قصة إخبارية عالمية

المقيمون في مخيّم الزعتري: الشرطة الأردنية تحوّل المخيّم إلى مكان أكثر أمان

أصبحت المساعدة المقدمة من الشرطة المجتمعية متوافرة الآن على مدار الساعة يوميّاً طيلة أيّام الأسبوع وبإمكان المقيمين في المخيّم طلب المشورة والمساعدة من خلال مركز الشرطة المجتمعية

Former British police officer Stephen Boddy speaks with Lieutenant Ahmad Mjalli of the Jordanian Community Police team in the Za’atari refugee camp. Photo: DFID / Russell Watkins

Former British police officer Stephen Boddy speaks with Lieutenant Ahmad Mjalli of the Jordanian Community Police team in the Za’atari refugee camp. Photo: DFID / Russell Watkins

يبيّن مسح من جزئين أجراه فريق السفارة البريطانية لدعم الشرطة الأردنية/عمّان الأثر الإيجابي للشرطة المجتمعية على تصورات الأمان في مخيّم الزعتري للاجئين السوريين. فمن بين المبحوثين الذين تمت مقابلتهم في شباط 2015 والذين كانوا يعرفون بوجود الشرطة المجتمعية، 74% وافقوا أو وافقوا بشدّة على أن الشرطة المجتمعية تجعل من المخيّم مكاناً أكثر أمان في حين أجاب 59% منهم أن ثقتهم في الشرطة مطلقة أو معتدلة؛ إنها نسبة تتفق مع مستويات الثقة بالشرطة المعروفة حول العالم ولا تتباين عنها.

في كانون الأول 2013، باشر فريق السفارة البريطانية لدعم الشرطة الأردنية ومديرية شؤون اللاجئين السوريين بتنفيذ مبادرة مشتركة لتدريب الشرطة المجتمعية التابعة لمديرية شؤون اللاجئين السوريين وهي السلطة الأردنية المسؤولة عن المخيّم، وتقديم الإرشاد المهني لها بالإضافة إلى دعمها بالمواد المطلوبة لعملها. وقال السفير البريطاني لدى الاردن ادوارد اوكدين “ تفخر المملكة المتحدة بدعم الشرطة الأردنية لتحسين الأمن في مخيم الزعتري. نريد أن نضمن أن السلطات والمجتمعات المحلية الأردنية لديها الدعم الذي تحتاجه لتبقى صامدة في مواجهة أزمة اللاجئين المستمرة.”

أصبحت المساعدة المقدمة من الشرطة المجتمعية متوافرة الآن على مدار الساعة يوميّاً طيلة أيّام الأسبوع وبإمكان المقيمين في المخيّم طلب المشورة والمساعدة من خلال مركز الشرطة المجتمعية الذي افتتح مؤخّراً في مخيّم الزعتري. فالدوريات الراجلة المنتظمة داخل المخيم توفر الفرصة لسكان المخيّم للتحدّث إلى الشرطة والتعبير عن المخاوف ما يمكّن أفراد الشرطة من حل المشاكل بالتعاون مع اللاجئين السوريين. كما ستقوم مديرية شؤون اللاجئين السوريين بالتعاون مع فريق دعم الشرطة من السفارة البريطانية بإدخال مركز شرطة متنقّل مصمم خصيصاً لعمل المخيم في وقت لاحق من هذا العام بهدف الوصول إلى الخدمات الشُرَطيَة لأولئك الذين يقطنون في المناطق النائية من المخيّم. ومن الإبتكارات الأخرى التي بدأ العمل بها لضمان شمول الفئات الأكثر اختطاراً بالخدمة بناء وتجهيز غرفة خاصّة للنساء والأطفال في المركز الرئيسي للشرطة المجتمعية.

مقارنة بالنتائج المستخلصة من مسح الأساس الذي أجري في تشرين الثاني 2013 قبيل بدء العمل بالشرطة المجتمعية في المخيّم، هناك المزيد من اللاجئين ممن يشعرون الآن أنه من الأمان أو الأمان التام التجوّل دون مرافق في المخيّم مما يعني أنهم يستطيعون الوصول إلى الخدمات والمرافق الحيوية دونما خوف أو خشية.

