بيان شفوي للبرلمان

رئيسة الوزراء تطلع البرلمان على استجابة بريطانيا لحادث سالزبري: 14 مارس 2018

بريطانيا تقرر طرد 23 دبلوماسيا روسيا، وتجميد أرصدة روسية، وتعليق كافة العلاقات الثنائية رفيعة المستوى بين المملكة المتحدة والاتحاد الروسي.

PM Commons Statement on Salisbury incident response: 14 March 2018

أود أن أدلي ببيان حول رد على الحكومة الروسية بشأن الحادث في سالزبري.

أولا اسمحوا لي، نيابة عن المجلس ككل، أن أشيد بشجاعة وحرفية كافة أجهزة الطوارئ والأطباء وهيئة التمريض وفرق التحقيق الذين استجابوا لهذا الحادث الفظيع.

كما أشيد بثبات وصمود سكان سالزبري. وأود أن أطمئنهم - كما أوضحت هيئة الرعاية الصحية في إنجلترا - بأن الخطر على الصحة العامة منخفض جدا. وسوف تواصل الحكومة بذل كل ما في استطاعتها لمساعدة هذه المدينة التاريخية على التعافي تماما.

في يوم الاثنين، قلت بأن السيد سكريبل وابنته قد تعرضا للتسمم بمادة نوفيتشوك: وهو غاز أعصاب حربي الاستعمال صنعته روسيا.

واستنادا إلى قدراتها هذه، إلى جانب سجلها بتنفيذ عمليات اغتيال ترعاها الدولة - بما في ذلك ضد ضباط استخبارات سابقين تعتبرهم أهداف مشروعة - استنتجت الحكومة البريطانية بأن من المرجح جدا أن روسيا هي المسؤولة عن هذا العمل الأرعن والشنيع.

كان أمامنا تفسيران محتملان فقط: إما أن ذلك الحادث كان عملا نفذته روسيا مباشرة ضد بلدنا، أو أن من الممكن أن روسيا قد فقدت السيطرة على غاز أعصاب حربي الاستعمال وسمحت بوقوعه في أيدي آخرين.

كان من الصواب منح روسيا الفرصة لإعطاء تفسير لما حدث. لكن اتضح من ردها ازدراء تام لفظاعة ما حدث. حيث لم تقدم لنا أي تفسير معقول يوحي بفقدانها السيطرة على غاز الأعصاب. كما لم تقدم أي تفسير يفسر استخدامه في المملكة المتحدة، ولا تفسيرا لسبب حيازة روسيا لأسلحة كيميائية غير معلن عنها انتهاكا للقانون الدولي.

بل عمدت عوضا عن ذلك إلى التعامل مع استخدام غاز أعصاب مخصص للاستعمال الحربي في أوروبا بسخرية وازدراء واستخفاف.

وبالتالي ليس هناك أي استنتاج آخر سوى تورط الدولة الروسية بمحاولة قتل السيد سكريبل وابنته - وتعريض حياة مواطنين بريطانيين آخرين للخطر في سالزبري، بمن فيهم الرقيب نِك بايلي. ذلك يمثل استخدام القوة بشكل غير قانوني من قبل الدولة الروسية ضد المملكة المتحدة.

وكما قلت يوم اثنين، وقع هذا الحادث على خلفية نمط معروف لعدوانية الدولة الروسية في أنحاء أوروبا وخارجها.

وبالتالي يجب أن تقابل هذه العدوانية برد كامل وشديد - يفوق الإجراءات التي اتخذناها بالفعل منذ قتل السيد ليتفنينكو، وللتصدي لهذا النمط من العدوان الروسي في أماكن أخرى.

وكما اتضح من النقاش في هذا المجلس يوم الاثنين، من الضروري أن نتحد معا - مع حلفائنا - للدفاع عن أمننا، والدفاع عن قيمنا، وتوجيه رسالة واضحة لمن يسعون لتقويضها.

