قصة إخبارية عالمية

السفينة اوشين تزور لبنان

استضافت السفينة خلال رسوها في مرفأ بيروت سلسلة فعاليات مرموقة من زيارات اعلامية واخرى لطلاب مدارس تكريسا وتعميقا للشراكة التي تربط البلدين في المجال الدفاعي وفي غيره من المجالات

Helicopter on board of HMS Ocean at Beirut port

Helicopter on board of HMS Ocean at Beirut port

بهيكلها الضخم بعلو 34 مترا وبوزنها البالغ 22 ألف طنا، أرست سفينة صاحبة الجلالة (أوشين) HMS OCEAN تغيراً جديدا في أفق ميناء بيروت في نهاية هذا الاسبوع. هذه هي الزيارة الأولى إلى ميناء بيروت في طريق عودتها إلى المملكة المتحدة، والتي تهدف إلى إحياء التزام المملكة المتحدة تجاه لبنان.

استضافت السفينة خلال رسوها في مرفأ بيروت سلسلة فعاليات مرموقة من زيارات اعلامية واخرى لطلاب مدارس تكريسا وتعميقا للشراكة التي تربط البلدين في المجال الدفاعي وفي غيرها من المجالات. وانضم ثلاثون طالبا تتراوح اعمارهم بين 16 و 17 عاما من مشروع “تقدم” التابع للمجلس الثقافي البريطاني الى عناصر البحرية الملكية في جولة تفقدية على ارجاء السفينة إختبروا خلالها قدراتهم في مجال العمل ضمن فريق.

التقى قائد السفينة الكابتن بيدري، والسفير البريطاني هيوغو شورتر، وملحق الدفاع كريس غانينغ قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي ووزير الدفاع يعقوب الصراف. كما التقى الاميرال بيرتون مع قائد قوات البحرية اللبنانية الادميرال ماجد علوان. وقبل مغادرة السفينة، استضاف السفير شورتر كبار القادة الامنيين في لبنان على مائدة الغداء مع قائد السفينة أوشين.

وفي حفل استقبال كبير بحضور ممثل فخامة رئيس الجمهورية وزير الدفاع يعقوب الصراف، وممثل رئيس الوزراء النائب السابق غطاس، وممثل رئيس مجلس النواب النائب ياسين جابر، وحشد سياسي وديبلوسي وعسكري اعلن السفير شورتر عن تقديم هبة من المعدات الى مغاوير الجيش اللبناني تعزيزا لقدراتهم في الطرقات الوعرة وفي جميع الأحوال الجوية. كما تمتع الضيوف برؤية اشهر صانعي السيارات البريطانية مثل جاغوار، واستين مارتن ولاند روفر.

في هذه المناسبة قال السفير البريطاني هيوغو شورتر مخاطبا ضيوفه:

“مرحبا بكم على متن سفينة صاحبة الجلالة OCEAN، جوهرة التاج في أسطول البحرية الملكية، وهي المؤسسة المشهود لها بالمهارة والكفاءة المهنية والتاريخ المجيد في جميع أنحاء العالم.

ان سفينة صاحبة الجلالة أوشن الشامخة تجسّد دور بريطانيا في تعزيز الأمن والاستقرار العالميين كل يوم عبر البحار والمحيطات حيث تقوم قواتنا البحرية بحماية طرق التجارة وتواجه التهريب والقرصنة وتقدم المعونة الانسانية عندما تضرب الكوارث.

فلقد ساهم لبنان القديم في رسم تاريخ البحر المتوسط وكان اللبنانيون القدامى مستكشفين وبحّارة وتجّارا في البحر الذين اشتهروا بريادة استكشاف البحار. واليوم أصبح المتحدرون منهم يشكلون شبكة قوية تمتد على مساحة آلاف الاميال.

لطالما تطلعت بريطانيا أيضا الى العالم الأوسع وبنت تحالفات في كل أقصاع الأرض. واحدة من تلك الشراكات هي مع لبنان، عبر تعزيز المؤسسات اللبنانية ودعم سيادة لبنان. لأنه يجب حماية الاستقرار والأمن في لبنان، وهذا موضوع كررناه وأكدناه في مجلس الأمن.

