قصة إخبارية عالمية

نحن بحاجة لحوار فلسطيني بريطاني أكثر وليس أقل!

القنصل العام السير فنسنت فين يدعو في كلمة له نشرت في جريدة القدس إلى مزيد من الحوار الفلسطيني البريطاني

تم نشره بموجب 2010 to 2015 Conservative and Liberal Democrat coalition government
HMCG Sir Vincent Fean

ترى الحكومة البريطانية أن 2013 هي سنة حاسمة لتحقيق تقدم ملموس لإنهاء الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني. فالوضع الراهن ليس مقبولا أو مستداما. و دورنا اليوم في حل الصراع يختلف عن دورنا في الماضي. ففي النصف الأول من القرن العشرين، كنا نملك بعض من القوة و السلطة، أما اليوم فنحن نملك درجة واضحة من النفوذ كباقي شركائنا الأوروبيين. و سوف نستخدم نفوذنا بشكل بنّاء وعادل من أجل الصالح العام، ولتحقيق سلام عادل ودائم. و بالرغم من أنه لايوجد غنى عن الولايات المتحدة اليوم، باعتبارها القوة الوحيدة في العالم، في الجهود الرامية إلى إحلال السلام، إلا أنه يجب على المملكة المتحدة أن تقدم مساهمة هامة هنا. حيث سنبذل كل جهد ممكن لحشد الدول الأوروبية والعربية وراء خطوات واسعة من أجل السلام.

نحن بحاجة إلى حوار مكثف مع الفلسطينيين - قيادة وشعبا - للتأكد من أن سياستنا اليوم تلبي احتياجات اليوم. ومن هذا المنطلق أود أذكر المهمة الرسمية للقنصلية العامة البريطانيةالتي تتلخص في جملتين. الأولى هي:

العمل من أجل تحقيق سلام عادل بين دولة فلسطينية مستقرة و ديمقراطية ودولة إسرائيل، على أساس حدود 1967 وإنهاء الاحتلال بالاتفاق”.

كما تدعم حكومة ديفيد كاميرون وويليام هيغ بقوة جهود وزير الخارجية كيري المكثفة و العاجلة لإيجاد طريق للمضي قدما. فالجواب الوحيد في نهاية المطاف سيكون حل الدولتين المتفق عليه. إن الوقت ضيق. و نحن بحاجة إلى جهد جماعي لتحقيق حل عادل ودائم للصراع، حتى يستطيع الشعب الفلسطيني العيش في سلام وكرامة ومساواة مع جاره الشعب الإسرائيلي.

و حتى نقوم بعملنا بشكل صحيح، علينا أن نعرف ما يحتاجه و يريده الفلسطينيون. فنحن نستمع إلى القيادة في منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية. لكن وجهات نظر جميع الفلسطينيين تهمنا أيضاً بنفس القدر- بما في ذلك الجامعات التي هي مراكز الامتياز الفلسطينية التي تخرج الأجيال القادمة من القادة الفلسطينيين. لهذا السبب أشعر بالأسف العميق لضياع فرصة إجراء حوار مع طلاب و موظفي جامعة بيرزيت الشهر الماضي - ولهذا السبب أيضاً نحن نسعى الآن إلى تكثيف حوارنا مع الفلسطينيين من جميع مناحى الحياة الذين هم على استعداد لمشاركتنا همومهم، وتحدياتهم اليومية و الأهم من ذلك آمالهم. من المهم جداً أن نفهم وجهات نظركم، وأن نوضح لكم سياساتنا ولكم الحق في قبولها أو رفضها، أو حتى السعي إلى تغييرها عن طريق الإقناع.

أما الجزء الثاني من مهمة القنصلية العامة فهو:

تعزيز علاقات الصداقة بين الشعبين الفلسطيني والبريطاني”.

هذه المهمة تشمل ما هو أوسع بكثير من العلاقات بين الحكومات. فالشعب يبقى الأهم.