وقد ترأست صباح اليوم اجتماعا آخر لمجلس الأمن القومي، حيث اتفقنا على اتخاذ إجراءات فورية لتفكيك شبكة التجسس الروسية في المملكة المتحدة، واتخاذ إجراء عاجل لتطوير صلاحيات جديدة للتصدي لكافة أشكال النشاط العدواني من الدولة، وضمان عدم استطاعة الساعين لتنفيذ عمليات كهذه من دخول المملكة المتحدة، واتخاذ خطوات إضافية لتفكيك كافة الاتصالات رفيعة المستوى بين المملكة المتحدة والاتحاد الروسي.

سوف أبدأ بالإجراءات الفورية التي سوف نتخذها:

يتذكر المجلس، بعد مقتل السيد ليتفنينكو، بأن المملكة المتحدة طردت أربعة دبلوماسيين. وبموجب اتفاقية فيينا، سوف تطرد المملكة المتحدة الآن 23 دبلوماسيا روسيا تم التعرف على أنهم ضباط استخبارات غير معلن عنهم. وأمامهم أسبوع واحد فقط لمغادرة البلاد.

ستكون تلك أكبر عملية واحدة لطرد جماعي منذ أكثر من ثلاثين سنة، وهي تعكس حقيقة أن هذه ليست هي المرة الأولى التي تتخذ الدولة الروسية فيها إجراء ضد بلدنا.

وبموجب إجراءات الطرد هذه، سوف نقلل قدرات روسيا الاستخباراتية في المملكة المتحدة على مدى سنوات قادمة. وإن سعت إلى معاودة بنائها، سوف نمنعها من فعل ذلك.

ثانيا، سوف نضع عاجلا اقتراحات لإعطاء صلاحيات تشريعية لتعزيز دفاعاتنا في مواجهة كافة أشكال النشاط العدائي برعاية الدول. ذلك يشمل إضافة صلاحيات لاحتجاز من يُشتبه بارتكابه لعمل عدائي برعاية الدولة عند الحدود البريطانية. هذه الصلاحيات مسموح بها حاليا فقط فيما يتعلق بمن يشتبه بعلاقتهم بالإرهاب.

وقد طلبت من وزيرة الداخلية بحث ما إذا كانت هناك حاجة لصلاحيات جديدة لمكافحة التجسس لملاحقة كافة أشكال النشاط العدائي الذي يرتكبه عملاء أجانب في بلدنا.

وكما قلت يوم الاثنين، سوف نطرح تعديلا على قانون العقوبات لتعزيز صلاحياتنا لفرض عقوبات ردا على انتهاك حقوق الإنسان. وبذلك سوف نلعب دورنا في الجهود الدولية لمعاقبة المسؤولين عن أشكال المعاناة التي يعانيها سيرغيي ماغنتسكي.

وإنني آمل أن تحظى هذه التدابير - كغيرها من كافة الإجراءات التي سوف أطرحها اليوم - بتأييد كافة الأحزاب.

كما سوف نستغل كافة صلاحياتنا الحالية لتعزيز جهودنا لمراقبة وتعقّب نوايا المسافرين إلى المملكة المتحدة، والذين يمكن أن يكون لهم دور في نشاط يهدد أمن المملكة المتحدة وأمن حلفائنا. وبالتالي فإننا سوف نعزز إجراءات التدقيق في الرحلات الخاصة والجمارك والشحن.

وسوف نجمد أرصدة روسيا حيثما توفرت لنا أدلة بشأن احتمال استخدامها لتهديد حياة أو ممتلكات مواطنين بريطانيين أو مقيمين في المملكة المتحدة.

وسوف نواصل، بقيادة الجهاز الوطني لمكافحة الجريمة، استغلال كافة قدرات أجهزة تنفيذ القانون في المملكة المتحدة ضد المجرمين الخطيرين والنخبة الفاسدين. فلا مكان في بلدنا لأشخاص كهؤلاء - أو لأموالهم.

اسمحوا لي أن أوضح بأن بينما يجب أن يكون ردنا صارما، علينا أيضا أن نلتزم بقيمنا - كديموقراطية ليبرالية تؤمن بسيادة القانون.

لقد اتخذ الكثير من الروس من بلدنا موطنا لهم، والتزموا بقوانيننا، وقدموا مساهمات هامة في بلدنا، وعلينا أن نواصل الترحيب بذلك. لكن رسالتي إلى من يسعون إلى الإضرار بنا بسيطة للغاية: أنتم غير مُرحَّب بكم هنا.