أما بالنسبة لبريطانيا، لقد بحثنا دائما إلى العالم الأوسع، ولدينا تحالفات في كل قارة. 1 من كل 10 بريطانيين يعيشون في الخارج. مثل اللبنانيين، هم مصرفيين ورجال اعمال وعلماء وفنانين، و حتى مبرمجين من المركز اللبناني البريطاني للتبادل التكنولوجي . والعكس صحيح ايضاً: نظامنا التعليمي يجذب الافضل من حول العالم. من كل رؤساء العالم دولة وحكومة، واحد في سبعة تلقى تعليمه في بريطانيا.

على الرغم من أن زيارة HMS OCEAN هي دليل على التزامنا بلبنان، الا ان شراكتنا تذهب إلى ما هو أبعد من مجالات الدفاع. يعلم العديد منكم أن المملكة المتحدة هي واحدة من أكبر الجهات المانحة للمساعدات في العالم - لكن قد لا تعلمون ان لبنان يحتل المرتبة الثانية عالميا من حيث أعلى نسبة مساعدات بريطانية للفرد الواحد.

نحن نفتخر بشراكتنا مع هذا البلد عبر مؤسساته. وتعبيرا عن ايماننا بأهمية سيادة لبنان، بلغت مساعداتنا للجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي 100 مليون دولار منذ العام 2011. وانا مسرور باعلاننا عن تقديم مساعدات اضافية بقيمة 65 الف دولار اميريكي لمغاوير الجيش اللبناني تعزيزا لقدراتهم في الطرقات الوعرة وفي جميع الأحوال الجوية

بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية والبلديات اللبنانية، نحن ندعم المجتمعات المحلية بالمياه النظيفة، والمعدات الزراعية والبنة التحتية. وبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي، ونحن ساهمنا بتوفير الكتب المدرسية لكل للأطفال، وتدريب المعلمين وخلق فرص عمل وجنبا إلى جنب مع المجلس الثقافي البريطاني، تجهيز الشباب بالمهارات التي يحتاجونها في المستقبل. بالاضافة لعملنا مع مصرف لبنان لدعم اقتصاد المعرفة، وخلق فرص العمل في مجال التكنولوجيا.

أريد للشراكة بين بريطانيا ولبنان ان تكون ايجابية وطويلة الأمد.

ساعدت المملكة المتحدة في الماضي لبنان على نيل استقلاله، ونحن ما زلنا من أشَد المؤيدين لاستقلال وسيادة لبنان. اليوم. جوهر النهج الذي نتبعه هو: حماية العيش المشترك في قلب النموذج اللبناني يتطلب وجود دولة قوية. وبالتالي نحن نبني علاقات طويلة الأمد مع المؤسسات اللبنانية الرئيسية، لمساعدتها في توفير الخدمات لجميع اللبنانيين.

وكثيرا ما يشاد بصلابة لبنان على أنها معجزة، والفضل في ذلك يذهب أولا وأخيراً للشعب اللبناني. ولكن أعتقد أنها معجزة شاركنا في جزء منها بتحقيقها معا.

لأن بريطانيا ولبنان على حد سواء نكون في أفضل احوالنا عندما نعمل يدا بيد مع أصدقائنا وحلفائنا.

ولهذا السبب سنواصل وقوفنا جنبا الى جنب مع لبنان من أجل أمنه واستقراره وازدهاره.

ملاحظات للمحررين:

  1. أتت زيارة طلاب المدارس في اطار مشروع “تقدم” التابع للمجلس الثقافي البريطاني والهادف الى تزويد الطلاب بالمهارات المرنة تحسينا لمهاراتهم في مجال العمل. كما يشمل البرنامج تعزيز مهارات اضافية لها صلة بالابداع والابتكار والتواصل الفعال والفكر النقدي والثقة والتفكير الهادف.

  2. تزن سفينة صاحبة الجلالة “أوشن” 22 ألف طن وهي أكبر سفينة حربية عاملة في البحرية الملكية البريطانية. ان دورها الاساسي هو حاملة طوافات وسفينة هجوم برمائي.
  3. في الاشهر الاخيرة قبل وصولها الى لبنان، تولت السفينة “أوشن” قيادة القوة الضاربة المشتركة 50 CTF50 وهي قوة متعددة الجنسيات تتولى مراقبة التدفق التجاري الحر وحرية الملاحة البحرية والامن الاقليمي في الشرق الاوسط. وهذه المرة الاولى التي تتولى فيها بريطانيا قيادة هذه القوة الضاربة برئاسة الكومودور (العميد البحري) البريطاني أندرو بيرنز قائد القوات البرمائية المشتركة.
تاريخ النشر 6 March 2017