليس من حقنا ولن يكون أبدا من حقنا أن نملي على الكويت ماذا يجب ولا يجب أن تفعله في أي مجال من المجالات. ما نستطيع القيام به هو الاستعداد لتقديم دعمنا ومساعدتنا وشراكتنا وقت اللزوم وفي المجالات المطلوبة من خلال الدروس التي تعلمناها طوال تاريخنا العريق، ومن خلال الخبرات التي اكتسبناها، ومن خلال الجهات البريطانية العامة والخاصة سواء كانت مؤسسات تجارية أو منظمات غير حكومية أو مؤسسات تعليمية تتمتع بسمعة عالمية.

المزيد من المعلومات

اقرأ المزيد عن العلاقات البريطانية - الكويتية على الموقع الإلكتروني للسفارة البريطانية في الكويت

تاريخ النشر 8 April 2013