يقول محمد أبو إبراهيم وهو أحد قادة المجتمع في القاطع (6) من مخيّم الزعتري:”من الجيّد رؤية الشرطة المجتمعية يوميّاً هنا في المخيّم”. يعزو محمد الذي يعيش في الزعتري منذ العام 2013 حضور الشرطة مبدئياً إلى عدم وجود أمن في المخيّم ويصرّح: “عندما رأينا الدوريات الراجلة للشرطة للمرة الأولى في المخيّم، اعتقدنا أنه لا بدّ وأن تكون هناك مشكلة، لكن أفراد هذه الشرطة يتواجدون هنا كل يوم وبالإمكان الوصول إليهم وهم ودودون بتعاملهم معنا ويحاولون حل المشاكل اليومية التي تصادفنا مثل الحصول على الماء، الكهرباء، أو الرعاية الصحية. كما يمكننا التوجّه إليهم عندما يتعلق الأمر بمسائل وقضايا جُرمية.”

يشعر أفراد الشرطة من جانبهم بالراحة في تعاملهم مع سكان المخيّم وقد تخلّوا عن القبعات الواقية التي تم تجهيزهم بها بداية؛ إنهم لم يعودوا بحاجة إليها. كما لم يحملوا أبداً الهراوات لتأمين سلامتهم الشخصية.

أخبر أحد أفراد الشرطة المجتمعية ستيفن بودّي- خبيرالسلامة المجتمعية لدى فريق دعم الشرطة الأردنية إن التجوّل في مخيّم الزعتري مشابه للتجوّل في أية بلدة أخرى في الأردن وأن الناس هناك يماثلون باقي الأشخاص في الأردن.

يعمل ستيفن وفريقه الآن مع الشرطة للاستفادة من نتائج البحث في تحديد المناطق التي ما زالت تعتبر غير آمنة على وجه الخصوص بهدف تزويدها بالدوريات على نحو أكثر فاعلية. تشتمل المجالات التي تستدعي المزيد من التطوير والتحسين على تبديد المخاوف المتنامية بشأن تصوّرات الأمان بالنسبة لإرسال الأطفال إلى المدارس وإيجاد الطرق الكفيلة بمعالجة فجوة الجندر التي ما زالت ماثلة سواء على صعيد المعرفة بوجود الشرطة أو الوصول إليها ناهيك عن تصوّرات السلامة الشخصية في المخيّم. مما يذكر هنا أن السفارة البريطانية قد أطلقت مبادرة جديدة لاستقطاب وتدريب مساعدي الشرطة المجتمعية والذين سيتم اختيارهم من بين أفراد الشرطة المتقاعدين لمساعدة أفراد الشرطة المجتمعية في سعيهم للتواصل مع مجتمع المخيّم. وسوف تشكّل النساء ما نسبته 10% مبدئياً من مجموع هؤلاء الأفراد على أمل رفع هذه النسبة إلى 25% في المستقبل.

يمكن الإطلاع على عرض تقديمي لنتائج المسح من خلال البوابة الإلكترونية للتشارك بالمعلومات من مختلف المؤسسات الإقليمية المنخرطة في الإستجابة إلى احتياجات اللاجئين السوريين. وهو متاح باللغتين الإنجليزية و العربية.

نبذة عن فريق دعم الشرطة

فريق السفارة البريطانية لدعم الشرطة الأردنية/عمّان عبارةعن فريق مكوّن من مستشارين وعاملين في القطاع الأمني. يعمل الفريق بناء على طلب الحكومة الأردنية لمساعدتها في معالجة التحدّيات الإنسانية والتنموية التي يفرضها الصراع في سوريا المجاورة وهو يقدّم المشورة الاستراتيجية، والتدريب، والإرشاد المهني لأجهزة الأمن المدني في الأردن. تهدف هذه التدخلات إلى تعزيز قدرات السلامة العامة لدى القوات الشُرطية الأردنية وتحسين استجابتها لإحتياجات الأمن والأمان للاجئين السوريين في الأردن والمجتمعات المضيفة لهم. يموّل فريق دعم الشرطة من صندوق الحكومة البريطانية للصراع، الإستقرار، والأمن وتقوم بإدارته شركة سايرن وشركاهم. وهذا المشروع ليس سوى جزء بسيط من الدعم البريطاني المقدم للأردن الذي يبلغ أكثر من 70 مليون جنيه إسترليني هذة السنة .

تاريخ النشر 2 August 2015