مقال السفير البريطاني بالجزائر أندرو نوبل
المملكة المتحدة والجزائر تواجهان التحديات بشكل مشترك
Ambassador Andrew Noble
تم تعييني في الجزائر في شهر يونيو حزيران بصفتي السفير البريطاني وأنا سعيد بتواجدي هنا ولقد حظيت باستقبال جزائري حار وإنه لشرف كبير لي أن أكون سفيرا في بلد يعتبر من أهم شركاء المملكة المتحدة في المنطقة. وقد أثبت هذا الصيف بأن الجزائر تبقى جزيرة للاستقرار في عالم يزداد فيه الخطر. يسعدني أن المملكة المتحدة والجزائر تواجهان التحديات بشكل مشترك.
سيجتمع قادة العالم بما فيهم السادة لعمامرة وكمرون وهاموند في نيويورك الاسبوع المقبل في الدورة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة، التقت المملكة المتحدة والجزائر في جنيف في مجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة الذي يعقد دورته هذا الشهر. إن ارتفاع قائمة المآسي الدولية هذا الصيف يدل على ضرورة عمل الحكومات معا في الأسابيع المقبلة لتخفيف المعاناة في العالم.
شهد صيف هذه السنة مأساة النزاع في غزة حيث قتل الكثير من المدنيين الأبرياء والنساء والأطفال وهي وضعية مؤسفة للغاية، وكان من المستحيل عدم الالتفات لمحنتهم.
يعتبر إجراء مفاوضات للتوصل الى اتفاق مستدام ودائم مسألة ضرورية لمعالجة الأسباب الجذرية للنزاع وهي الوسيلة الوحيدة لوضع حد لدائرة العنف.
من جهة أخرى، أدت سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية في الشرق الأوسط في سوريا والعراق إلى مستوى جديد من العنف الوحشي، كما تعد المجازر وغيرها من الأعمال الوحشية أحداثا مؤلمة وهذا التجاهل لحياة الإنسان مثير للاشمئزاز لجميع الشعوب والديانات. كما صرح المسلمون البريطانيون بأنه لا توجد للتنظيم مكانة مع المسلمين المؤمنين. يطمح تيار الدولة الاسلامية إلى تهديد المنطقة بأسرها وعلى المجتمع الدولي العمل بشكل مشترك لمنع حدوث ذلك، وفي تطور إيجابي نادر لمكافحة الإرهاب، سرني جدا سماع خبر الإفراج عن الرهينتين الجزائريتين المختطفين في مالي سالمين.
تشترك المملكة المتحدة والجزائر في التصميم على عدم دفع الفديات للإرهابيين لأن دفع الفدية من شأنه تشجيع اختطاف المزيد من الرهائن وتمويل الشبكات الإرهابية والاعتداءات.
يعاني الشعب السوري منذ فترة طويلة ويجب القيام بالكثير لمساعدتهم، وقد دعا وزير الخارجية البريطاني وزير الخارجية الجزائري لعمامرة إلى اجتماع ينظمه في الأمم المتحدة لمحاولة الاقتراب من التوصل إلى حل سياسي للنزاع. آمل أيضا أن الجزائر ستكون طرفا في الدعم الدولي الواسع لقرار مجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة في وقت لاحق من هذا الشهر لمحاسبة المسؤولين على الأعمال الوحشية.
عرف القتال قريبا من الحدود الجزائرية بين المجموعات المختلفة في ليبيا تعقيدات جديدة، كما أثيرت عديد التكهنات حول ما يمكن للمجتمع الدولي القيام به لمعالجة الوضع حيث تستمر المناقشات التي تشكل فيها الجزائر طرفا حاسما. ونحن نساند أي حل دائم لشعب ليبيا الذي لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال حوار شامل وسلمي كما أثبتت الجزائر وبشكل رائع هذا الصيف من خلال استضافتها للحوار المالي وهناك عديد القضايا الصعبة تنتظر المعالجة.
في دول غرب إفريقيا، تزداد أزمة إيبولا سوءا، مع وفاة أكثر من 2000 شخص وأعلنت منظمة الصحة العالمية عن الوباء حالة طارئة صحية عمومية الدولي تقوم المملكة المتحدة بدور رائد للاستجابة للوضعية، التزمنا بمنح 25 مليون جنيه استرليني لدعم وإنشاء مركز يحتوي على 700 سرير لعلاج الضحايا في سيراليون.
استمر الوضع في السودان في التدهور بشكل سريع خلال السنة الماضية، مع تزايد العنف في بعض المناطق واستمرار انتهاكات حقوق الإنسان والعنف الجنسي.
ستدعم المملكة المتحدة بشدة قرار مجلس حقوق الإنسان للأ مم المتحدة للمساعدة في معالجة الوضع.
وآمل أن تسفر المناقشات التي ستجري في الأسابيع القليلة المقبلة، سواء في نيويورك، جنيف، لندن أو الجزائر، عن تغيير في مصير هؤلاء الذين عانوا خلال هذا الصيف.
تاريخ آخر تحديث 21 September 2014 + show all updates
-
Added translation
-
First published.