وهنا أود أن أذكر بعض الحقائق التي أنا فخور بها:

  • تساعد المملكة المتحدة في تلبية احتياجات الشعب الفلسطيني ودعم جهود بناء دولة الرئيس عباس من خلال السلطة الوطنية الفلسطينية. فبرنامج التنمية البريطاني) 2015-2011) وحده يستثمر 2 مليار شيكل. و من ضمن النتائج الإيجابية لهذا الدعم، سيتمكن 217,000 من الأفراد المحتاجين من الاستفادة من التحويلات النقدية، و36,000 من الأطفال من الذهاب إلى المدرسة الابتدائية.

  • في وقت سابق من هذا الشهر، افتتح وزير البريطانية للتنمية الدولية آلان دنكان مدرسة جديدة للأونروا في غزة - التي هي واحدة من 12 مدرسة أخرى تمولها المملكة المتحدة، التي تعد ثاني أكبر جهة مانحة للأونروا.

  • حوالي 40٪ (200 مليون شيكل في السنة) من المساعدة الإنمائية التي تقدمها المملكة المتحدة للفلسطينيين تذهب إلى غزة.

  • خلال زيارته، أطلق وزير التنمية الدولية أيضا 3 برامج جديدة: مشروع كبير (80 مليون شيكل) مع الاتحاد الأوروبي لمساعدة القطاع الخاص الفلسطيني على تقديم منتجات جديدة وإيجاد أسواق جديدة - الذي سيساعد على خلق فرص عمل للخريجين الفلسطينيين من بين أمور أخرى؛ و برنامج لدعم الاستقرار وتعزيز الديمقراطية، والعمل مع المجتمع المدني الفلسطيني لمساعدة السلطة الفلسطينية أن تكون أكثر انفتاحا وخضوعا للمساءلة، ومشروع لتحسين فرص الحصول على المساعدة القانونية للفلسطينيين للدفاع عن المساكن والأراضي والممتلكات حقوقهم في الشرق القدس، غزة والضفة الغربية.

  • تدعم القنصلية البريطانية العامة المجتمعات المحلية الفلسطينية لحماية مستقبلهم من خلال صياغة خطط للإسكان في القدس الشرقية والمنطقة (ج) في الضفة الغربية.

  • وفي العام الماضي قمنا بدعم دراسة قانونية تحليلية تنظر في الطريقة التي يعامل فيها الأطفال الفلسطينيون أمام المحكمة العسكرية الإسرائيلية. وسوف نستمر في العمل من أجل التغيير في هذا المجال الهام.

  • يعطي المجلس الثقافي البريطاني الأولوية إلى العمل مع الشباب الفلسطينيين لتمكينهم من تطوير المهارات التي يحتاجونها لتبادل المعرفة والخبرات واكتساب فهم أفضل لبعضهم البعض، وتحقيق كامل إمكاناتهم، عن طريق نشاطاته في اللغة الإنجليزية، والفنون، التعليم والمجتمع.

  • كما أعاد المجلس الثقافي البريطاني الآن افتتاح التدريس المباشر لللغة الإنجليزية في رام الله والقدس الشرقية، ويوجد خطط لنقل هذه الفرصة إلى مراكز أخرى في الضفة الغربية وقطاع غزة.

إن تحديات وقتنا الحاضر التي يواجها الشعب الفلسطيني تثير قدرا كبيرا من التضامن والتعاطف بين المواطنين في بريطانيا - في البرلمان، وفي كنائسنا، والمساجد، ونقابات العمال، والجمعيات الخيرية … والجامعات.

وأود أن أرى المزيد من التبادلات الثنائية في قطاعات رئيسية مثل الصحة والعدالة وسيادة القانون - حيث لايزال هناك الكثير من العمل يجب القيام به - و أود أن أرى أيضا المزيد من روابط الصداقة بين أجزاء من المملكة المتحدة وبين المدن والبلدات والقرى الفلسطينية، مثل الصداقة بين نابلس ودندي، أو بين رام الله وهونسلو.

فمن خلال الحوار وتبادل الآراء البناءة يمكننا تغيير الوضع للأفضل. فإذا قرر الفلسطينيون للتحدث مع بريطانيا، سأكون موجودا لأستمع. أينما كان هناك مساحة وإرادة للحوار، نريد أن نفهم، حتى نستخدم نفوذنا أفضل استخدام حيث يمكننا. إنني أتطلع بشدة إلى محادثة جديدة ومنتجة بين الشعبين الفلسطيني والبريطاني.

تاريخ النشر 22 April 2013