قصة إخبارية عالمية

مقابلة السفير البريطاني مع وكالة الأنباء الألمانية

السفير البريطاني " علاقات مسقط مع طهران تساعد بعلاج التوترات مع الغرب."

تم نشره بموجب 2010 to 2015 Conservative and Liberal Democrat coalition government
HMA

British Ambassador Jamie Bowden

قال السفير البريطاني لدى سلطنة عمان، جيمي باودن، إن إقامة مسقط علاقات جيدة مع كل من طهران والدول الغربية يخولها لكي تضطلع بدور حيوي في معالجة التوترات بين الجانبين، مشيرا إلى وجود اتصال بريطاني مع السلطنة في ملفات المنطقة مثل الملفين السوري واليمني.

وتناول السفير باودن، في مقابلة تنشرها مواقع السفارات البريطانية في الخليج، الاسبوع المقبل، التعاون الاقتصادي والعسكري بين البلدين، وأوضاع حقوق الإنسان في عمان. وقال السفير البريطاني إن سلطنة عمان لديها سياسة ثابتة طويلة في الحفاظ على علاقات جيدة مع جميع البلدان، والمملكة المتحدة تحترم إلى حد كبير هذا الموقف، لافتا إلى “وجود تعاون وثيق مع العمانيين في اليمن، حيث يريد كل من بلديْنا تحقيق الأمن الذي تحتاجه تلك الدولة، والنمو الاقتصادي والرخاء، وهي عوامل أساسية تشكل جزءاً من الشروط المسبقة لاستقرار اليمن على المدى الطويل”. وبخصوص العلاقات الايرانية العمانية، قال باودن “إن موقف عمان الفريد من إقامة علاقات جيدة مع كل من طهران والدول الغربية، يعني أنها يمكن أن تضطلع بدور حيوي في معالجة التوترات بين الجانبين. نحن على اتصال وثيق مع عمان في شأن المأساة التي تتكشف في سوريا، ونتشارك هدف التوصل إلى حل سياسي للأزمة الراهنة”. وأشار جيمي بادون إلى أن بلاده “تناقش مع الحكومة العمانية، جميع القضايا، ومنها حقوق الإنسان، في إطار علاقتنا الوثيقة”، مضيفا “ خلافا لما حدث في بعض البلدان العربية الأخرى، لقد استجاب جلالة السلطان لاحتجاجات العام 2011 من خلال الاستماع إلى آراء ووجهات نظر شعبه. قام السلطان بإجراء إصلاحات اقتصادية جذرية لتحسين مستوى معيشة مواطنيه، كما قام بتعزيز سلطة مجلس الشورى المنتخب”. ويرى باودن أن زيارة الدولة التي قامت بها الملكة إلى مسقط في عام 2010 ، وزيارة أمير ويلز ودوقة كورنوول في مارس 2013، أبرزت مدى العلاقات الوثيقة والمتنوعة بين عمان والمملكة المتحدة، من الاستثمار والتجارة إلى الدفاع والأمن والصحة، إضافة إلى العلاقات البرلمانية والدبلوماسية والثقافية والتعليم، مشيرا إلى أن التجارة بين البلدين بدأت منذ أكثر من 400 سنة وارتبط البلدان بمعاهدات منذ أكثر من مئتي عام، كمعاهدة عام 1800 التي تقول حرفيا “الصداقة بين الدولتين يجب ان تبقى ثابتة مدى الدهر وحتى تنهي الشمس والقمر مسيرة دورانهما”، وقد أنجزنا ما تضمنته الاتفاقية، كما أن وشبكة العلاقات الوثيقة بين أبناء الشعبين العماني البريطاني لا حصر لها ولا تقل أهمية عن العلاقات الرسمية، فقد عاشوا وعملوا ودرسوا في البلدين.

وبحسب السفير البريطاني كانت الصادرات البريطانية الى سلطنة عمان عام 2012 بقيمة 451 مليون جنيه استرليني والصادرات العمانية إلى المملكة المتحدة بقيمة 120 مليون جنيه استرليين فضلا عن 195 مليون جنيه استرليني من الصادرات غير المنظورة، وقد كانت هناك زيادة في التجارة في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2013 مقارنة مع 2012.

