قصة إخبارية عالمية

مؤتمر الأطراف: COP26 فرصة لاستعادة علاقتنا مع الطبيعة

السفير البريطاني بمصر السير جيفري آدامز وسفير إيطاليا لدى مصر جيامباولو كانتيني يشاركان في كتابة مقال رأي حول استضافة مؤتمر الأطراف COP26.

COP26

احتفل العالم في الخامس من يونية بيوم البيئة العالمي وتزامنت الذكرى السنوية هذا العام مع ظروف غير مسبوقة: لقد تسببت أزمة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-١٩) العالمية في تحديات هائلة حول العالم، بما في ذلك مصر وايطاليا والمملكة المتحدة، ولكن في ظل العديد من الآلام أتيحت لنا الفرصة أيضًا للتفكير في تأثيرات الأزمة على مناخنا. فكان لانخفاض الانبعاثات العالمية تأثير على شتى مجالات الحياة: فقد ظهرت الحياة البرية في أجزاء من المملكة المتحدة لم نشهدها منذ عقود وعادت الأسماك إلى قنوات البندقية وباتت نسب التلوث الآخذة في الانخفاض لمستويات قياسية تتجلى في العديد من مدننا.

يُذكرنا فيروس كورونا بشكل صارخ بما يحدث عندما تنهار علاقة الإنسان بالطبيعة. بينما نتعافى، لدينا الفرصة لحماية تلك العلاقة واستعادتها من خلال تقليل تعرضنا للفيروسات القاتلة والتأثيرات المناخية على حد سواء.

لهذا السبب سيمثل مؤتمر قمة المناخ (COP26) الذي سيُعقد في العام المقبل في غلاسكو من 1 إلى 12 نوفمبر 2021 لحظة حاسمة بالنسبة لنا جميعًا. ستكون هذه القمة، التي سوف تستضيفها المملكة المتحدة بالشراكة مع إيطاليا، أكبر قمة على الإطلاق تُعقد في المملكة المتحدة: من المتوقع أن يجتمع أكثر من ثلاثين ألف مندوب في هذا الحدث في غلاسكو. لقد منَحَنا تأجيل القمة حتى عام 2021 عامًا آخر للاستعداد: ستقوم كل من ايطاليا والمملكة المتحدة خلال هذه الفترة ببذل أقصى مجهود لزيادة الطموح العالمي وضمان نجاح مؤتمر المناخ (COP26). إن الرئاسة المزدوجة لكل من مجموعة السبع G7 (المملكة المتحدة) ومجموعة العشرين G20 (ايطاليا) في عام 2021 ستضع أجندة تغيّر المناخ في المقدمة.

يسعدنا أن تكون مصر شريكاً لنا في هذا الجهد الحيوي.

خلال القمة الأخيرة - الدورة الخامسة والعشرين لمؤتمر الأطراف (COP25) التي عُقدت في مدريد، أطلقت المملكة المتحدة بالاشتراك مع مصر خطة عمل طموحة تهدف إلى التخفيف من التداعيات الأكثر شدة لتغيّر المناخ والتكيّف مع تلك التأثيرات في الأحوال التي لا يمكن تجنبها وساهمت هذه الخطة بشكل كبير في الجهد العالمي لاستكمال وتنفيذ اتفاق باريس للمناخ 2015. يمكننا أن نثبت أن العالم لا يستطيع أن يتكاتف لحل هذا التحدي المُلِح إلا من خلال تنفيذ هذا الاتفاق.

كما قالت الدكتورة ياسمين فؤاد؛ وزيرة البيئة المصرية خلال مشاركتها في حوار “بطرسبرج” للمناخ الأخير أن العالم كله تكاتف لمواجهة فيروس كورونا والتضامن الذي حققناه في هذا السياق يوفر منصة ممتازة يمكن من خلالها بناء عمل دولي موحد ومنسق لمعالجة أزمة المناخ أيضًا.

لتحقيق ذلك نحتاج الآن إلى تكاتفٍ بين البلدان والمدن والدول والأعمال التجارية لاتخاذ إجراءات طموحة نحو تحقيق صافي صفر انبعاثات في العالم. بصفتهما الرئيسين القادمين لمؤتمر COP26 تلتزم المملكة المتحدة وإيطاليا بجمع شمل شركائنا لتحقيق روح ونص اتفاق باريس. سيتم توجيه جهود خاصة نحو تأثير تغيّر المناخ على افريقيا: ستستضيف إيطاليا حدثًا حول هذا الموضوع في عام 2021 استعدادًا لقمة المناخ (COP26) في غلاسكو كما ستنظم إيطاليا المؤتمر الأول للشباب بشأن المناخ: لتعزيز الطموح (Youth4Climate: driving ambition) لتسليط الضوء على الدور الأساسي الذي تلعبه الأجيال الشابة في معالجة القضايا المتعلقة بتغير المناخ.

بينما نتعافى من فيروس كورونا المستجد لدينا فرصة نادرة لإعادة البناء من خلال وضع أسس النمو المستدام والمرن والشامل وكما اجتمعنا لمواجهة فيروس كورونا يستطيع المجتمع الدولي، ويجب عليه أيضًا، أن يتكاتف لمعالجة أزمة المناخ. لا تستحق شعوبنا وكوكبنا أقل من ذلك.

تاريخ النشر 25 June 2020