سوف أنتقل الآن للحديث عن العلاقات الثنائية.

كما قلت يوم الاثنين، مقاربتنا تجاه روسيا بسيطة جدا: التواصل معها مع توخّي الحيطة. وما زلت أؤمن بأن ليس من مصلحتنا الوطنية قطع كافة سبل الحوار بين المملكة المتحدة والاتحاد الروسي.

لكن بعد هذا العمل الشنيع ضد بلدنا، لا يمكن أن تستمر هذه العلاقات كما كانت. وبالتالي فإننا سوف نعلق كافة العلاقات الثنائية رفيعة المستوى بين المملكة المتحدة والاتحاد الروسي. وها يشمل إلغاء دعوة لوزير الخارجية لافروف لزيارة المملكة المتحدة، وتأكيد عدم حضور أي وزير - وبالتأكيد أي من أعضاء العائلة الملكية - لكأس العالم في روسيا.

وأخيرا، سوف نستعين بمجموعة واسعة من الأدوات المتاحة لنا في كافة أنحاء جهاز الأمن القومي لدينا للتصدي للتهديدات الناتجة عن نشاط معادي ترعاه الدول. وبينما أنني أوضحت بعض هذه التدابير اليوم، فلا بد وأن أعضاء البرلمان من كافة الأحزاب يتفهمون عدم استطاعتي الحديث بشكل علني عن بعض الإجراءات الأخرى لأسباب تتعلق بالأمن القومي.

وبالطبع هناك إجراءات أخرى نقف على استعداد لاستخدامها في أي وقت في حال تعرضنا لأي استفزاز روسي آخر.

ليس هناك في أي من هذه الإجراءات التي نعتزم اتخاذها ما يهدف إلى الإضرار بالأنشطة المشروعة أو منع اتصالات ما بين شعبينا. فلا يوجد أي اختلاف مع الشعب الروسي الذي حقق الكثير من الإنجازات الرائعة طوال تاريخه. والكثير منا ينظر إلى روسيا ما بعد حقبة الاتحاد السوفييتي بكل أمل. نريد أن تكون لنا علاقات أفضل معها، ومن المؤسف أو الرئيس بوتين اختار التصرف بهذه الطريقة.

لكننا لن نتسامح مع تسبب الحكومة الروسية في تعريض حياة مواطنين بريطانيين وغيرهم للخطر على الأراضي البريطانية. كما لن نتسامح مع هذا الانتهاك الصارخ لالتزامات روسيا الدولية.

وكما قلت يوم الاثنين، فإن المملكة المتحدة لا تقف منفردة في مواجهتها للعدوان الروسي. خلال الساعات الأربع وعشرين الماضية تحدثت مع الرئيس ترامب، والمستشارة ميركل والرئيس ماكرون. واتفقنا على التعاون عن قرب ردا على هذا العمل البربري، وتنسيق جهودنا للدفاع عن النظام الدولي القائم على القواعد الذي تسعى روسيا إلى تقويضه. كما سأتحدث مع حلفاء وشركاء آخرين في الأيام القادمة.

وأرحب كذلك بالتعبير القوي عن الدعم من حلف الناتو ومن شركاء في أنحاء الاتحاد الأوروبي وخارجه. وسوف يجري مجلس الأمن الدولي مشاورات مفتوحة سنطالب خلالها برد دولي شديد. كما أبلغنا منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بشأن استخدام روسيا لغاز الأعصاب. ونعمل مع الشرطة لتمكين المنظمة من التحقق بشكل مستقل من التحليلات التي أجريناها.

ذلك لم يكن فقط محاولة قتل في سالزبري - وليس مجرد عمل ضد المملكة المتحدة. بل إنه تهجّم علني على النظام القائم على القواعد الذي نعتمد عليه نحن وشركاؤنا الدوليون. وسوف نعمل مع حلفائنا وشركائنا للتصدي لهذه الأفعال حيثما كانت تهدد أمننا، سواء في بلدنا أو في الخارج.

تاريخ النشر 14 March 2018
تاريخ آخر تحديث 15 March 2018 + show all updates
  1. Added translation

  2. First published.