وأوضح أن الصادرات البريطانية المنظورة إلى عمان شملت “ آلات صناعية، عربات، معدات توليد الكهرباء، أجهزة كهربائية، مواد كيميائية ومعدات الدفاع، وفي ديسمبر وقع البلدان وقعت عقدا تبلغ قيمته حوالي 2.5 مليار جنيه استرليني اشترت بموجبه عمان طائرات تايفون وهوك العسكرية.

وتابع “أما صادراتنا غير المنظورة فهي متنوعة، كما أن هناك علاقات وثيقة بين عدد من العمانيين ومؤسسات التعليم العالي البريطانية، والعديد من شركات الخدمات المالية البريطانية لديها أعمال في مسقط، بما في ذلك المصارف وشركات المحاماة والمحاسبة، وشركات هندسة العمارة والمقاولات”. وكشف السفير البريطاني عن أن بريطانيا هي إلى حد بعيد أكبر مستثمر أجنبي في السلطنة، بنحو 36٪ من المجموع الكامل، وتبلغ قيمتها نحو 5 مليارات جنيه استرليني، وأكثرها يصب في قطاع النفط والغاز، وأضاف “العام الماضي أدت عملية الاندماج بين بنكي HSBC و”عمان الدولي” إلى إنشاء ثاني أكبر بنك في السلطنة، ما أوجد عددا كبيراً من فرص العمل للعمانيين، بما في ذلك على أعلى المستويات”. ووصف الاقتصاد العماني بأنه “نما بقوة في الأعوام الأخيرة، بما في ذلك خلال الأزمة المالية العالمية في العامين 2008 و 2009، وكان جزءا كبيرا من النمو يرتكز على خلفية برنامج مكثف لتطوير البنية التحتية، موضحا أن “ السلطنة تتمتع بشبكة طرق وشبكات توزيع الكهرباء والمياه من الدرجة الأولى، وأن الاقتصاد لا يزال يعتمد بشكل كبير على معدل الدخل الناتج من النفط والغاز، الذي تسعى الحكومة إلى تنويعه، أقله لإيجاد وظائف للمواطنين العمانيين في القطاع الخاص، وثمة عنصر رئيسي لهذا التنويع يتمثل في تطوير البنية التحتية لقطاع المواصلات والنقل في السلطنة”. كما أشار إلى وجود ثلاثة موانئ رئيسية وترتبط بها مناطق حرة في الدقم وصحار وصلالة، إضافة إلى سكك حديد جديدة ستربط عمان بدول مجلس التعاون الخليجي الأخرى، وذلك سيساعد في جعل السلطنة موقعاً جغرافياً متميزاً، وإيجاد فرص جذابة للمستثمرين ومجموعة واسعة من الصناعات. ولدى سؤاله عن فريق العمل المشترك بين سلطنة عمان والمملكة المتحدة، قال السفير البريطاني جيمي باودن إن فريق العمل تأسس خلال زيارة الدولة للملكة اليزابيث الثانية إلى مسقط في العام 2010، لتعزيز أواصر الصداقة التاريخية بين المملكة المتحدة والسلطنة ومواصلة تطوير العلاقات الاستراتيجية. وأضاف “تجتمع اللجنة مرتين في السنة، بالتناوب بين مسقط ولندن، برئاسة مشتركة من الأمين العام لوزارة الخارجية العمانية، بدر بن حمد البوسعيدي، وآليستر بيرت، عضو البرلمان ووكيل وزيرة الخارجية في وزارة الخارجية والكومنولث. في كل اجتماع، يناقش الرؤساء المشاركون مجموعة كاملة من القضايا الثنائية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك. وتشمل الاجتماعات دائماً فريقين فرعيين يعملان وفق جداول أعمال ترتكز على مواضيع محددة، وتهدف إلى تقديم فوائد ومنافع عملية للعمانيين والبريطانيين. حتى الآن، تعامل هذان الفريقان الفرعيان مع قضايا تتعلق بالتعليم، والثقافة، وتنمية المشاريع الصغيرة ومتوسطة الحجم وريادة الأعمال”.

تغطية الخبرجريدة عمان

تاريخ النشر 11 June 2013