قصة إخبارية عالمية

المملكة المتحدة لم تنس عكار

لم تنسَ المملكة المتحدة عكار. والبرهان أمامكم. فبمجرد رؤية رؤساء 14 بلديّة من عكار والمزارعين وأصحاب الأراضي والمنتجين الأفراد والتعاونيات النسوية يعملون كلهم معًأ بفخر وبروح من النجاح ويبذلون الجهد من أجل تحسين حياة الناس.

Local Lebanese farmer in Wadi Khaled

Local Lebanese farmer in Wadi Khaled

خلال الزيارة الأولى إلى المشاريع البلديّة القائمة ضمن مشروع دعم المجتمعات المضيفة في لبنان بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعيّة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، افتتح السفير االبريطاني في لبنان هيوغو شورتر المشاريع التي تموّلها المملكة المتحدة في منطقتي بني شاكر وحلبا والتقى 13 رئيسًا من بلديّات مختلفة في عكّار تستفيد من تمويل المملكة المتحدة لمشاريع البنى التحتيّة. وقد رافقه في زيارته لوكا ريندا مدير برنامج الأمم المتحدة الانمائي وسهير الغالي ممثلة وزارة الشؤون الاجتماعية.

وفي العماير، التقى السفير برؤساء تسع بلديّات من وادي خالد وهي بلديّات العماير والفارد ووادي خالد وخط البترول وبني صخر ورماح والمقيبلة والهيشة وعواضة. ثم قام بزيارة قناتين للري تمتدان لمسافة 2200 متر في منطقة بني شاكر والتقى بالمزارعين وأصحاب الأراضي. وقد ساعد هذا المشروع المزارعين على زيادة دخلهم من خلال السماح لهم بتنويع انتاج محاصيلهم من جهة لتشمل محاصيل أغنى بالمياه مثل الباذنجان والفاصوليا والفول السوداني وتخفيض الكلفة من جهة ثانية. كما أنّ هذه المشاريع تساعد في تحسين الوضع الصحي في المنطقة من خلال الحدّ من تلوث المياه برواسب المياه المبتذلة والنفايات الصلبة.

وفي بلدة حلبا، افتتح السفير السوق الشعبي بحضور محافظ عكار عماد لبكي واستمع إلى رؤساء بلديات الحيصة وتلمعيان وببنين وتلعباس الغربي وحلبا الذين عبروا عن آمالهم بالمستقبل في المنطقة. يمتد السوق على مساحة 6000 م2 من المساحة العامة وله قدرة استيعاب تصل إلى 390 تاجرًا في السنة يأتون من 216 قرية في عكار. يقع السوق في وسط حلبا وهو سهل النفاذ للمقيمين في محافظة عكار وسيصبح هذا السوق شغّالًا لمدة سبعة أيام في الأسبوع ويخدم كلّ المقيمين في المنطقة.

وفي ختام جولته قال السفير شورتر:

اليوم، أود أن أقول لكم ما يلي: لم تنسَ المملكة المتحدة عكار. والبرهان أمامكم. فبمجرد رؤية رؤساء 14 بلديّة من عكار والمزارعين وأصحاب الأراضي والمنتجين الأفراد والتعاونيات النسوية من قرى مختلفة من عكار، يعملون كلهم معًأ بفخر وبروح من النجاح ويبذلون الجهد من أجل تحسين حياة الناس في مجتمعاتهم، هذا يؤكّد أن لبنان بمرونته وبدعم المملكة المتحدة سيحوّل هذه الأزمة إلى قصة نجاح. وأنا فخور بأن أرى كيف أن المملكة المتحدة تدعمكم على الارض بالعمل وليس بالكلام.

إن قضاء عكار، على غرار العديد من المناطق اللبنانية قد تأثر بوجود العدد الكبير من اللاجئين السوريين الذين استضافتهم المجتمعات المحليّة بكل قلب مفتوح على الرغم من محدودية مواردها ما أدى إلى تحديات كبرى تواجهها البلديات المختلفة. ونحن نعترف بالصعوبات ولذلك استجبنا بمشاريع تلبي الحاجات فقد موّلنا 19 مشروعًا بلديّا في عكار منذ العام 2015. وجرى إنشاء أكثر من 2200 متر من قنوات الري لمحاصيل أفضل وإدارة أفضل للمياه. وهذا ما نقوم به من خلال مشروع دعم المجتمعات المضيفة في 13 بلديّة في عكار وفي 49 بلدية في لبنان للمساعدة على معالجة مشاكل البنى التحتية وسدّ الهوّة الاجتماعية-السياسية عبر معدات زراعية محسّنة وبنية تحتية وقنوات ريّ وصرف أفضل وإنارة محسنة وتدريب مهني.

