قصة إخبارية عالمية

"ماذا حققت مجموعة الثمانية برئاسة المملكة المتحدة؟"

مقالة رأي للسفير البريطاني بالمغرب، كلايف الدرتون، نشر في صحيفتي "لوماتان" و"الصحراء المغربية" بتاريخ 19 يناير 2014

تم نشره بموجب 2010 to 2015 Conservative and Liberal Democrat coalition government
British Ambassador to Morocco, Clive Alderton

دائما ما يوفر الاحتفال برأس السنة الجديدة فرصة للتأمل والنظر إلى السنة التي سبقتها. لقد كانت سنة 2013 سنة هامة بالنسبة للمملكة المتحدة حيث منحتنا رئاستنا لمجموعة دول الثماني فرصة لإحداث فرق في القضايا الدولية التي تأتي على رأس أولويات الحكومة البريطانية، وأنا فخور جدا بأن المغرب قد لعب دورا مركزيا كشريك أساسي في عدد من المجالات الأساسية خلال رئاسة المملكة المتحدة لمجموعة دول الثماني.

لقد كان التزام المملكة المتحدة بالتجارة الحرة والشفافية في صميم جدول أعمال رئاستها لمجموعة الثماني. فقد شددت مجموعة الثماني في يونيو سنة 2013 بمنطقة لاو إرن بايرلندا الشمالية على التزامها بتقليص الحمائية وإحراز تقدم لعقد اتفاقيات تبادل حر جديدة. إن إعطاء الإنطلاقة للمفاوضات بين الاتحاد الأوروبي والمغرب حول اتفاقية جديدة للتجارة الحرة كانت علامة مهمة على ما يمكن تحقيقه في هذا المجال. لقد اتفق زعماء مجموعة الثمانية على عدد من الخطوات التي تهدف إلى تعزيز التجارة ومكافحة التهرب الضريبي والرفع من مستوى الشفافية من أجل الاستفادة من التنمية. كما اتفقت دول G8 على تبادل المزيد من المعلومات فيما بينها لمكافحة التهرب الضريبي، كما اتفقنا أيضا على أن الحكومات يجب أن توفر المعلومات لمواطنيها بطريقة شفافة وعلى أن الشركات العاملة في الصناعات الاستخراجية- مثل التعدين - يجب أن تكون منفتحة حول المدفوعات التي تقدمها للحكومات.

كما سنحت شراكة دوفيل بفرصة للعمل بشكل وثيق مع المغرب حبث اشتغلنا جنبا إلى جنب مع دول شمال أفريقيا لدعم التحولات الديمقراطية بها. لقد افتتحنا السنة الماضية باجتماع في الرباط شهر فبراير تم فيه تخصيص تمويل لدعم مشاريع الإصلاح السياسي والاقتصادي بشمال إفريقيا، ومن خلال رئاسة المملكة المتحدة لمجموعة الثمانية، تمكن المغرب من تأمين 25 مليون دولار من التمويل من شراكة دوفيل – وذلك أكثر من أي بلد آخر. إن هذه المشاريع سوف تساعد على تمكين الشباب العاطل عن العمل من المهارات اللازمة وتوفير فرص التمويل للمشاريع الصغرى والمتوسطة ودعم إشراك المواطنين من خلال تنفيذ إطار عمل الحكومة الجديدة للحكامة.

أرسل المغرب بعثة رفيعة المستوى، بما فيها ذلك شخصيات وزارية، إلى مؤتمرين استضافتها المملكة المتحدة خلال رئاستها لشراكة دوفيل. تم تنظيم المؤتمر الأول خلال شهر يونيو بحضور وفد نسائي هام يمثل كبار نساء الأعمال المغاربة والذي شهد فوز السيدة المتميزة نزهة حياة ب بجائزة هامة لمساهمتها البارزة في الخدمات المالية والمهنية. تم تنظيم مؤتمر استثماري في لندن في وقت لاحق من نفس السنة والذي أعطى المغرب فرصة لتعزيز تقديم فرص الاستثمار للمستثمرين الدوليين. آمل أن تكون المشاركة المغربية المتميزة في هاذان الحدثان ستؤدي إلى الزيادة في الروابط التجارية بين البلدين أكثر من أي وقت مضى - فلدينا الكثير مما يمكننا تقديمه لبعضا البعض.

وفي شهر أكتوبر من سنة 2013، نظمت المملكة المتحدة والمملكة المغربية المنتدى العربي الثاني لاسترداد الأموال المنهوبة والذي يهدف إلى مساعدة بلدان المنطقة على استعادة الأصول التي استولت عليها قيادات الأنظمة السابقة. لقد حضر ممثلو أكثر من 40 بلدا للمنتدى لتبادل المعلومات والخبرات وكان المنتدى مثالا متميزا لعمل المملكة المتحدة والمملكة المغربية بطريقة عملية لتقديم الدعم لمنطقة شمال إفريقيا الكبرى.

كما أننا استخدمنا رئاستنا لمجموعة دول الثماني لتركيز اهتمام العالم على إنهاء مأساة العنف الجنسي في مناطق النزاع حيث أطلق وزير الخارجية البريطاني، وليام هيج، بشراكة مع الممثلة الأمريكية والمبعوثة الخاصة للأمم المتحدة، أنجلينا جولي، مبادرة لمناهضة العنف الجنسي والتي تهدف الى إنهاء استخدام الاغتصاب كسلاح في الحرب عبر التعامل معه باعتباره جريمة يمكن وقفها وليس نتيجة حتمية للصراعات. قادت بريطانيا في أبريل 2013 وزراء خارجية دول الثمانية إلى الدعوة لاتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة ثقافة الإفلات من العقاب في جرائم الاغتصاب خلال فترة الحرب، حيث قام أكثر من ثلثي أعضاء الأمم المتحدة - بما في ذلك المغرب – بحلول شتنبر 2013 بالتوقيع على إعلان الالتزام بإنهاء العنف الجنسي في حالات الصراع. إن المملكة المتحدة تلتزم بمواصلة هذا العمل الدولي سنة 2014 من أجل القضاء على هذه الجريمة البشعة في مناطق النزاعات.

ظل الصراع في سوريا يلقي بظلاله على سنة 2013 ولقد استخدمت المملكة المتحدة رئاستها لمجموعة دول الثمانية على مواصلة الضغط من أجل عملية انتقالية للبناء سوريا ديمقراطية ومستقرة كما دفعت في اتجاه اتخاذ إجراءات دولية لمعالجة الوضع الإنساني في سوريا ومخيمات اللاجئين بالبلدان المجاورة. كما قامت المملكة المتحدة - حكومة ومواطنين – بتقديم تبرع يصل إلى أكثر من 500 مليون جنيه إسترليني من المساعدات الإنسانية. إن هذه هي أكبر مساهمة إنسانية لنا لأزمة حتى الان، لكن العالم سوف يحتاج إلى بذل المزيد من الجهد سنة 2014.

مبادرة دوفيل والمبادرات الأخرى التابعة لمجموعة الثماني ستستمر سنة 2014 برئاسة روسيا. إننا إذ ننظر إلى الوراء إلى سنة 2013، فإنه يسعدني أن الكثير من إنجازات المملكة المتحدة خلال رئاستها لمجموعة دول الثمانية شملت بطريقة أو بأخرى مستوى عال من الشراكة مع المغرب.

يمكننا أن نفخر بما حققناه معا.

تاريخ النشر 11 February 2014