إنه من دواعي سروري أن تتمكن المجتمعات المحلية من متابعة عيشها وعملها اليومي بشكل آمن بفضل ألوية الحدود التابعة للجيش اللبناني الذي درّبناه وأمنا له العتاد منذ العام 2011. وهذا خير مثال على أنّ الأمن والتطلعات الاقتصاديّة يسيران يدًا بيد”.

و قال لوكا رندا مدير برنامج الأمم المتحدة الانمائي:

يجب ان تستمر عكار كأولوية للحكومة والامم المتحدة والمجتمع الدولي. ان أكبر نسبة فقر بين اللبنانيين موجودة هنا. و من هنا، منذ خمس سنوات، وجد أول النازحين السوريين الملاذ الامن من الحرب. يدعم برنامج الأمم المتحدة الانمائي مشروع دعم المجتمعات المضيفة في لبنان كمكون اساسي لعملية الدعم الدولي وهو استثمار في الاستقرار والثبات. يشرفنا العمل مع الاناس الملتزمين والمحترفين في وزارة الشؤون الاجتماعية والبلديات اللبنانية. ونحن ممتنون للمملكة المتحدة التي حملت راية مشاريعنا لسنوات عدة. رئيس بلدية حلبا السيد عبد الحميد الحلبي:

كرست بلدية حلبا على مدى سنوات الأزمة كل جهدها وطاقاتها لحفظ الأمن والاستقرار للمواطنين وللعابرين فيها وهي التي تضم معظم المؤسسات والدوائر الرسمية ومختلف الخدمات الأخرى، ويتلاقى فيها كل أبناء عكار يومياً بمختلف أطيافهم ومشاربهم كونها المركز الاقتصادي للمنطقة، اضافة الى توجه غالبية النازحين المسجلين والمقيمين في البلدات والقرى الأخرى اليها للبحث عن فرص عمل وسكن. ولم نبخل عليهم يوماً رغم كل المخاطر المحدقة بنا اذ ان استمرار الأزمة وندرة الموارد هي عوامل تساهم في ازدياد فرص التوتر واهتزاز الاستقرار الاجتماعي. انني وأعضاء المجلس البلدي في حلبا اتوجه بخالص الشكر الى كل من ساهم في تنفيذ هذا المشروع وخاصة الحكومة البريطانية عبر وزارة التنمية الدولية البريطانية، ووزارة الشؤون الاجتماعية وبرنامج الأمم المتحدة الانمائي وأشدد على أهمية التعاون وديمومته في سبيل احتواء هذه الأزمة والتعامل معها كفرصة تنموية تخاطب الاحتياجات الراهنة وتؤسس للاستدامة على المدى البعيد.

أما المنسق الوطني لمشروع دعم المجتمعات اللبنانية المضيفة في وزارة الشؤون الاجتماعية السيدة سهير الغالي فقالت:

إن محافظة عكار ومنذ بداية الأزمة السورية، كانت الملجأ الأول للنازحين السوريين في لبنان، إلا أن هذا التضخم في عدد السكان الذي طرأ على مناطق عكار، وضع بلدياتها أمام تحديات وضغوطات كبيرة يفوق قدرتها على الاستجابة والمواجهة، وكذلك الحال في حلبا. ومما لا شك فيه أن إنشاء “سوق حلبا الشعبي” باعتباره حاجة أساسية حددها أهل البلدة والبلدية، سيساهم في خلق مساحة يلتقي فيها التجار المحليين، التعاونيات، الجمعيات الحرفية والنسائية مع المستهلكين، مما يشجّع التبادل التجاري، وينعش المنطقة إقتصادياً، ويؤمّن فرص متساوية للجميع على مستوى المحافظة.

كما وزار شورتر فوج الحدود البرية الأول للاطلاع على مسار العمل منذ آخر زيارة له في كانون الأول 2015.

تاريخ النشر 16 December 2016